العرب والحضيض

lFDcS.png
حجم الخط

بقلم حمدي فراج

هل هي عودة الاشتراكية ؟ انا شخصيا لا أعرف ، ولكني أعرف ان لا ثالث من المناهج والمباديء والفلسفات قد يسود العالم بعد الاطوار المحدودة التي مر بها ، حتى وصل الى الرأسمالية الامبريالية ، وكل أيديولوجية ، بمسميات أخرى ، بما في ذلك الدين ، أي دين ، او التطور الذي أطلقوا عليه "اللا رأسمالي" ، هو في حقيقته يرضع من ثدي الرأسمالية .


لقد ضاق الناس "الانسان" ذرعا بحكم الرأسمالية والتي عبر الخمسين سنة الأخيرة من عمرها، تفردت في حكمها وتحكمها فيهم وحولت العالم الى مكان كريه للعيش فيه ، من حيث الفقر والجوع والمرض والمناخ والحروب والجشع والاستعمار والاضهاد و الأكاذيب التي تروج عبر الاعلام الملون والالكتروني ..... الخ ، عدا عما أشاعه عدد من المفكرين الغربيين من انها – الرأسمالية – هي نهاية التاريخ ، ولن يكون بعدها اية مراحل أخرى .


ما شهدته الأسابيع الأخيرة ، يدل دلالة واضحة، ان عداد بداية نهاية الرأسمالية قد اشتغل ، وان ضوءها الأحمر قد اشتعل . رئيس فنزويلا الشيوعية زار الصين ومكث فيها ستة أيام ، رئيس كوريا الشمالية الشيوعية زار روسيا عبر القطار المصفح ، و قيل انه سيعرج على الصين أيضا، مجموعة البريكس التي تضم البرازيل وروسيا و الهند والصين وجنوب افريقيا قررت ان تضم اليها ، ايران والارجنتين ومصر و السعودية واثيوبيا والامارات ليزيد حجم اقتصادها حوالي خمس ترليونات دولار ، و سكانها اكثر من نصف سكان العالم ، وارضها اكثر من 30% من اليابسة .


كوبا المحاصرة منذ ستة عقود، استضافت مؤخرا قمة مجموعة ال 77 + الصين ، رؤساء 134 دولة حضروا الى هافانا نكاية باميركا المحاصرة – بكسر الصاد - ، وكان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل خليفة فيدل و راؤول كاسترو هو الرئيس الدوري لهذه المجموعة، لم يكن الحديث سريا ولامهموسا حول التخلص من الهيمنة الاميركية على العالم وعدم الالتزام بالعقوبات التي تفرضها على شعوب العالم بدعوى ان أنظمتها غير ديمقراطية .


اليوم تستضيف بكين الرئيس السوري بشار الأسد ، واستضافت قبل ستة اشهر السعودية وايران واصلحت بينهما ، هو – بشار الأسد - ليس ممثلا للعرب ، الذين حاربوا الاشتراكية "السوفياتية" من 1920 – 1990 بلا هوادة ، بدعوى انها ضد الدين ، انظر الى حالهم اليوم يصعب حتى على الكافر ، ويدخل العالم حقبة الذكاء الصناعي وهم ما زالوا مختلفين على دخول الحمام ان كان يجب ان يكون بالرجل اليمين ام بالرجل اليسار ، ضعاف متفرقون ، متحاربون متشتتون ، لا علم واحدا يستظلون به ولا عملة واحدة يشترون بها ما يستهلكون من صناعة الآخرين ، ولقد وصلوا الحضيض عندما سلّموا تقريبا ان فلسطين ليست عربية ، بل صهيونية إسرائيلية ، حتى وصل الامر بشقي العسكر المحتربين في السودان ان يتسابقا على خطب ود إسرائيل .