مفاهيم مغلوطة

تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!

مساعدة الزوج في أعمال المنزل
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مارلين أبو عون

تختلف بعض المفاهيم الاجتماعية داخل الشارع الغزّي، فما يراه البعض عادياً أو مُحبباً يراه البعض الآخر من المكروه العلم به ومن المحرمات التي لا يُمكن أنّ يقترب منها تحت أيّ سبب كان.

ومن بين تلك المفاهيم التي وجدنا فيها تناقض واختلاف كبير رغم أنّ أهالي غزّة هو من أكثر الشعوب المتعلمة في العالم من حيث عدد السكان والمساحة الجغرافية. 

تحقيق العدالة بين الطرفين

وهناك أسس ضرورية في الحياة المشتركة، ينبغي على الطرفين رعايتها واحترامها، وإلا فإنَّ الحياة الزوجية ستكون مُعرضة للكثير من المشاكل وستتحول لكراهية، التي سرعان ما تؤدي إلى بداية النهاية.

فالزوجان العاقلان يعمل كل منهما على مساعدة الآخر ودعمه مادياً ومعنوياً، وكثيرون هم الأفراد الذين أحرزوا نجاحات باهرة في الحياة بسبب استفادتهم من أزواجهم فكرياً ومن خلال استلهامهم سلوكا وأفكاراً ورؤى عايشوها وتأثروا بها.

ومن خلال سيرة النبي "صلى الله عليه وسلم" يتضح أنَّ العمل داخل البيت هو على عاتق المرأة، بينما يبقى العمل خارج المنزل من واجبات الرجل؛ وطبعاً فإنَّ هذا لا يمنع الرجل إذا ما وجد فراغاً من مساعدة زوجته ولا يمنع المرأة أيضاً إذا ما وجدت فرصة من المبادرة إلى التخفيف عن أعباء الرجل، ويكون الهدف من تقسيم العمل هو تحقيق العدالة بين الطرفين.

مراسلة وكالة "خبر"، استطلعت آراء المواطنين حول المشاركة الزوجية بين الأزواج من حيث تحمل عبء الأعمال المنزلية، وتربية الأولاد ومساعدة الزوجة في كل مناحي الحياة.

"علينا واجبات ولنا حقوق مشتركة"

"صدام الحلو" حين سألناه كيف يتعامل داخل المنزل مع زوجته وهل يُساعدها في أعمال المنزل والأوقات التي يرى أنّه يجب على الزوج أنّ يكون سندا لزوجته، يقول: "الحياة مشتركة بين الأزواج وكل واحد منهم عليه واجبات ولديه حقوق، لكِن أنا أعمل خارج المنزل لتأمين لقمة العيش لزوجتي وأولادي، وهي بدورها عليها تربية الأولاد في غيابي وتعليمهم والمحافظة على البيت وتحضير الطعام والشراب وغسل ملابسي وغيرها من الأمور المتعارف عليه، تلك سنة الحياة والأدوار واضحة بيننا، ولكن حين تمرض زوجتي من الواجب واللازم عليَّ فعله أنّ أكون سنداً لها فترة مرضها والقيام بأعمال المنزل بجانب التزاماتي الزوجية".

وتابع: للأسف أنا لا أجيد عمل أيّ شيء في المنزل حتى أنني لا أستطيع تنظيف الأواني في المطبخ، وكذلك في الطبخ لا أعرف كيف يتم قلي وتحضير البيض، والذنب ليس ذنبي أنا لم أتعود على القيام بالأعمال المنزلية وذلك لأنَّ أمي لم تعودنا على المشاركة داخل المنزل وكبرنا على ذلك، ووجدنا أنَّ مكان المرأة في المطبخ والغرفة، ومكاننا خارجاً للعمل في كافة الأعمال، وإنّ حدث ومرضت زوجتي وهذا حدث فعلاً، فأستدعي والدتها أو والدتي لكي تكون بجوارها طيلة فترة تعبها".

وعن رأيه في الرجل الذي يقوم بمشاركة زوجته في الحياة الزوجية، يقول الحلو: "أنا مع وبشدة ومن يستطيع فلا بأس بذلك".

"ولا مرة بفوت المطبخ"

"عبد السلام" الذي يجلس بجوار بسطته المتواضعة ليبيع السكاكر لأطفال المدراس، يقول: "يعني أنا أشتغل برا وجوا، هو أنا متجوز عشان أخدمها ولا تخدمني، إذا بدي أعرف إني بدي أدخل المطبخ ولا أنظف البيت بدي أطلقها على طول، احنا بالعيلة ما حدا انحكم من مرته، زي ما أنا بطلع من صبحية ربنا عشان أجيب طلباتها، بدي أروح ألاقي طلباتي مجابة والبيت نظيف والأكل جاهز".

"التعاون أساس الحياة الزوجية"

"ميادة" التي كانت تقف بالقرب منه وتستمع للحديث، قد بدا على وجهها الغضب الشديد ولكنها كتمت غضبها من منطلق أنّ رأيه وهو حر به، ولكِنها فضلت أنّ تتحدث أمامه عن الحياة المشتركة، فقالت: "احنا مش عايشين في الخدمة العسكرية، وعلينا التزامات وقرارت مكتوبة إلنا لازم ننفذها بحذافيرها، والي ما بيعمل الواجب بيتعاقب، مثلاً أنا ست موظفة وزوجي كمان موظف بنطلع مع بعض وبنرجع على البيت في نفس الوقت والي يصل الأول بدخل المطبخ ويسخن الأكل ويجهز البيت، طبعا احنا بنكون من الليل مجهزين طبخة اليوم الثاني ومنظفين البيت، صحيح إنه ربنا لسا ما رزقنا بأولاد والحياة عبئها صغير ولكن هذا التعاون بيني وبين زوجي راح يعلم أولادي بكرة يلاقوا أبوهم وأمهم متعاونين، فهذا المفهوم يترسخ عندهم ويطلع منهم جيل متفهم وواعي".

وهنا يُقاطعها عبد السلام :"زوجك راضي بس أنا ما برضى لمرتي لا تشتغل برا ولا أنا أنظف وأجلي وأطبخ معها، والله حلوة ضايل علينا نخلف مكان النسوان".

"كدت أن أحترق حين فكرت في إسعادها"

"خالد" ابن العقد الرابع، عن رأيه يقول: "مرَّ على زواجي عشرون عاماً، لا أتذكر أني ساعدت فيها زوجتي، وكانت هي متكفلة بجميع أمور المنزل، وحتى يوم فكرت أنّ أساعدها، استغليت فرصة ذهابها عند أهلها، وقلت في نفسي سأحضر لها عشاءً لذيذاً وأرتب المنزل، لكي أُدخل السعادة على قلبها، وليتني لم أفعل!!".

وأضاف: "لقد احترق الطعام ونسيته على الغاز، وأنا أرتب في المنزل وامتدت النيران حتى أمسكت في خشب المطبخ ولولا لطف الله وتدخل الجيران كنت احترقت أنا أيضاً في اللحظة الأخيرة، وحين عادت زوجتي كانت تضحك وسعيدة لأنني فعلت كل ذلك من أجلها، وبعدها عاهدت نفسي أنّ لا أقوم بأيّ عمل من أعمال المنزل".

"أخدم وحدة ما بتقربلي.!!"

"سمير عرفات"، يقول: "أنا بعرفش أقلي بيضة ولا أغسل أواعي، وبتقعد غرفتي بالشهر ما بنظفها، ولما أتزوج هضل هيك ومش هتغير، عاجبها عاجبها، مش عاجبها بوجهها على دار أهلها، هي الي ضايل عليا أخدم حضرة جنابها وهي قاعدة حاطه رجل على رجل وقاعدة على الإنترنت وأنا أشتغل إلها".

وحين حاولت مراسلة "خبر" أنّ تُغير من منطق حديثه وتجعله يفكر من زاوية أخرى، قال: "ما تحاولي أنا تربيت ووعيت على الدنيا، والحجة هي الي قايمة بكل شي جوا البيت، ولما بدي أشرب كاسة مياه بنادي عليها تجبيلي إياها، وبالآخر تحكيلي حياة مشتركة وأخدم وحدة لا بتقربلي ولا بعرفها ..!! بس لإنها صارت مرتي!! شو يعني؟."

وعلى ما يبدو أنَّ ثقافة الحياة المشتركة بين الرجل المرأة تكاد تكون ضئيلة في مجتمع يرى أنّ الرجل مكانه خارج المنزل من ناحية العمل، والمرأة مكانها المطبخ وتلبية طلبات زوجها حتى وإنّ حصلت على الشهادات العليا، حيث استطلعت مراسلة وكالة "خبر" آراء المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول الموضوع ولم تختلف كثيراً عن آراء المواطنين الذين سألناهم في الشارع، وكانت على النحو التالي:

 

تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!
تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!
تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!
تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!
تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!
تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!
تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!
تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!
تقرير: الحياة المشتركة بين الزوجين في عيون الغزّيين.. مع أم ضد؟!