بقلم: نضال خضرة

حركة فتح.. وتحديات المؤتمر الثامن 

نضال خضرة
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

بات واضحًا للجميع حالة التراجع التي تشهدها الحركة الوطنية الفلسطينية بشكلٍ عام، وحركة فتح بشكلٍ خاص،  منذ استشهاد الزعيم المؤسس ياسر عرفات، إضافة إلى المخاطر التي باتت تهدد بُنية حركة فتح، وتعصف بالقضية الفلسطينية.

يشكّل قرار المجلس الثوري في دورته الأخيرة، بعقد المؤتمر الثامن لحركة فتح في 17 ديسمبر من هذا العام، فرصةً مهمةً لإعادة تصويب مسار الحركة التي أثّرت بتراجعها على الحالة الوطنية برمتها.

على حركة فتح أن تدرك حجم التحديات، والمخاطر التي تعصف بها وبالمشروع الوطني، وأن تقف عند الموضوعات الواجب بحثها ومناقشتها بعمق، وأن تستخلص العبر من الكثير من التجارب، وعليها في سبيل التقييم أن تراجع ما يأتي: 

أولًا: أخطأت فتح خطًأ كبيرًا عندما منحت الرئيس محمود عباس سلطة مطلقة على الحركة، على حساب مؤسساتها التنظيمية، برغم أن هذه السلطة المطلقة لم تمنحها فتح للشهيد ياسر عرفات الذي يمتلك من الكاريزما والقدرات ما لم يمتلكه الرئيس محمود عباس يومًا.

ثانًيا: كانت نتيجة هذه السلطة المطلقة مجموعة كبيرة من الأخطاء، التي شكّلت ضرباتٍ مؤذيةٍ وموجعة لفتح، أولها الذهاب إلى الانتخابات التشريعية عام 2006 والإذعان للإرادة الأمريكية، والضغط الإقليمي، برغم أن الكثيرين من فقهاء السياسة في الساحة الفلسطينية حذروا الرئيس عباس بعدم المغامرة بالذهاب لتلك الانتخابات، لأن نتيجتها شبه محسومة ومآلاتها خطيرة بحسب المعطيات، لكنه أصمّ أذنيه، واتخذ قراره، فكانت الضربة الموجعة بخسارة فتح للانتخابات التشريعية بعد خسارتها الانتخابات البلدية.

ثالثًا: تلقت الحركة الضربة الثالثة بوقوع الانقسام، بعد أن احتكمت حماس للسلاح، وأُريقت دماء عزيزة على كل شعبنا، لكن الأخطر ما فعله الرئيس عباس تباعًا، فقد ترك غزة لحركة حماس، علمًا بأنه وفي اليوم التالي من وقوع الانقسام، زارته مجموعة كبيرة من القادة، وطلبوا منه ونصحوه بأن يعود إلى غزة، وأن يبقي جميع الموظفين في أماكنهم، كي لا ينشأ واقع جديد على الأرض يصعب التعامل معه.

رابعًا: قرار الرئيس عباس فصل القيادي الفتحاوي والنائب في المجلس التشريعي وعضو اللجنة المركزية للحركة محمد دحلان، ولاحقًا اقتراف الجُرم ذاته بحق رفاق دحلان وزملائه، وتباعًا فصل عضو اللجنة المركزية للحركة ناصر القدوة، واستهداف عضو اللجنة المركزية الأسير مروان البرغوثي، وبفعل هذه المغامرات وهذا السلوك نتج ما نتج ووصلت فتح إلى ما وصلت إليه.

تبرهن هذه المعطيات على وجود تحدياتٍ كبيرةٍ أمام فتح في مؤتمرها الثامن، إذا أرادت أن تستعيد زمام المبادرة والأخذ بأسباب القوة للتفرغ لمواجهة الاحتلال، وهذا يستدعي من فتح العمل على تنحية رئيس السلطة محمود عباس، والتعهد بعدم إنتاج شخصية تحمل المسؤولية التنظيمية والسياسية والوطنية من جديد، ومن ثم وضع معالجات لجميع الضربات التي تلقتها فتح في عهده، وأولها استعادة وحدة الحركة وإنهاء الانقسام الوطني.