قوتنا .. في وحدتنا

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم ابراهيم دعيبس

الاحتلال يسرق الارض يوميا ولولا وجودنا السكاني الكبير لكان اعلن ضم الضفة الغربية كلها، وقد فعل خطوة انطلاقا من هذا المنطق حين ادرك ان قطاع غزة مساحة صغيرة باعداد كبيرة من السكان غادر الى غير رجعة وارتاحت غزة من مصائبه، ولكنه ما يزال يحاصر القطاع ويضغط على اهله بالوسائل الممكنة.


المواطنون بالضفة شوكة كبيرة في حلق اسرائيل ولهذا فالاحتلال يصادر ما امكن من مساحة الارض والاعداد الاقل من السكان، ولهذا نرى الاستيطان في الاماكن الاقل سكانا وهو يعمل ايضا على تهجير ما امكن منهم ليستولي على الارض بدون سكان او باقل عدد من السكان.


وقد اكدت لجنة تحقيق دولية ان اسرائيل ارتكبت انتهاكات كبيرة بحق الشعب تستوجب عواقب قانونية، ولكنه مجرد كلام يقال من هنا وينساه المجتمع من هناك، وتظل الغطرسة للأقوى ويظل الضعيف يدفع الثمن غاليا وباستمرار.
لكن الوضع بالضفة في واقعه الحالي يثير مخاوف اسرائيلية وقلقا لدى المستوطنين بصورة خاصة، لأن هؤلاء يشعرون بالخوف ويعانون منه في كل حركة من تحركاتهم، مما يؤدي بالتالي الى توتر حكومي رسمي دفع نتانياهو الى عقد جلسة خاصة هذا اليوم لتقييم الاوضاع الامنية واتخاذ ما يلزم من خطوات لمواجهتها ، وهو في هذا السياق لا يفعل شيئا سوى تعزيز وزيادة عدد قواته في الضفة وحول المستوطنات على رجاء حمايتها، كما انه يدافع عن المستوطنين ومن امثلة ذلك انه اكتفى بإبعاد مستوطن عن الضفة وعدم محاكمته وهو المتهم بقتل فلسطيني في بلدة برقة.


ولا يتعلق الامر بنا في الضفة فقط ولكن بالفلسطينيين في الداخل حيث ألغت الحكومة برامج فعالة لمكافحة الجريمة المتصاعدة والمتزايدة هناك . ومن آخر مظاهرها المؤلمة مقتل خمسة اشخاص من عائلة واحدة برصاص مسلحين وغالبية هؤلاء الضحايا من الشباب وفي حالات كثيرة من عائلة واحدة، وأثار إلغاء هذه البرامج استياء واسعا وزيادة التفكير بأن الحكومة الاسرائيلية لا يهمها ما يجري بين العرب او هي تشجع هذا العنف باشكال مختلفة.


في كل الاحوال ومهما كانت الاوضاع الفلسطينية بالضفة وغزة او بالداخل ، فإن المستقبل لنا ومهما تشرذمت هذه القوى او تناحرت فإن هذا الوضع الى زوال وتظل الحقيقة اننا شعب واحد ومصلحة واحدة ومستقبل واحد..!!


وتبقى المسؤولية الكبيرة على عاتق السلطة الوطنية التي عليها ان تمنع او تواجه هذه الحالة من الفلتان الامني والفوضى الاجتماعية التي تقوى بين ابناء الشعب الواحد وسط هذه الحالة المدمرة من الاحتلال بكل ممارساته.


وللحقيقة ، فإن السلطة وحدها لا تستطيع ان تحمل هذه المشكلة، ويظل الواجب والمسؤولية عند من يمثلون القيادات العشائرية ولهم كلمة مسموعة في المجتمع ويحلون الكثير من المشاكل العائلية، وعليه تقوية التعاون والتآخي بين الناس حتى تسود الروح الوطنية القوية الراسخة وهم قادرون على ذلك اذا كرسوا كل نشاطهم للخدمة الوطنية والاجتماعية السليمة.


لا بد أخيرا من كلمة الى قادة فتح وحماس وهي السؤال الى متى هذا الانقسام وهذا الركض وراء المصالح الفئوية والخاصة على حساب المصلحة الوطنية..؟؟!!