أصدرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، تقريرها الـ(327) لرصد وتوثيق الخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة.
ورصدت الوكالة الفلسطينية في تقريرها، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام العبرية في الفترة ما بين 24/9 وحتى 30/9/2023.
ويواصل الإعلام العبري، تبني رواية اليمين المتطرف، وخاصة حزب الوزير ايتمار بن غفير "الصهيونية الدينية" فيما يتعلق بمواضيع الاستيطان، وسرقة أراضي المواطنين الفلسطينيين، والترويج لمصطلحاته من قبيل "الإرهاب الفلسطيني".
وفي السياق، رصد التقرير خبرا نشرته صحيفة "معاريف" حول ما سمته "المس ببن غفير"، خلاله حاولت الصحيفة الربط بين محاولة المس بالوزير المتطرف وبين العنف في المجتمع الفلسطيني، الذي تتجاهله دولة الاحتلال ومؤسساتها.
وادّعت الصحيفة على لسان مسؤول سابق في "الشاباك"، "عند الحديث عن مخربين، فإن للمخربين دوافع ايدولوجية وانتقام، لكن في حالة الجنائيين فإن الدوافع مادية فقط. لا يوجد ايدلوجية. نحن نعرف أنّ المصادر (الخارجية) قامت بالدفع للعرب من "إسرائيل"... استغلال مواطنين إسرائيليين مع خلفية جنائية بسبب قدرتهم على التحرّك بحرية في الدولة".
وتابعت: "عن تطور العلاقة مع الشخصيات المنخرطة في عالم الإجرام، نرى حاليًا زيادة في اشتراك عرب إسرائيل في عمليات ارهابية، وهذا مثير للقلق. في الشاباك لا يعملون وفق حلول سحرية، لذا يتوجب أنّ تكون خطط المواجهة على صعيد أوسع، مع تجنيد كل الأطراف، يبدأ ذلك بتشريع قانون، فيما تقوم السلطات التنفيذية بتطبيق القانون مع أشد العقوبات".
وفي سياق الترويج لمخططات اليمين المتطرف، نشرت القناة السابعة مقالا عنوانه: "هل الشوارع الإلتفافية هي المؤثر الأكبر على التضاعف السكاني اليهودي في يهودا والسامرة".
تعتقد كاتبة المقال، أن الطرق الإلتفافيّة أصبحت المعزز الأكبر لبناء مستوطنات جديدة، وعلى طولها نشأت مستوطنات جديدة بسرعة.
وتقول: "حسبما هو معروف في 2023، يعيش نحو نصف مليون مستوطن في يهودا والسامرة ووادي الأردن في حوالي 150 مستوطنة. وفي الحساب العام، زاد السكان في يهودا والسامرة بشكل مضاعف تقريبًا كل عقد، مع حدوث تباطؤ بسيط في العقد الأخير".
وتوضح الكاتبة: "الزيادة الكبيرة في السكان حدثت بشكل رئيسي في تلك المستوطنات التي كانت الأقرب إلى مراكز العمل الرئيسية في إسرائيل. هذا ما سمح للعائلات بالتنقل إلى مناطق سكنية جديدة دون الحاجة لتغيير مكان العمل. يمكن أن نرى حتى اليوم أن الطلب على العقارات في يهودا والسامرة وغور الأردن لا يعتمد بشكل كبير على مستوى التوتر الأمني مع السكان الفلسطينيين، بل يعتمد بشكل أساسي على المسافة إلى مراكز العمل الرئيسية في إسرائيل".
وأضافت أن "بنية الطرق الإلتفافيّة كانت العامل الرئيسي في تسريع نمو الاستيطان وربطه بوسط البلاد، والاتصال الجغرافي بمركز إسرائيل في يهودا والسامرة كان المرحلة الأولى في ترسيخ الاستيطان ببطء نحو قلب الإجماع الإسرائيلي".
وفي القناة ذاتها، السابعة، مقال عن ضرورة "توجه دولة إسرائيل لليونسكو وسؤالها مع نقدها عن آلية اتخاذ القرار المستهجن"، في إشارة إلى تسجيلها موقع "تل السلطان- أريحا القديمة" كموقع أثري فلسطيني وتسجيله على لائحة التراث العالمي.
وقالت: "سواء الحديث كان عن موقع تراث فلسطيني أو موقع في دولة فلسطين، يمكننا أن نستنتج أن كلا الخيارين غير صحيح وزائفين من الأساس. فلم تكن هناك دولة فلسطين في تاريخ البشرية، ولم تكن هناك حضارة فلسطينية، ولم يتم توثيق تاريخ قديم لفلسطين، ولم يتم العثور على آثار أو علامات أو رموز فلسطينية تشير إلى نظام حكومي أو نقدي أو ما شابه. لذلك، فإن النظر في هذا الموقع كموقع تراث فلسطيني من البداية هو أمر غير مقبول. حتى الإعلان عنه كموقع تراث في دولة فلسطين هو خاطئ من الأساس، لأن فلسطين ليست دولة ولم تُعترف بها حتى في الأمم المتحدة التي أعلنت عن هذا الموقع كموقع تراث في فلسطين".
وتابعت: "دولة إسرائيل مطالبة بالتوجه إلى اليونسكو باستفسار وانتقاد من جانبها، حول الطريقة التي تم بها اتخاذ القرار المستهجن، وكيف وإلى أي مدى ساهم قرار المنظمة في هذا الشأن في تعزيز السلام والأمن".
خبر آخر يسعى إلى مصادرة التراث الفلسطيني ونسبه إلى إسرائيل ومعاقبة الفلسطيني في الحفاظ على إرثه، تناولته "مكور ريشون".
الصحيفة قالت إنه في "ظل تزايد محاولات عناصر السلطة الفلسطينية الإضرار بمواقع التراث اليهودي، اجتمعت اللجنة الفرعية لمنطقة يهودا والسامرة لبحث وضع مذبح يهوشوع على جبل عيبال. وجرت هذه المناقشة على خلفية أعمال بناء الحي وشق الطرق بالقرب من الموقع التاريخي، والتي نفذتها السلطة الفلسطينية مؤخرا".
"اللجنة الفرعية لمنطقة يهودا والسامرة" ادعت أن محاولات الإضرار بهذا الموقع، وكذلك إعلان منظمة اليونسكو تل أريحا كموقع تراث فلسطيني، "خطيرة ومثيرة للقلق"، مؤكدة أنها ستكون "البيت والحامي للمواقع الأثرية في يهودا والسامرة".