قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "أمامنا مهمة بناء عالم جديد والمشاكل العالمية تتطلب حلولاً جماعية والأنانية والغرور يؤديان إلى طريق مسدود"، مضيفًا أن واشنطن اتخذت نهج الهيمنة في كافة المجالات ونعتقد أن العالم معقد ولا يمكن إدارته من قبل دولة واحدة.

وأكد خلال المؤتمر الدولي "فالداي" في سوتشي، اليوم الخميس 5 أكتوبر 2023، على أن روسيا قادرة على تقديم مساهمة كبيرة في النظام العالمي الجديد لكن البعض أساء فهم استعدادنا على أنه طاعة، مبينًا أن روسيا لم تبدأ الحرب في أوكرانيا وإنما تحاول إنهاءها.

وفيما يتعلق بموقف الغرب تجاه روسيا، أشار إلى أن المشكلة هي في المصالح الجيوسياسية للغرب وعلاقة الغطرسة تجاه الآخرين، منوهًا إلى أن السلام الدائم لن يتحقق إلا عندما يشعر الجميع بالأمان.

وذكر أن شركاءنا في الغرب فقدوا الإحساس بالواقع وانتهكوا كافة القواعد، مضيفًا أن النفوذ الذي اكتسبه الغرب عبارة عن هرم عسكري مالي ضخم تم تحقيقه من خلال التوسع الذي لا نهاية له.

وتابع: "في نظام يسود فيه التعسف يمكن لأي كان أن يتعرض للهجوم فقط لأن إحدى الدول لم تعجبها الهيمنة"، مبينًا أن جزء معين من النخب الغربية يحتاج دائماً إلى عدو.

وأشار إلى أن الأزمة الأوكرانية ليست صراعاً إقليمياً وروسيا ليس لديها مصلحة باحتلال أي أرض، مؤكدًا على أن مرحلة الإملاء والهيمنة انتهت إلى الأبد، وأن مفهوم السيادة في عالم اليوم يتم رفضه والعالم محصور في مواجهة "نحن أم هم" وهي ثقافة القرن العشرين الفاسدة.

وذكر بوتين، أن الغرب يفرض على العالم هيكل جيوسياسي مصطنع، وبالنسبة بالنسبة للغرب أي جهة تتصرف بشكل مستقل تتحول إلى جهة يجب إزالتها، مضيفًا أن الولايات المتحدة تفرض خطها الاقتصادي على أوروبا وتحاول استبدال القوانين ببعض القواعد وهذا نوع من الجنون والهراء.

وبين أن في بعض الدول الغربية تجبر النخب الحاكمة الشعب على قبول معايير وقواعد لا ترغب غالبيته فيها لكنها مُكرهة عليها، مؤكدًا على أن الغرب يحاول تشكيل صورة العدو من كل من ليس مستعداً لإتباع النخب الغربية.

وحول فرض الغرب خطه في الاقتصاد، قال بوتين: إنه أمر مدهش بكل بساطة وعموماً من أنتم؟، متابعًا: "افتحوا أعينكم عصر الحكم الاستعماري ولى منذ زمن بعيد".

وأشار إلى أن الغرب يحتاج إلى التخلص من غطرسة التفكير في حقبة الحكم الاستعماري، وأن الغرب نسي ماذا يعني ضبط النفس والتسوية ويريد تحقيق مصالحه بأي ثمن.

وأضاف: غداً قد يتغير الوضع في الغرب وتحدث تحولات سياسية داخلية بعد الانتخابات وقد ينعكس الوضع تماماً، متابعًا: "بالنسبة للولايات المتحدة فإن طباعة النقود ونشرها حول العالم لا تكلف شيئاً".

وذكر أنه خلال فترة كوفيد طبعوا أكثر من 9 تريليون دولار، مبينًا أن استعادة أذربيجان لناغورنو كاراباخ كانت أمراً حتمياً.