في مسيرتنا الإعلامية ومن خلال إعداد دراسات مختلفة حول فصائل المقاومة الفلسطينية فلقد قمنا بعمل دراسة على حركة حماس وحزب الله وكتائب شهداء الأقصى والعديد من الدراسات التي قامت على أساس دراسة الأوضاع الداخلية في فتح مظاهرها وأسبابها والنتائج والآن قوم بإعداد دراسة عن حركة الجهاد الإسلامي بما لدينا من معلومات متواضعة عن هذا الفصيل الملتزم الذي يعمل بصمت ويرفض الانجرار والانخراط في المعارك الداخلية والسجال السياسي في الساحة الفلسطينية الذي وصل إلى مرحلة التناحر بين الفصيلين الكبيرين حركة فتح وبرنامجها السياسي ومسئوليتها عن اتفاقيات أوسلو وبين حماس وبرنامجها السياسي المستمد من فكر حركة الإخوان المسلمين العالمية وطبيعة منظورها من الصراع العربي الإسرائيلي .
عرف حزب الجهاد الإسلامي بذراعه العسكرية سرايا القدس ويعتبر الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من أكثر التنظيمات الفلسطينية إعدادا ً وفكرا ً وممارسة ، هذا الفصيل الذي يتعرض كوادره لعمليات إغتيال وملاحقة وتصفية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وهذا ناتج عن ما يتميز به هذا الفصيل من ثوابت ثابته تعود إلى بنيته العقائدية التي ترسم له خطوطه السياسية الثابته في الصراع العربي الإسرائيلي .
حركة الجهاد الإسلامي التي تناضل وتقاتل بصمت وبدون ضوضاء إعلامية هذا الفصيل الذي يناضل من أجل فلسطين من النهر إلى البحر يرفض كل المبادرات السياسية الخاصة بحل الصراع العربي الإسرائيلي ويرفض قرارات مجلس الأمن بما فيها 242، 338 ، واتفاقية أوسلو ووجود السلطة التي تمخضت عن هذا الإتفاق ويعتبر أن تلك السلطة هي صنيعة إسرائيل وصنيعة أمريكا ووجدت لتقوم بدور أمني واقتصادي وعسكري بديلا ً عن الجيش الإسرائيلي وحمايته لحدود إسرائيل وتفريغ القضية الفلسطينية من محتواها الرئيسي كقضية حقوق وكقضية شعب وكقضية احتلال للأرض الفلسطينية ولذلك لم تدخل حركة الجهاد الإسلامي في أي حوار سياسي بنية المشاركة في السلطة وهذا ما تأخذه الحركة على حركة الإخوان المسلمين والمتمثلة في حماس ودخولها عملية الدمقرطة الأمريكية ودخولها في الشرك الأمريكي الإسرائيلي وتصدير الأعباء لها بعد فوزها في الانتخابات وتشكيلها للحكومة ولحركة الجهاد الإسلامي وجهة نظر في ذلك بأن دخول حماس لمؤسسات سلطة أوسلو هو تحجيم لدورها النضالي والجهادي وحصر وجودها في خيارات محسوبة ومحددة وهذا ما تتعرض له حماس من عمليات حصار وضغوط سياسية ومالية وعمليات تشهير إعلامية بعدم مقدرتها على المزاوجة بين السلطة والمقاومة .
حركة الجهاد الإسلامي بدقة تنظيمها حيث يعتبر تنظيم حركة الجهاد الإسلامي قائم على مبدأ السرية المطلق وعملية الكيف وليس الكم وهذا يعطيها المقدمة في الأهمية لدقة تنظيمها وخطورته على إسرائيل وما يسمى بالحمائم في الساحة الفلسطينية إذا صح التعبير ولذلك وبرغم أن الاستهدافات الإسرائيلية لكل فصائل العمل المسلح إلا أن سرايا القدس تستهدف بدقة كما هو الحال في كتائب شهداء الأقصى والقسام واللجان وهي عرضة للملاحقة من عدة أنظمة تعبر أن فكر حركة الجهاد فكر متطرف عصي عن التنازل أو التأويل سياسيا وعقائديا ً ، فلقد أعتبرت حركة فتح ودخولها بالبرنامج المرحلي هي حلقة من حلقات التنازل إلى أوسلو وإلى خارطة الطريق إلى ما يسمى بالشرعية العربية تلك الشعرية التي يرى فيها حزب الجهاد هي نفس الشرعية التي عملت على سقوط فلسطين سنة 1948 وما قبلها وكذلك الدخول في مجال الإملاءات الأمريكية التي تطالب علنا وبدون مقابل سياسي الاعتراف بالكيان الإسرائيلي بوجوده في فلسطين ،أما حماس فيرى حزب الجهاد الإسلامي أن مجرد وجودها في السلطة هو يعتبر نوع من الجنوح والتنازل السياسي عن الفكر والممارسة .
ويبقى موضوع الخلاف بين الجهاد الإسلامي وحماس خاضع للتداول والنقاش ولا يخرج إلى حيز الخطوط الحمراء بين الفصيلين وبين جوهر الأهداف والاستراتيجية ولو أن حماس قبلت بدولة في الضفة وعزة .
لم يجد حزب الجهاد الإسلامي إلا ّ فرص نادرة من جوهر العملية الإعلامية لهذا الفصيل المقاوم فهو مظلوم إعلاميا أي أعتقد أن هناك حصار إعلامي على أنشطته وفاعلياته وعملياته العسكرية برغم أن هذا الفصيل حصر نشاطه العسكري في داخل فلسطين داخل وخارج الخط الأخضر ولم يتبنى أي توجه للعمل خارج فلسطين .
• حركة الجهاد الإسلامي والنشأة :-
نشأت حركة الجهاد الإسلامية في أواخر السبعينات في تلك الأونة كان هناك حصار من عدة أنظمة على حركة الإخوان المسلمين وحظر لأنشطتها .
ونتيجة نقاشات سياسية حول مستقبل الثورة الفلسطينية وسياسة منظمة التحرير الفلسطينية وفاعلية النهج السياسي للمنظمة اتفق مجموعة من الشباب الدارسين في مصر وعلى رأسهم الشهيد " فتحي الشقاقي " بتأسيس حركة الجهاد الإسلامي وهي تضحض الفكر العلماني كسبيل لتحرير فلسطين والركود الذي رافق عملية الثورة الفلسطينية في الموقف الإسلامي .
في أوائل الثمانينات تم انشاء خلايا الجهاد الإسلامي في فلسطين بعد عودة الدكتور الشهيد " فتحي الشقاقي "وبعض الإخوة إلى أرض فلسطين ، حيث يؤمن هذا الفصيل بالجهاد كوسيلة وحيدة لمقاومة إسرائيل واحتلالها للأرض الفلسطينية .
• المبادئ العامة لحركة الجهاد الإسلامي :-
تلتزم حركةالجهاد الاسلامي فـي فلسطيـن بالاسلام عقيدةوشريعة ونظام حياة ، وكأداة لتحليل وفهم طبيعة الصراع الذي تخوضه الامة الاسلامية ضد اعدائها ، وكمرجع اساسي فـي صياغةبرنامج العمل الاسلامي للتعبئة والمواجهة.
l فلسطيـن ـ من النهر الى البحر ـ ارض اسلامية عربية يحرم شرعا التفريط فـي اي شبر منها ، والكيان الصهيوني وجود باطل ، يحرم شرعا الاعتراف به على اي جزء منها.
l يمثل الكيان الصهيوني رأس الحربة للمشروع الاستعماري الغربي المعاصر فـي معركته الحضارية الشاملة ضد الامة الاسلامية، واستمرار وجود هذا الكيان على ارض فلسطيـن وفي القلب من الوطن الاسلامي ، يعنى استمرار وهيمنة واقع التجزئة والتبعية والتخلف الذي فرضته قوى التحدي الغربي الحديث على الامة الاسلامية.
l لفلسطين من الخصوصية المؤيدة بالبراهين القرآنية والتاريخية والواقعية ما يجعلها القضية المركزية للامة الاسلامية التي باجماعها على تحرير فلسطيـن ، ومواجهتها للكيان الصهيوني ، تؤكد وحدتها وانطلاقها نحو النهضة.
l الجماهير الاسلامية والعربية هي العمق الحقيقي لشعبنا فـي جهاده ضد الكيان الصهيوني ، ومعركة تحرير فلسطيـن وتطهير كامل ترابها ومقدساتها هي معركة الامة الاسلامية باسرها ، ويجب ان تسهم فيها بكامل امكاناتها وطاقاتها المادية والمعنوية ، والشعب الفلسطيني والمجاهدون على طريق فلسطيـن هم طليعة الامة فـي معركة التحرير ، وعليهم يقع العبىء الاكبر فـي الابقاء على الصراع مستمرا حتى تنهض الامة كلها للقيام بدورها التاريخي فـي خوض المعركة الشاملة والفاصلة على ارض فلسطين.
l وحدة القوى الاسلامية والوطنية على الساحة الفلسطينية ، واللقاء فـي ساحة المعركة ، شرط اساسي لاستمرار وصلابة مشروع الامة الجهادي ضد العدو الصهيوني.
l كافة مشاريع التسويه التي تقر الاعتراف بالوجود الصهيوني فـي فلسطين او التنازل عن اي حق من حقوق الامة فيها ، باطلة ومرفوضة.
أهداف الحركة :-
تسعى حركة الجهاد الاسلامي فـي فلسطين الى تحقيق الاهداف التالية:
l تحرير كامل فلسطين ، وتصفية الكيان الصهيوني ، واقامة حكم الاسلام على ارض فلسطين ، والذي يكفل تحقيق العدل والحرية والمساواة والشورى.
l تعبئة الجماهير الفلسطينية واعدادها اعدادا جهاديا، عسكريا وسياسيا ، بكل الوسائل التربوية والتثقيفية والتنظيمية الممكنة ، لتأهيلها للقيام بواجبها الجهادي تجاه فلسطين.
l استنهاض وحشد جماهير الامة الاسلامية فـي كل مكان ، وحثها على القيام بدورها التاريخي لخوض المعركة الفاصلة مع الكيان الصهيوني.
l العمل على توحيد الجهود الاسلامية الملتزمة باتجاه فلسطيـن، وتوطيد العلاقة مع الحركات الاسلامية والتحررية الصديقة فـي كافة انحاء العالم.
l الدعوة إلى الإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه ، وإبلاغ تعاليمه نقية شاملة لقطاعات الشعب المختلفة ، وإحياء رسالته الحضارية للأمة والإنسانية.
وسائل الحركة لتحقيق اهدافها:
تعتمد حركة الجهاد الإسلامي فـي فلسطين لتحقيق أهدافها الوسائل التالية:
l ممارسة الجهاد المسلح ضد اهداف ومصالح العدو الصهيوني.
l اعداد وتنظيم الجماهير ، واستقطابها لصفوف الحركة ، وتأهيلها تأهيلا شاملا وفق منهج مستمد من القرآن والسنة ، وتراث الامة الصالح.
lمد اسباب الاتصال والتعاون مع الحركات والمنظمات الاسلامية والشعبية ، والقوى التحررية فـي العالم لدعم الجهاد ضد الكيان الصهيوني، ومناهضة النفوذ الصهيوني العالمي.
l السعى للقاء قوى شعبنا الاسلامية والوطنية العاملة على ارض المعركة ضد الكيان الصهيوني ، على ارضية عدم الاعتراف بهذا الكيان ، وبناء التشكيلات والمنظمات والمؤسسات الشعبية اللازمة لنهوض العمل الاسلامي والثوري.
l اتـخاذ كافة الوسائل التعليمية والتنظيمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية والسياسية والعسكرية ، مما يبيحه الشرع ، وتنضجه التجربة من اجل تحقيق اهداف الحركة.
l استخدام كل طرائق التأثيـر والتبليغ المتاحة والمناسبة من وسائل الاتصال المعروفة والمستجدة.
l انتهاج مؤسسات الحركة وتنظيماتها من اساليب الدراسة والتخطيط والبرمجة والتقويم والمراقبة بما يكفل استقرار الحركة وتقدمها
• السيرة الذاتية للدكتور الشهيد فتحي الشقاقي المؤسس
فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي ، من قرية زرنوقة القريبة من يافـا بفلسطيـن المحتلة عــام 1948 والتي هاجرت منها عائلته بعد تأسيس الكيان الصهيوني على الشطر الأول من فلسطين .
مواليد 1951 في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين / قطاع غزة .
درس العلوم والرياضيات في جامعة بير زيت وعمل مدرساً في القدس ثـم درس الطب في مصر وعمل طبيباً في القدس أيضاً .. انخرط في العمل السياسي والنضالي منــذ وقــت مبكر وانخــرط فـي نشاطـات تنظيمية منذ منتصف الستينات . عام 1968 التحق بالحركة الإسلامية في فلسطيـن وفـــي نهـــايــــة السبعينـات أسس مـع عــدد مـن إخوانه حركة الجهاد الإسلامي في فلسطيــن واعتبـر مؤسساً وزعيماً للتيار الإسلامي الثوري في فلسطين .
اعتقل في عــام 1979 فـي مصــر بسبــب تأليفــه كتابــاً عــن الثورة الإسلامية في إيران . اعتقل في فلسطيــن أكثـر مـن مرة عــــام 1983 و 1986 ثـــم أبعد في أغسطس 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة المباركة في فلسطين واتهامه بدورٍ رئيس فيـهـــــا .. ومنذ ذاك الوقت كان يتنقل في بعـض عواصم البلدان العربية والإسلامية لمواصلة طريق الجهاد ضـــد العدو الصهيوني، وكانت آخر أبرز تلك المحطــات الجهاديــة مسئوليته في تنفيذ عمليـــة بيــــت ليـــد الاستشهادية بتاريخ 1995/1/22 حيث أسفرت عن مقتل 22 عسكرياً صهيونياً وسقوط أكثــر مــن 108 جرحـى .
متزوج ولــه ثلاثــة أطفال ، خولة ، وإبراهيم ، وأسامــــة .
اغتالته أجهزة الموساد الصهيونيــة في مالطا ، يـوم الخميس 1995/10/26 وهـو في طريق عودته من ليبيا ، بعد جهود قام بها لدى القيادة الليبية بخصوص الأوضــاع المأساويـــة للجاليــــة الفلسطينية في ليبيا .
* في اسلام اون لاين كتبت رغداء محمد بندق عن فتحي الشقاقي.وعدة كتّاب أخرين
هو الواجب المقدس في صراع الواجب والإمكان، هو روح داعية مسؤولة في وسط بحر من اللامبالاة والتقاعس، وهو رمز للإيمان والوعي والثورة والإصرار على عدم المساواة" هذا هو "عزّ الدِّين القسَّام" في عيني "فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي" من مواليد 1951م في قرية "الزرنوقة" إحدى قرى يافا بفلسطين، نزح مع أسرته لمخيمات اللاجئين في رفح - غزة، توفِّيت عنه والدته وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته.. التحق الشقاقي بجامعة "بير زيت"، وتخرج في قسم الرياضيات، ثم عمل مدرسًا بمدارس القدس، ونظرا لأن دخل المدرس كان متقطعًا وغير ثابت، حينها فقد قرَّر الشقاقي دراسة الشهادة الثانوية من جديد، وبالفعل نجح في الحصول على مجموع يؤهله لدخول كلية الهندسة كما كان يرغب، لكنه حاد عنها بناء على رغبة والده، والتحق بكلية الطب جامعة الزقازيق بمصر، وتخرج فيها، وعاد للقدس ليعمل طبيبًا بمستشفياتها.
لم يكن الشقاقي بعيدًا عن السياسة، فمنذ عام 1966م أي حينما كان في الخامسة عشرة من عمره كان يميل للفكر الناصري، إلا أن اتجاهاته تغيرت تمامًا بعد هزيمة 67، وخاصة بعد أن أهداه أحد رفاقه في المدرسة كتاب "معالم في الطريق" للشهيد سيد قطب، فاتجه نحو الاتجاه الإسلامي، ثم أسَّس بعدها "حركة الجهاد الإسلامي" مع عدد من رفاقه من طلبة الطب والهندسة والسياسة والعلوم حينما كان طالبًا بجامعة الزقازيق.
الشقاقي.. أمّة في رجل
أراد الشقاقي بتأسيسه لحركه الجهاد الإسلامي أن يكون حلقة من حلقات الكفاح الوطني المسلح لعبد القادر الجزائري، والأفغاني، وعمر المختار، وعزّ الدِّين القسَّام الذي عشقه الشقاقي حتى اتخذ من اسم "عز الدين الفارس" اسمًا حركيًّا له حتى يكون كالقسَّام في المنهج وكالفارس للوطن، درس الشقاقي ورفاقه التاريخ جيِّدًا، وأدركوا أن الحركات الإسلامية ستسير في طريق مسدود إذا استمرت في الاهتمام ببناء التنظيم على حساب الفكرة والموقف (بمعنى أن المحافظة على التنظيم لديهم أهم من اتخاذ الموقف الصحيح)؛ ولذلك انعزلت تلك الحركات -في رأيهم- عن الجماهير ورغباتها، فقرَّر الشقاقي أن تكون حركته خميرة للنهضة وقاطرة لتغيير الأمة بمشاركة الجماهير، كذلك أدرك الشقاقي ورفاقه الأهمية الخاصة لقضية فلسطين باعتبار أنها البوابة الرئيسة للهيمنة الغربية على العالم العربي.
يقول الدكتور "رمضان عبد الله" رفيق درب الشقاقي: "كانت غرفة فتحي الشقاقي، طالب الطب في جامعة الزقازيق، قبلة للحواريين، وورشة تعيد صياغة كل شيء من حولنا، وتعيد تكوين العالم في عقولنا ووجداننا".
كان ينادي بالتحرر من التبعية الغربية، فطالب بتلاحم الوطن العربي بكل اتجاهاته، ومقاومة المحتل الصهيوني باعتبار فلسطين مدخلا للهيمنة الغربية. أراد أن تكون حركته داخل الهم الفلسطيني وفي قلب الهم الإسلامي.. وجد الشقاقي أن الشعب الفلسطيني متعطش للكفاح بالسلاح فأخذ على عاتقه تلبية رغباته، فحمل شعار لم يألفه الشعب في حينها، وهو "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للحركة الإسلامية المعاصرة"، فتحول في شهور قليلة من مجرد شعار إلى تيار جهادي متجسد في الشارع الفلسطيني، ومن هنا كانت معادلته (الإسلام – الجهاد - الجماهيرية).. يقول الشقاقي عن حركته: "إننا لا نتحرك بأي عملية انتقامية إلا على أرضنا المغصوبة، وتحت سلطان حقوقنا المسلوبة. أما سدنة الإرهاب ومحترفو الإجرام، فإنما يلاحقون الأبرياء بالذبح عبر دورهم، ويبحثون عن الشطآن الراقدة في مهد السلام ليفجرونها بجحيم ويلاتهم".
اعتقال الشقاقي
نظرًا لنشاط الشقاقي السياسي الإسلامي كان أهلاً للاعتقال، سواء في مصر أو في فلسطين، ففي مصر اعتقل مرتين الأولى عام 1979م؛ بسبب تأليفه كتابا عن الثورة الإسلامية بإيران وكان بعنوان "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل"، وفي نفس العام تم اعتقاله مرة أخرى؛ بسبب نشاطاته السياسية الإسلامية. بعد الاعتقال الأخير عاد إلى فلسطين سرًّا عام 1981م، وهناك تم اعتقاله أكثر من مرة؛ بسبب نشاطه السياسي عامي 1983/ 1986م، وحينما أدركوا أن السجن لا يحدّ من نشاط الشقاقي الذي كان يحول المعتقل في كل مرة إلى مركز سياسي يدير منه شؤون الحركة من زنزانته، قرروا طرده خارج فلسطين في عام 1988م إلى لبنان هو وبعض رفاقه، ومنها تنقل في العواصم العربية مواصلاً مسيرته الجهادية.
أبو إبراهيم.. القائد الإنسان
لم يكن الشقاقي مجرد قائد محنك، بل تعدى حدود القيادة ليكون أخًا وزميلاً لكل أبناء المقاومة الفلسطينية فقد عُرف عنه نزاهة النفس، وصدق القيادة.. أحب فلسطين كما لم يحبها أحد، بل ما لم يعرف عن الشقاقي أنه كان عاشقًا للأدب والفلسفة، بل نَظَمَ الشعر أيضًا، ومن قصائده قصيدة "الاستشهاد.. حكاية من باب العامود" المنشورة بالعدد الأول من مجلة المختار الإسلامي في يوليو 1979م:
- تلفظني الفاء،
- تلفظني اللام،
- تلفظني السين،
- تلفظني الطاء،
- تلفظني الياء،
- تلفظني النون،
- تلفظني كل حروفك يا فلسطين،
- تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون،
- إن كنت غفرت،
- أو كنت نسيت.
أحبَّ الشقاقي أشعار محمود درويش، ونزار قباني، وكتابات صافيناز كاظم، بل وكان له ذوق خاص في الفن، فقد أُعجب بالشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، كان شاعرًا ومفكرًا وأديبًا، بل وقبل كل ذلك كان إنسانًا تجلت فيه الإنسانية حتى يُخيل للبشر أنه كالملاك.. كان رقيق القلب ذا عاطفة جيَّاشة.. حتى إنه كان ينْظِمُ الشعر لوالدته المتوفاة منذ صباه، ويهديها القصائد في كل عيد أم، ويبكيها كأنها توفيت بالأمس.
عشق أطفاله الثلاثة: خولة، أسامة، إبراهيم حتى إنه بالرغم من انشغاله بأمته كان يخصص لهم الوقت ليلهو ويمرح معهم، تعلق كثيرًا بابنته خولة؛ لما تميزت به من ذكاء حاد؛ إذ كان يزهو بها حينما تنشد أمام أصدقائه: "إني أحب الورد، لكني أحب القمح أكثر…".
لم يكن جبانًا قط، بل إن من شجاعته ورغبته في الشهادة رفض أن يكون له حارس خاص، وهو على دراية تامة بأنه يتصدر قائمة الاغتيالات الصهيونية، فضَّل أن يكون كالطير حرًّا طليقًا لا تقيده قيود ولا تحده حواجز.
مالطا.. مسرح الاغتيال
وصل الشقاقي إلى ليبيا حاملاً جواز سفر ليبيا باسم "إبراهيم الشاويش"؛ لمناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين على الحدود الليبية المصرية مع الرئيس القذافي، ومن ليبيا رحل على متن سفينة إلى مالطا باعتبارها محطة اضطرارية للسفر إلى دمشق (نظرًا للحصار الجوي المفروض على ليبيا)، وفي مدينة "سليما" بمالطا وفي يوم الخميس 26-10-1995م اغتيل الشقاقي وهو عائد إلى فندقه بعد أن أطلق عليه أحد عناصر الموساد طلقتين في رأسه من جهة اليمين؛ لتخترقا الجانب الأيسر منه، بل وتابع القاتل إطلاق ثلاث رصاصات أخرى في مؤخرة رأسه ليخرَّ "أبو إبراهيم" ساجدًا شهيدًا مضرجًا بدمائه.
فرَّ القاتل على دراجة نارية كانت تنتظره مع عنصر آخر للموساد، ثم تركا الدراجة بعد 10 دقائق قرب مرفأ للقوارب، حيث كان في انتظارهما قارب مُعدّ للهروب.
رحل الشقاقي إلى رفيقه الأعلى، وهو في الثالثة والأربعين من عمره مخلفًا وراءه ثمرة زواج دام خمسة عشر عامًا، وهم ثلاثة أطفال وزوجته السيدة "فتحية الشقاقي" وجنينها.
رفضت السلطات المالطية السماح بنقل جثة الشهيد، بل ورفضت العواصم العربية استقباله أيضًا، وبعد اتصالات مضنية وصلت جثة الشقاقي إلى ليبيا "طرابلس"؛ لتعبر الحدود العربية؛ لتستقر في "دمشق" بعد أن وافقت الحكومات العربية بعد اتصالات صعبة على أن تمر جثة الشهيد بأراضيها ليتم دفنها هناك.
الجثة في الأرض.. والروح في السماء
في فجر 31-10-1995 استقبل السوريون مع حشد كبير من الشعب الفلسطيني والحركات الإسلامية بكل فصائلها واتجاهاتها في كل الوطن العربي جثة الشهيد التي وصلت أخيرًا على متن طائرة انطلقت من مطار "جربا" في تونس، على أن يتم التشييع في اليوم التالي 1-11-1995، وبالفعل تم دفن الجثة في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بعد أن تحول التشييع من مسيرة جنائزية إلى عرس يحمل طابع الاحتفال بجريمة الاغتيال، حيث استقبله أكثر من ثلاثة ملايين مشيع في وسط الهتافات التي تتوعد بالانتقام والزغاريد التي تبارك الاستشهاد.
توعدت حركة الجهاد الإسلامي بالانتقام للأب الروحي "فتحي الشقاقي"، فنفَّذت عمليتين استشهاديتين قام بهما تلاميذ الشقاقي لا تقل خسائر إحداها عن 150 يهوديًّا ما بين قتيل ومصاب.
في نفس الوقت أعلن "إسحاق رابين" سعادته باغتيال الشقاقي بقوله: "إن القتلة قد نقصوا واحدا"، ولم تمهله عدالة السماء ليفرح كثيرًا، فبعد عشرة أيام تقريبًا من اغتيال الشقاقي أُطلقت النار على رابين بيد يهودي من بني جلدته هو "إيجال عمير"، وكأن الأرض لم تطق فراق الشقاقي عنها بالرغم من ضمها له، فانتقمت له السماء بمقتل قاتله.
وأخيرًا -وليس آخرًا- وكما كتب "فهمي هويدي" عن الشقاقي: "سيظل يحسب للشقاقي ورفاقه أنهم أعادوا للجهاد اعتباره في فلسطين. فقد تملكوا تلك البصيرة التي هدتهم إلى أن مسرح النضال الحقيقي للتحرير هو أرض فلسطين، وتملكوا الشجاعة التي مكَّنتهم من تمزيق الهالة التي أحاط بها العدو جيشه ورجاله وقدراته التي "لا تقهر"، حتى أصبح الجميع يتندرون بقصف الجنود الإسرائيليين الذين دبَّ فيهم الرعب، وأصبحوا يفرون في مواجهة المجاهدين الفلسطينيين".
وأَضيف: سيظل يُحسب أيضًا للشقاقي توريثه الأرض لتلاميذ لا يعرفون طعمًا للهزيمة، وأنّى لهم بالهزيمة وقد تتلمذوا على يد الشقاقي والمهندس "يحيى عيَّاش"!.
الشقاقي.. في عيون من عرفوه
- يقول عنه د. رمضان عبد الله بعد اغتياله : كان أصلب من الفولاذ، وأمضى من السيف، وأرقّ من النسمة. كان بسيطًا إلى حد الذهول، مركبًا إلى حد المعجزة! كان ممتلئًا إيمانًا، ووعيًا، وعشقًا، وثورة من قمة رأسه حتى أخمص قدميه. عاش بيننا لكنه لم يكن لنا، لم نلتقط السر المنسكب إليه من النبع الصافي "وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي"، "وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ?لِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي"، لكن روحه المشتعلة التقطت الإشارة فغادرنا مسرعًا ملبيًا "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى".
- الشيخ راشد الغنوشي من تونس يقول عن الشقاقي: "عرفته صُلبًا، عنيدًا، متواضعًا، مثقفًا، متعمقًا في الأدب والفلسفة، أشدّ ما أعجبني فيه هذا المزيج من التكوين الذي جمع إلى شخصه المجاهد الذي يقضُّ مضاجع جنرالات الجيش الذي لا يُقهر، وشخصية المخطط الرصين الذي يغوص كما يؤكد عارفوه في كل جزئيات عمله بحثًا وتمحيصًا يتحمل مسؤولية كاملة.. جمع إلى ذلك شخصية المثقف الإسلامي المعاصر الواقعي المعتدل.. وهو مزيج نادر بين النماذج الجهادية التي حملت راية الجهاد في عصرنا؛ إذ حملته على خلفية ثقافية بدوية تتجافى وكل ما في العصر من منتج حضاري كالقبول بالاختلاف، والتعددية، والحوار مع الآخر، بدل تكفيره واعتزاله".
- أما الكاتبة والمفكرة "صافيناز كاظم" فقالت عنه: "لم يكن له صوت صاخب ولا جمل رنانة، وكان هادئا في الحديث، وتميز بالمرح الجيَّاش الذي يولِّد طاقة الاستمرار حتى لا تكل النفس، أعجبته كلمة علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عندما نصحوه باتخاذ احتياطات ضد المتربصين به، فتحرر منذ البداية من كل خوف؛ ليتحرك خفيفًا طائرًا بجناحين: الشعر والأمل في الشهادة".
- أما "فضل سرور" الصحفي فيقول : "فدائي ومجاهد من نوع متميز فدائي داخل الانتماء الذي طاله، وفدائي في النمط الذي انتهجه. في الأولى استطاع بعد أن كان درعًا لتلقي السهام أن يحول السهام؛ لترمى حيث يجب أن ترمى، وفي الثانية استطاع أن يؤسس لما بعد الفرد".
- رثاه محمد صيام أحد قادة حماس قائلاً:
قالوا: القضيّةُ فاندفعتَ تجودُ بالدَّمِ للقضية
لا تَرْهَبُ الأعداءَ في الهيجا، ولا تخشى المنيّةْ
يا منْ إذا ذُكِر الوفاءُ أْو المروءَةُ والحميَّةْ
كنتَ الأثيرَ بهنَّ ليس سواكَ فردٌ في البريّةْ
أما فلسطينُ الحبيبةُ، والرّوابي السندسيَّةْ
والمسجد الأقصى المبارك والديارُ المقدسيّة
فلها الدماءُ الغالياتُ هديَّةُ أزكى هديَّةْ
أما التفاوُضُ فهو ذُلٌّ، وهوَ محوٌ للهويّةْ
ولذا فلا حَلٌ هناكَ بغيرِ حلّ البندقيَّةْ
*الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان شلح المولد التربية الموقف التطلعات.
دكتوراه في الاقتصاد والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية - رمضان شلح.. أحد المطلوبين في لائحة الاغتيال الاسرائيلية
عبد جعفر ــ لندن:
يعد د. رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي من قادة المقاومة الفلسطينية الناشطين في الخارج الذي قاد حركة التي تأسست في السجون بعد اغتيال قائدها الشقاقي وتمكن من تطويرها وتوسيع وترسيخ تحالفاتها.
شلح ــ 45 عاما ــ من مواليد الشجاعية، وتحديدا من السكة وشرقة في غزة، التحق باكرا بـ الجهاد واضطر الي مغادرة القطاع، عام 1986، بعد تدريسه في الجامعة الاسلامية ــ قسم الاقتصاد ــ ودرس في جامعة درهام البريطانية علي يد الدكتور رودني ويلسون، وحصل علي الدكتوراه في الاقتصاد نهاية عام 1989، واشرف علي اصدار فصلية قرارات سياسية في تامبا في ولاية فلوريدا الامريكية، وواجه انشقاق العديد من رفاقه، امثال الشيخ عبد العزيز عودة، وسيد بركة، وتيسير الخطيب، والشيخ أحمد مهنا، وابراهيم أبو مر، ولم ينتم شلح قط الي تنظيم الاخوان المسلمين .
واثر اغتيال الامين العام للجهاد فتحي الشقاقي علي يد القوات الاسرائيلية، عقد مجلس الشوري للحركة جلسة طارئة، عين الدكتور شلح امينا عاما، الذي اعلن عن نفسه بعد انتخابه بعمليات استشهادية واستطاع ان يبلور هوية الحركة وتوسيع دائرة تحالفاتها الاقليمية، وتطوير قاعدتها التنظيمية بحيث لا يحدث فراغ في حالة اعتقال او غياب القائد.
وقد اثار انتخابه دهشة اسرائيل، الا ان تقارير المخابرات الاوروبية اكدت ان حركة الجهاد حققت نقلة نوعية علي يد شلح علي مستوي اعداد جناحها العسكري والعملياتي السري لهجمات انتحارية نوعية، وهي بهذا قد تكون في الظرف الراهن رأس الحربة المعادل لـ حماس التي تجتاز مرحلة اعادة هيكلها كتائبها بعد اعصار الاغتيالات التي تعرضت لها، وانهكت جسمها التنظيمي .
ومعروف ان حركة الجهاد برزت بعد عملية حائط البراق عام 1986، وقامت بمهاجمة جنود من لواء غعفاتي الاسرائيلي، واعقب ذلك فرار ستة مجاهدين من احد سجون غزة وبعد مواجهات واشتباكات تعرفت قوات الاحتلال علي هذا التنظيم الذي يرفع لواء الجهاد وعثر علي شعاراته يحمل نجمة داود مطعونة بخنجر كتب عليه الجهاد.. الله اكبر.. الموت لاسرائيل عند ذلك، ظهر جيل من الشباب،لبحث مقاومة الاحتلال.
وكانت سلطات الاحتلال ادعت عام 1983 انها اكتشفت في قبو احد المساجد اسلحة وحكمت علي امام المسجد وهو الشيخ احمد ياسين ــ زعيم حماس الحالي ــ بالسجن مدة 31 عاما، ثم اطلق سراحه في عملية تبادل الاسري في ايار (مايو) 1985. وعاد الشيخ ياسين الي بيته في منطقة غزة، ليساهم في بناء وتطوير التنظيم الذي شمل انحاء قطاع غزة بكامله. ويذكر ان الشيخ ياسين اسس عام 1978 التنظيم باسم المجمع الاسلامي بمشاركة الصيدلي ابراهيم البازوري وأمل زميلي التي تولت انشاء فرع نسائي للمجمع المذكور الذي اتخذ في ما بعد اسم الجهاد الاسلامي . ونفذ التنظيم كثيراً من العمليات ضد قوات الاحتلال منذ 1986، واستقطب المئات في الجامعات والمساجد والسجون ايضا، ا.
واخذت الجهاد تنافس حماس علي الرغم من انها خرجت من رحمها.
ويعتقد مراقبون ان حكومة شارون في اقتحامها مدن الضفة الغربية، قد وضعت نصب عينيها مهمة التدمير والقضاء في مخيم جنين، كجزء من القضاء علي اشكال المقاومة ضد قوات الاحتلال، كما ان عمليات القتل والتدمير العشوائي والاعدامات الميدانية كان يهدف الي ادخال اليأس في صفوف المقاوميبن والشعب الفلسطيني عموما للكف عن مقاومة آلة الحرب الاسرائيلية، والتفكير في الهجرة الي البلدان المجاورة حماية لانفسهم كما حدث بعد مجازر دير ياسين وغيرها عام 1948.
ويري محللون ان اعمال اسرائيل الهمجية في الضفة الغربية لم توقف ولن توقف روح المقاومة، بدليل سقوط العشرات من جنود الاحتلال قتلي برصاص المقاومة، وحدوث عمليات في المناطق التي تحتلها قواتها، مما اثار التساؤل في الصحافة الاسرائيلية عن جدوي عمليات شارون ما دامت لم تجلب الامن والاستقرار للاسرائيليين. وما زال شلح كغيره من قادة المقاومة احد المطلوبين في لائحة الاغتيال الاسرائيلي.
الخلاصة:-
حركة الجهاد الإسلامي هو فصيل مسلح يؤمن بعملية الجهاد لتصفية الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية تصفيته كمشروع إمبريالي يستهدف واقع الأمة الإسلامية والعربية لا يؤمن بأي حلول سلمية للصراع تحفظ للكيان الصهيوني وجود على أرض فلسطين لا يؤمن بعمليات الهدنة مع إسرائيل ولا يؤمن بالمنهاج العلماني كوسيلة ناجعة لتحرير فلسطين ويعبر عن هذا الفصيل جناحه العسكري سرايا القدس وهو يؤمن بتراكمية التجربة الإسلامية في الجهاد بدأ من عمر المختار ، وعز الدين القسام ، وعبد القادر الحسيني ، وطلائع الإخوة المسلمين في نضالهم ضد الغزو الصهيوني بالمنطقة العربية .
المراجع
1- إسلام أون لاين
2 – تصريحات وبيانات
3- النظام الداخلي والدستور لحركة الجهاد .
4- صحف وكتّاب .
5- صفحات على الإنترنيت .
6- معلومات شخصية .