اليوم الثالث للتطور العسكري الذي بدأ بعملية اقتحام عسكرية فلسطينية لبلدات جنوب دولة الكيان، خلقت واقعا مختلفا عما سبقه من يوم 7 أكتوبر 2023، ما يصبح علامة فارقة في المسار العام، لن يقف عند بعده الأمني كي لا يصبح الأمر وكأنه "مغامرة انفعالية".
الحدث العسكري الكبير الذي أطلقته حماس وشاركتها قوى فلسطينية أخرى، فرض على دولة الكيان ملمح مختلف عما سبق من مواجهات، بما فيها ما اعتبر حروب سابقة منذ العام 2008، مع ما صاحبها من خسائر وثمن كبير، ولذا جاءت التسمية العبرية لوصف العملية بأنها "حالة حرب"، تلجأ بها حكومة التحالف الفاشي الى أمريكا لتصبح "شريكا" فوريا في كل ما سيكون لاحقا، وهي المرة الأولى منذ حرب أكتوبر 1973 تقف أمريكا هذا الموقف بعد أقل من 48 ساعة على "الانطلاقة العسكرية" من غزة.
مراقبة لسلوك حكومة "الفاشية اليهودية"، أنها لم تقف بعد 72 ساعة من الأحداث المتسارعة، على تحديد خطواتها اللاحقة، وتدخل في باب مسلسل من التكهنات التي ستكون، بينها اقتحام قطاع غزة وإعادة السيطرة عليه ضمن خيار من الخيارات، رغم أن البعض إسرائيليا وفلسطينيا يرونه "خيار صفري"، استنادا الى شكل المواجهة، والقدرة العسكرية المتطورة للفصائل، الى جانب الطبيعة السكانية والجغرافية الخاصة للقطاع، وما يمكن أن يحدث في حالة الاقتحام، خسائرا وتدميرا سيدخل القاموس الطويل لمسلسل "جرائم الحرب" لجيش العدوان.
ويبدو أن تلك مسببات منطقية كابحة لأي مغامرة عسكرية لجيش دولة العدو الاحلالي، ولكن من جهة أخرى، وكي لا يصبح الأمر "حالة اتكالية" في نفي ما يمكن أن يكون، واستعدادا لما سيكون، لا يجب أبدا التعامل الاستخفافي مع احتمالية إعادة الاقتحام والدخول الى قطاع غزة، وفرض واقع مختلف عما كان 7 أكتوبر 2023، بكل المعاني السياسية – الأمنية، ودون استباق لتحديد الهدف المباشر من "واقع السلطة" في القطاع لاحقا، بل ومصير وجود حكم حماس، هل له فوائد بالبقاء ضمن معادلة جديدة، أم نهايته فائدة.
إمكانية الاقتحام تحمل مسببات القيام بها، أضعافا لعدمها، بدءا من المشهد العسكري للأيام السابقة، وحجم الإهانة – الفضيحة للمؤسسة العسكرية – الأمنية لدولة الاحتلال، في ظل "التفاخر الدائم" بما لديهم من تطور وقدرات تشكل "نموذجا" لمحيطها ودول أخرى، بل أن دولة الكيان قدمت ذاتها لفتح أبواب التطبيع، عبر تلك المؤسسة التي أصابها إهانة تاريخية، أي كان مبررات ما حدث، ولما حدث، وما يمكن أن يحدث من تطورات قد يعتبرها البعض تستحق "مغامرة قبول الإهانة الكبرى" مقابل "نتائج كبرى"، تضع قواعد جديدة في المنطقة والمحيط.
الاقتحام، له دافع كبير يكمن في "البعد الانتقامي" ليس للمشهد الإهاني للمؤسسة الأمني بكل تكوينها، ولكن بحجم الخسائر البشرية التي سقطت في 48 ساعة، وهو رقم ربما هو الأعلى من 1948 في يوم واحد أو يومين، رقم يقارب ألف قتيل، الى جانب الأسرى ليس عددا فحسب، ولكن صورة الأسر وطبيعتها، ما يترك علامة لاصقة في المسار الاحتلالي.
الاقتحام، خيار بحكم طبيعة الحكومة الفاشية وخاصة رئيسها نتنياهو، الذي يرى أن الخيار هو الطريق الأسرع لمنع كتابة نهاية تاريخه بسواد غير مسبوق لأي من رؤساء حكومات الكيان السابقين، وسقوط الى غير عودة لتحالف اعتبر أن تحقيق هدف التكوين لدولة اليهود في الضفة والقدس قائم وقريب، بفرض واقع سياسي جديد.
اقتحام جيش الاحتلال قطاع غزة، هو الخيار الأخير لقوى التحالف الفاشي للبقاء على طريق الاستمرار في تنفيذ مخططهم الانتخابي النافي لمشروع الوطنية الفلسطينية، بعدما اعتقدوا أنها "فرصة تاريخية"، لا يجب لها أن تضيع.
ولذا، محاولة البعض الاستخفاف بعملية اقتحام قوات العدو لقطاع غزة مستبعدة، ليس سوى سذاجة سياسية – أمنية في ذات الوقت، ويمكنها أن تكون "كعب أخيل" في الحرب القائمة...العمل أن الاقتحام قائم هو الأصل وغيره الثانوي، كي لا يصبح الثمن مضاعفا.
ويبقى السؤال المفتوح، الذي يستحق نقاشا مختلفا وجوهريا، ما هي "الأهداف السياسية" للحدث العسكري الكبير..وذلك ما يجب التفكير به بعيدا عن "عواطف النشوة"، التي واكبت مشهد اقتحام مسلحي الفصائل الفلسطينية لبلدات إسرائيلية"..!
ملاحظة: حتى ساعته ..ما بين شي من وحدة "ساحة فلسطين" مع بعضها..معقول ان الضفة والقدس تتابع حرب مفصلية تدور في جنوب بقايا الوطن بالتصفيق والدعاء بالنصر للغزازوة..هيك شي ما بينتج أبدا وحدة كيان بل تعزيز فصله..فكروا شوي بلاش نربح غزة ونخسر الضفة والقدس!
تنويه خاص: نصيحة لمسؤول حماس الأول هنية وقائد الجهاد نخالة ان يفتحوا اتصال هاتفي مع الرئيس محمود عباس خاصة بعد حكي رئيس بلاد الفرس معهم..مش لانه حيشيل الزير من البير..كلنا عارفين "البير وغطاه".. لكن لتأكيد انه ما يريدونه ليس لغير فلسطين..وأكيد فهمكم كفاية.