في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، إلا أنها لم تؤثر على أبناءها في إخراج مواهبهم الدفينة وإيصال رسالتهم للعالم أجمع، فها هو حمزة شعلان لاعب رياضة الـ "باركور" البالغ من العمر 20 عاماً،  كان قد بدأ ممارسته لرياضة الباركور في عام 2008م وهو يبلغ من العمر 12 عاماً، تعلمها من تلقاء نفسه، لم يكن هناك أحداً يدربه، ثم انضم إلى فريق لكن بعد فترة انفصل عنه بسبب وجود مشاكل في إدارة الفريق، ولم يكن يسمح له بالارتقاء للأعلى ويبين موهبته وفنه للعالم.

ثم أخرج حمزة فيديوهات بمجهوده الشخصي، حيث كان يمتلك جوال من نوع "آيفون" يستغله في تصوير  موهبته، ودراسته تخصص تصميم ومونتاج في الجامعة ساعدته في تصميم الفيديوهات التي يقوم بتصويرها.

وقال حمزة إن قطاع غزة مليء بالفن والمواهب، فالرسالة التي يريد أن يوصلها برياضته، أن غزة تنتج مواهباً كبيرة دون مساعدة جهات مسؤولة، فهي تصنع نفسها من نفسها.

وأوضح حمزة أنه في البداية كان يهدف إلى بيان حجم المعاناة والدمار في قطاع غزة من خلال ممارسته هذه الرياضة على ركام المنازل المهدمة، بعد أن رأى الجميع أوصل رسالة المعاناة والفقر  في القطاع، أراد تسليط الضوء على جمال غزة وتراثها، مؤكدًا على أن هذه الرياضة كانت أداة لرسم البسمة على شفاه الكثير من الناس في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء قطاع غزة.

هذا ما أراد بيانه في فترة أن كل العالم يوصل رسالة بأن غزة ليست بخير ولا تمتلك شيئاً، كما كان يطمح بأن تصل رسالته بشكل أكبر عن طريق أي جهة تدعمه بشكل معنوي وليس مادي، فهو يمتلك سيناريوهات وأفكار عديدة في حال عدم توفر دعم لها، سوف يتخذها هواية فقط.

وأشار حمزة إلى أن الرياضة ليست همجية وتقليد، بل فن ولمسات جمالية، فهو يتخذ هوايته كفن وإيصال رسالة معبرة وليست كرياضة فقط، لافتاً إلى أن الموهبة ليست بالخطورة لأنها ممكن أن تنقل صورة خاطئة.

وذكر حمزة أنه منذ صغره كان يحب الحركة كثيراً ويخوض التجربة في كل شيء به خطورة، لذلك أراد أن يتحدى نفسه ويزرع في نفسه الثقة والجرأة من أجل إثبات ذاته، وقرر أن يمارس رياضة الباركور لكسر حاجز الخوف في قلبه.

وأضاف بأنه يمارس رياضة الباركور هربا من واقعه الأليم، حيث أنها  تساعده في تفريغ الهموم التي تتثاقل عليه والمكبوتة بداخله.

وتمنى حمزة أن يعثر عن جهة تدعمه، لكن الرياضة في غزة أصبحت تجارة فالجميع يهتمون بمصالحهم الشخصية ويبحثون عن الهدف المادي.

ومن الجدير ذكره أن رياضة الباركور هي مجموعة حركات يكون الغرض منها "تخطي الحواجز والانتقال من نقطة  إلى نقطة بأكبر قدر ممكن من السرعة والسلاسة، وذلك باستخدام القدرات البدنية".