ينبغي أن أغادر هذي المدينة
لا حلم لي
لا جدارَ
ولا خيل !
ينبغي أن أغادِرَها مسرعاً
سوفَ ألقي شرائِعَها للذئابِ
وحكمَتَها للترابِ وأَخرجُ في الليل
مثلما جئتُها
قبل أن يلمعَ الشيبُ في مفرقي
حين حرّاً ومرتبكاً مثلَ نبتٍ غريبٍ
توقفتُ في بابِها .
كان خطوي أشدَّ
وصوتي أعلى
وصمتي أقلّ .
لقد أتعبَتْني أقاويلُها
ليلها المُشترى، خوفها في الصباحات من حلمها
واللصوص الذين يديرون مجلسها في المساءات
نسوتُها الطائشاتِ
ترنُّحُها في المساءِ معفّرة خلف أوهامها
ترَّهاتُ الشيوخِ وتوبةُ شذاّذِها.
ينبغي أن أغادِرَها
كي ..أزيلَ الغبارَ الذي حطَّ بعدي على السرو .
(شاب من الجهير يتندم/ من "استدراج الجبل"/ رام الله)