ما زالت ارتدادات "الطوفان" تتفاعل ، فعدا عن انه قد يتحول الى "بركان" يعيدنا كلنا الى "العصر الحجري" – لا سمح الله - ، التعبير الذي أخذ يتردد بكثرة في الآونة الأخيرة على ألسنة المسؤولين . تطول بعض الارتدادات النظام العربي الذي يتحكم بحوالي نصف مليار انسان ، والذي بدا عاجزا مرتبكا خائرا ساكتا منضبطا ، وفي البعض منه متواطئا يريد من "البطل" نتنياهو تخليصهم من "حماس" . عدد من هذا النظام او ذاك اصدر تعليماته لبقية اركانه بالصمت وعدم فتح الفم بأي كلمة .
البعض من هذا النظام يعمل على تقديم مساعدات بالقطارة ووفق ما يوافق عليه "المعلم" نتنياهو ، كما ونوعا ، زمانا ومكانا، رغم ان المعبر اليتيم ليس له به علاقة من قريب او من بعيد ، واذا كان قد اشتراه من السلف ، فهناك البحر وهناك الجو ، ومن غير المعقول ولا المقبول ان تكون إسرائيل قد اشترت سواحل غزة وسماءها .
الارتدادات ستطول جبهة الفكر والمفاهيم ، وانكشاف مجموعة اغبياء قد يقودوننا الى "العصر الحجري" ، انظر كيف تغير الموقف الأميركي ومعه الغربي تغيرا ملحوظا خلال أسابيع ، انظر اعلان "حماس" ك"داعش" يجب اجتثاثها وتقديم الشكر اليومي تقريبا لقطر انها تفاوضها وتقيم علاقات حسنة معها . انظر مسألة تحرير الرهائن حتى لو أدى ذلك الى قتل أربعة الاف طفل وترديم غزة على رؤوس سكانها ، في حين ان الحل يتمثل في اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين والتخلص من عبئهم و مشاكلهم التي لا تنتهي ، بعض هؤلاء الاسرى مضى عليهم أربعين سنة ، مات من اعتقلهم ومن حكمهم ومن وقف سجانا على سجونهم ، فما هي قيمة ان يظلوا في السجن حتى الموت . والتخلص من وصمة عار احتجاز الجثامين في الثلاجات وقبور الأرقام . الغباء يذهب الى تكلفة الحرب التي تصل وفق وزير المالية سموترتش الى 2.5 مليار دولار أسبوعيا ، سموترتش ليس غبيا ، بل مضروبا بالتاريخ السحيق و التلمود العنصري ، يقصفون غزة بعشرين طنا من المتفجرات أضعاف اضعاف ما يقدم لها من مساعدات وفي المقدمة منها أكفان مخصصة للنساء والأطفال ، ما يكفي لاطعام الفقراء في الشرق الأوسط عربا ويهودا عشرات السنين . وطبعا بعد ان تضع الحرب اوزارها سيتم إعادة اعمار غزة بمليارات أخرى من الدولارات . وزير سيادي يصف شعب اعدائه بالوحوش والحيوانات و لا بأس او ضير في ابادتهم . عضو مجلس الحرب بيني غانتس يبكي على فقدان جنوده ، وهذا حق ، وحق جميل ، ولكن اليس من حق الآخرين البكاء على أطفالهم وبقية افراد عائلاتهم الذين ابيدوا من السجل المدني ، وهل معالجة الخطأ بالخطأ ينهي الخطأ ام يفاقمه . الارتدادات تطول زعماء الخرف العمري والزهايمر ، والزعماء الثعالب الذين لا يهمهم الأطفال ولا المجازر ولا الاسرى ، يهمهم فقط تطويل امد الحرب ، كي يتهربوا من السجن او تلبية لغرائزهم الدونية في استمرار القبض على السلطة بأيديهم ونواجذهم .
آخر نهفات الغباء ، قنابل ذكية تقتل الانسان وتتحاشى الاثاث .
كفى الفلسطينيين مكابرة وكفى العرب تجاهلا
15 أكتوبر 2024