ارتكبت اسرائيل خلال عدوانها المتواصل ضد غزة عدة مجازر راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى ، وقد بلغ عدد الشهداء حتى مساء الامس ما لا يقل عن (9500) بينهم نحو اربعة آلاف طفل، وقد استهدف القصف الاسرائيلي عدة مستشفيات ومؤسسات حكومية وسيارات اسعاف ، وكان مشهد جثامين بعض الضحايا ممددة على الارصفة ، في الشوارع يثير اعمق الاحزان والالم، وكان رجال الاسعاف وغيرهم من المواطنين يسابقون الزمن والمصاعب لنقل هذه الجثامين الى بعض الاماكن المناسبة.
ووسط هذه الاوضاع المؤلمة خرج علينا وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن بتصريحات اكد فيها ضرورة تمكين اسرائيل من هزيمة حركة حماس ، وما اسماه بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، اسرائيل هذه التي تحتل الضفة منذ عشرات السنين وتقيم المستوطنات وتصادر الارض وتعمل على تهجير المواطنين يطلب هذا الوزير بحقها في الدفاع عن نفسها، اما حقوق الفلسطينيين بدولتهم وسيادتهم على ارضهم وحماية مستقبلهم وما الى ذلك فهي كلها امور لا يعرفها او لا يفهمها هذا الوزير الاعمى سياسيا.
نعرف ان مسيرات جرت في الولايات المتحدة واوروبا كما ان اجتماعات عقدت في عمان وجنيف وناقش المجتمعون خلالها تطور الاوضاع في غزة وخرجوا علينا ببيانات وتصريحات فيها كلمات رنانة ، ولكن بدون اية نتائج حقيقية او تأثيرات ميدانية، وذلك لسبب بسيط وهو ان «القوي عايب والضعيف خايب» كما يقول المثل ، مع الاحترام للاشخاص والمتظاهرين لأن المقصود هو النتائج الفعلية وليس تكرار التصريحات التي نسمعها منذ سنوات طويلة.
يجب ان يكون رد الفعل ميدانيا قويا يصل الى هؤلاء الذين لا يسمعون سوى لغة القوة ابتداء من اسرائيل وصولا الى الولايات المتحدة ، لأن تكرار التصريحات لم يعد مجديا ولا أحد يهتم به او يستمع اليه، واذا لم يصل هذا الرد المطلوب الى مسامع من يعنيهم الامر فإن الامور سوف تتواصل كما هي من اعتداءات ومصادرة الارض وقتل للاطفال والنساء والرجال وتجاهل ما يصدر من تصريحات واقوال وبيانات..!!
غزة صامدة صابرة تعاني من الحصار والاعتداءات والنقص في الغذاء والماء والدواء والكهرباء بكل تبعات ذلك ، لأن ابناء غزة هذه يعرفون معنى الصبر والصمود ولا يتوقفون عن التمسك بالامل والمستقبل ، وكل شعبنا يقف معهم ويعتز بصمودهم وبهم، ولعنة الله على هذا الاحتلال وهذا التقصير العربي ، علما بأن كل سكان اسرائيل اليهود يشكلون جزءا من احياء القاهرة كما ان كل يهود العالم هم بالنسبة للاعداد العربية ، نقطة ماء من محيط..
شعبنا ينتظر رغم كل ذلك ، وهو واثق ان المستقبل لنا رغم كل هذه التعقيدات والصعوبات وان عليه استعادة الوحدة الوطنية بين غزة والضفة وانهاء هذا الانقسام البغيض والمدمر لنا ..!!