بين الركام وخلف ذلك الضباب الغابر ، في ممر طويل على ضفتيه "كرفانات" المدمرة بيوتهم ، وصور شهداء ودمعة أم أسير ، وعكاز لجريحاً فقد قدمه ، يظهر في ذلك الافق البعيد .. طفلة فقدت عائلتها .. تحمل وردة لحبها الأول والأخير .
كل ما في هذه المدينة يحيا لأجل الحب ، يموت ويناضل لأجله ، قدمنا كل ما نستطيع لنعانق الحب .. بندقية ذلك الثائر كانت لأجل الحب .. سكين ذلك المنتفض ، اضراب الأسير ، وصرخة الجريح ، والنفق تحت أقدامنا ، والصاروخ من فوق رؤوسنا .. كل ذلك لنعانق الحب .
حبنا للصلاة في الاقصى ، حبنا ليوم تحرير وطننا المحتل ، الخريج للوظيفة ، الطفل لأبيه الأسير ، أهل غزة للكهرباء والغاز والمعبر المغلق دوماً .. وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ .
كيف لا نقدس الحب ؟! .. وقضيتنا سقطت حين سقط الحب فينا ، فكان الانقسام اللعين ، عقدوا مئات الجلسات ليتصالح الطرفين ، فشلت.. لان الحب لم يكن في قلوب المتخاصمين.
قطاع غزة ، المدينة التي سقطت من حسابات الجميع ، فهمشوها وحاولوا قتل كل جميلاً فيها ، حروب وأزمات وخلافات وانشقاقات .. ولكن رغم كل ذلك ، مازالت تنبض بالحب .
حين تتجول في شوارع غزة ، تجد فوق الركام طفلة تعزف لحن السلام ، على باب المشفى رجلاً عجوزاً يغني الكلام ، شاباً على باب جامعة مازال يتمسك بالأحلام ، وفي نفس المدينة تجد "دكتور جراح" يبيع الشيبس على الطرقات ، لأنه أيضاً مازال يحب الحياة .
كاميرا وكالة خبر تجولت في شوارع غزة وكان لنا هذه الصور .. تابعوا معنا :