بعد الاكفان أيها الاخوة العرب .. تنقصنا القبور

lFDcS.png
حجم الخط

بقلم حمدي فراج

"الحرب بين إسرائيل و غزة" عنوان العديد من فضائيات غربية و عربية ، و هو عنوان خاطيء و مضلل ، فالحرب تشن بين جيوش الدول ، و غزة ليست دولة ، وليس لها جيش ، و ما نشهده منذ ثلاثين يوما ، هو اعتداء على الناس في بيوتهم حيث تردمها إسرائيل ليلا و نهارا على رؤوسهم ، و تبرر ذلك بأنها تلاحق حماس ، و في قصف مخيم جباليا قبل أيام حيث سقط حوالي 400 بين شهيد و جريح ، قالت انها كانت تستهدف قياديا من حماس . خلال الثلاثين يوما لم تترك إسرائيل شيئا يقصف دون ان تقصفه ، مستشفيات مدارس جوامع كنائس مخابز حوانيت جامعات أسواق محطات وقود خزانات مياه شوارع أسوار مزارع حدائق أبراج سيارات بما في ذلك سيارات إسعاف ، مكاتب مقابر معابر مقرات بما في ذلك المقرات الإنسانية و الأممية ، بمجموع منازل ناهزت الربع مليون . هذا القصف الشامل و المتنوع والمكثف يقترب كثيرا جدا من الإبادة ، التعبير الذي توعده الكثير من المسؤولين الإسرائيليين بداية العدوان ، أحدهم قال كل الناس في غزة حماس ، آخر ان الناس في غزة مجرد حيوانات آدمية ووحوش بشرية ، حتى جاء مؤخرا وزير الاثار و قال بالقنبلة الذرية . و لكن قبل وزير القنبلة الذرية ، اعلن وزير "الدفاع" انه سيمنع الكهرباء و الوقود و الغذاء و الدواء و الماء عن كل قطاع غزة ، أتبعها بالاتصالات و الانترنت ، و لكي تكتمل عملية الإبادة التي اطلقت عليها فضائيات الغرب و العرب "حرب بين إسرائيل و غزة" . طلبت إسرائيل من الناس النزوح الى مصر ، و عندما رفضت مصر ذلك ، طلبت منهم الذهاب الى ما اسمته مناطق آمنة ، و لكنها لاحقتهم هناك و فتكت بهم . و ناهيك عن ان إسرائيل دولة نووية و دولة عسكرية قوية في المنطقة و في العالم ، فانها تحاصر غزة برا و بحرا و جوا منذ يومها و طوال عمرها ، ألم تقصف مطار رفح الدولي و ميناء غزة الدولي قبل مجيء حماس بحوالي عشر سنين و كانت لا تسمح للصيادين بصيد السمك أكثر من 3 كم ، و المرضى من الوصول الى مستشفيات القدس و الضفة الا اذا رضخ المريض او مرافقه للعمل جاسوس لديهم .

إسرائيل الدولة النووية العتية ، يتعدى نفوذها عسكرتاريتها الى مجلس الامن الدولي الذي خلال الإبادة شهد عدة جلسات لوقف الإبادة او حتى هدنة إنسانية لعدة ساعات ، فجوبه بالفيتو الأمريكي و الفرنسي و البريطاني ، و استمر العدوان كتشريع اممي و قانوني و أخلاقي "دفاع إسرائيل عن نفسها حق ، بل وواجب" ، ثم اجتماع طاريء للجمعية العامة بقرار 120 دولة لكنه للأسف غير ملزم ، و لطالما انه غير ملزم فلماذا تلتزم به إسرائيل ، سبق هذا اجتماع السلام في القاهرة بحضور حوالي 30 دولة مؤثرة ، لكن الاجتماع أفشل و لم يصدر عنه بيان ختامي ، و اجتماع جدة للمؤتمر الإسلامي و اجتماع عمان وزراء خارجية العرب مع الوزير بلينكين واجتماع القمة العربية في الرياض بعد بضعة أيام . في الشهر الأول من العدوان ناهز معدل قتل الأطفال المئتين كل طلعة شمس ، فماذا عن الشهر الثاني ؟؟؟؟