العودة للحرب لماذا وإلى أين؟

ugr5e.jpg
حجم الخط

بقلم هاني المصري

 

كما كان متوقعا استؤنفت الحرب لأن حكومة الحرب لا تزال أسيرة أولا لأهدافها العالية التي لم تتحقق ولن تتحقق، وثانيا لان مصلحة نتنياهو واركان حربه اطالة الحرب على أمل أن يحققوا نصرا يقلل من المساءلة والحساب الذي سيخضعون له بعد الحرب نظرا للإخفاق التاريخي في السابع من أكتوبر وما بعده، وثالثا لأن بن غفير وسموتيرتش هددوا بالانسحاب من الحكومة إذا وافقت على وقف دائم لإطلاق النار وهذا سيؤدي إلى سقوطها وتغييرها اما كليا او جزئيا او الذهاب الى انتخابات مبكرة نتائجها معروفة وهي سقوط الإئتلاف الحاكم وحلول إئتلاف جديد بدلا عنه.

العودة للحرب تتم وهناك شكوك كبيرة حتى عند حكومة الحرب على قدرتها على تحقيق أهدافها وفي ظل قيود أمريكية على اركان الحرب بحيث أن الضوء الأخضر يقترب رويدا رويدا من التحول إلى أحمر، وتتعلق أساسا بتقليل القتل والأضرار بالمدنيين وعدم تهجيرهم قسريا، والهدف الأمريكي الحقيقي هو انقاذ اسرائيل من نفسها، فهي فقدت العالم كما قال رئيس لجنة الاستخبارات في الكونجرس الأمريكي، وانقاذ فرص بايدن بالانتخابات الرئاسية القادمة فكل الاستطلاعات تدل على سقوط مرجح جدا له حتى لو نافسته نيكي هيلي، ومنع الصين وروسيا وايران من الاستفادة أكثر مما يجري.

لا تعني العودة للحرب توقف تام ونهائي للمفاوضات حول صفقات جديدة لتبادل الأسرى بل ستستمر المفاوضات ويمكن ان تكون أحيانا تحت النار وأحيانا مع تجدد التهدئة.

المفاوضات لن تقتصر على تبادل الأسرى المدنيين وانما تشمل صفقة تبادل شاملة الهوة بين الجانبين شاسعة حولها فحكومة نتنياهو تريد اطلاق سراح الأسرى مقابل عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وحماس والمقاومة تريد وقف تام لإطلاق النار و الجميع مقابل الجميع مع انسحاب اسرائيلي تام ورفع الحصار عن قطاع غزة، وهذا يعني ان المفاوضات ستكون طويلة وسيحدد نتيجتها وقائع الميدان أولا وقبل أي شئ آخر.

في الكواليس يجري البحث عن سيناريو او سيناريوهات ما بعد الحرب، ولكن هذه المرة باوهام أقل حيث بدأنا نسمع عن ايجاد حماس جديدة غير مسلحة بدلا عن القضاء على حماس.

يبقى الغائب الأكبر الوحدة السياسية والمؤسساتية الفلسطينية وهي ضرورة ومن متطلبات الانتصار، أما الوحدة الشعبية وفي الميدان فهي قائمة حاليا أكثر من أي وقت مضى.