كيف يؤثر ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية على الاقتصادات الصاعدة والنامية؟

201907241140264026.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

نشر البنك الدولى في حصاده السنوي تقريرا حول تأثير ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية على الاقتصادات الصاعدة والنامية ، أعده 3 من الخبراء الدوليين وتم نشره على الموقع الرسمي للبنك ، حيث أوضح التقرير أن الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام الماضي يشكل تهديداً كبيراً لاقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية . وفي ورقة بحثية حديثة نبين فيها أن تأثير تشديد السياسة النقدية الأمريكية على الأوضاع المالية والنواتج الاقتصادية في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية من المرجح أن يكون أشد حدة، بالنظر إلى العوامل التي تقود دورة التشديد.

وفيها نحدد ثلاثة عوامل محركة محتملة لارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، وهي كما يلي: (1) "الصدمات الحقيقية" الناجمة عن تحسن آفاق النشاط الاقتصادي الأمريكي؛ و(2) "صدمات التضخم"، التي تعكس التوقعات بارتفاع التضخم في الولايات المتحدة؛ و(3) "صدمات رد الفعل"، التي تعكس تقييمات المستثمرين بأن دالة الاستجابة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أصبحت أكثر تشدداً. ونبين أنه على مدار العام الماضي، كان ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية مدفوعاً بشكل رئيسي بصدمات رد الفعل، حيث تحرك مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً لكبح جماح التضخم   

أوضح التقرير انه يتم استخدام هذه الصدمات لتقييم كيفية تأثيرها على اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.

ونجد أن الارتفاعات في أسعار الفائدة الأمريكية بسبب صدمات رد الفعل تضر بشكل خاص بالأسواق المالية في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، ويرجع ذلك جزئياً إلى تأثيرها السلبي على مزاج المستثمرين. وتؤدي صدمات رد الفعل، وبصفة خاصة، إلى زيادة عوائد السندات بالعملة المحلية في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية لمدة 10 سنوات، واتساع هوامش المخاطر السيادية بمؤشر سندات الأسواق الصاعدة، وكبح تدفقات رؤوس الأموال   كما أنها تتسبب في انخفاض قيمة العملات وتثبيط أسعار الأسهم. وعلى النقيض من ذلك، فإن الصدمات الحقيقية لأسعار الفائدة الأمريكية عادة ما تعقبها تحركات أكثر إيجابية في الأسواق المالية في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، وذلك لأن مثل هذه الصدمات ترتبط على الأرجح بآفاق إيجابية للنشاط الاقتصادي والواردات الأمريكية.

وأشار التقرير انه تمتد الفروق في أنواع صدمات أسعار الفائدة الأمريكية لتشمل آثارها على النشاط الاقتصادي في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية. وترتبط صدمات رد الفعل بانخفاضٍ كبيرٍ في الاستثمارات والاستهلاك الخاص في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية. وعلى النقيض من ذلك، تؤدي الصدمات الحقيقية إلى ارتفاع الصادرات الحقيقية.

 وخلاصة القول إن الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة الأمريكية يبعث على القلق بشكل خاص لأنه كان مدفوعاً في المقام الأول بصدمات رد الفعل المتزايدة، التي يمكن أن تكون لها آثار مالية واقتصادية ضارة بشكل خاص على اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.