ياباني يُبعد الدببة عن المناطق السكنية بـ"القوة الناعمة"

20233112084316.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

كارويزاوا (اليابان) - أ ف ب: تُقتل سنوياً آلاف الدببة في اليابان على اعتبار أنها تشكل تهديداً متزايداً للبشر والقطاع الزراعي. إلا أنّ لجونبي تاناكا وكلبته ريلا طريقة أقل عنفاً لإبعاد هذه الحيوانات.
ويزداد اقتراب الدببة من المناطق المأهولة بحثاً عن أطعمة، بسبب تصحر المناطق الريفية في اليابان، الذي يواجه تدهوراً ديموغرافياً متسارعاً واحتراراً مناخياً يؤثر على نظام الدببة الغذائي وفترة سباتها.
وأدّى تزايد تسلل هذه الحيوانات، التي قد تزن نصف طن، إلى إثارة حالة من الجنون في مناطق كثيرة من الأرخبيل الذي تشكل ثلاثة أرباع مساحته مناطق جبلية.
وتعرّض أكثر من 200 شخص لهجمات دببة خلال هذا العام في اليابان، توفي ستة من بينهم، وهي أرقام قياسية منذ بدء هذه الإحصائيات في العام 2006.
وعُثر في أيار على رأس بشري مقطوع قرب بحيرة في جزيرة هوكايدو الكبيرة (شمال)، ورُصد دب بمحيط المنطقة في فمه حذاء صياد.
وثمة نوعان من الدببة في اليابان: الدببة السوداء الآسيوية وتلك البنية الأكبر حجماً، والتي تعيش حصراً في هوكايدو.
وتُقدّر أعدادها بعشرات الآلاف، وسط تزايد سريع خلال العقدين الأخيرين.
أتت ردة فعل السلطات اليابانية والصيادين قاسية، إذ قُتل 4895 دباً في المتوسط سنوياً باليابان على مدى السنوات الخمس الفائتة، بحسب إحصاءات وزارة البيئة.
وخلال العام المالي الحالي 2023/2024 (ينتهي نهاية آذار المقبل)، قُتل 6287 دباً، منها نحو ألفين في تشرين الثاني وحده.
ويُتوقّع أن يصل عدد الدببة المقتولة هذا العام إلى 8000، بحسب جونبي تاناكا (50 عاماً)، وهو عضو في منظمة "بينوكيو وايلدلايف ريسيرتش" غير الحكومية اليابانية التي تجهد لتعزيز التعايش بين البشر والدببة.
ويقول تاناكا لوكالة فرانس برس: "تعايَشَ اليابانيون لفترة طويلة مع الحيوانات البرية. كانوا يؤمنون بوجود آلهة في كل كائن حي وكانوا يتجنبون القتل من دون مبرر".
ويضيف: "بات راهناً من الصعب فصل المناطق البرية عن تلك المأهولة بالبشر بسبب التغيرات في البيئة والمجتمع وأسلوب حياة الناس".
ويهدف مشروعه التجريبي في كارويزاوا، وهو منتجع جبلي راق تحيط به الغابات في مقاطعة ناغانو، إلى إظهار ما يمكن فعله لتفادي قتل الدببة.
وقد نصب وفريقه أفخاخاً كبيرة على شكل برميل في الغابة القريبة من المدينة، ووضعوا العسل في داخلها للإمساك بالدببة التي باتت لا تخاف من البشر. وعند خلودها إلى النوم، تُزوَّد بطوق لاسلكي ثم تُطلَق في الطبيعة.
لكن العامل الرئيس في المخطط هو ريلا وكلاب أخرى في مجموعة خاصة بتاناكا. وتنتمي كل هذه الحيوانات إلى سلالة "كاريليين بير دوغ" ذات الأصل الفنلندي، التي تعد خبيرة في صيد الطرائد الكبيرة.
وخلال تجوّله ليلاً عبر شاحنته الصغيرة في الغابة قرب كارويزاوا، يلوّح تاناكا بهوائي بث طوله متر، لتحديد موقع أي دببة مجاورة مزودة بأطواق لاسلكية.
ويقول فجأة "ثمة دب هناك".
فتندفع ريلا وصاحبها في اتجاهه، ثم تبدأ الكلبة بالنباح حتى يهرب الدب.
ويقول المسؤول في بلدية كارويزاوا ماساشي تسوتشيا لوكالة فرانس برس: إن هذه الطريقة المعروفة بـ"رعي الدببة" لا تزال خاصة باليابان، لكن مناطق أخرى تبدي راهناً اهتماماً بها.
ويضيف: إن هذه المبادرة المحلية تبيّن أن ثمة نهجاً ثالثاً بدل الاختيار بين حماية الدببة أو قتلها كلها.