تبهرك بعض المنازل بديكورها المميَّز والراقي، وتبحث دائماً عن الجديد من التصاميم في الألوان والدهانات والإكسسوارات، وأحدث أنواع الأثاث لتزيني بها منزلك، لكن يبقى في داخلك شيء يجعل منزل والدتك شيئاً خاصاً وله طابع مختلف تجد فيه الراحة التي لم ولن تجدينها في أجمل البيوت وأرقاها، فروح والدتك في تنسيق المنزل وترتيبه جعلتك حريصة على أن تجعلي تلك الروح في منزلك، وتحاولين تطبيق كل ما تعودت عليه وتقليد ما تعلمته من طقوس معيَّنة تنعش المنزل وتجعل الزائر يشعر بأنَّ كل جزء من المنزل يرحب به. فبمناسبة عيد الأم اليوم نخصص جزءاً لذكر تلك الروح الجميلة التي علمتنا كيف نؤسس منزلاً بطابع تعودنا عليه معاها.
فما هي تلك الروح الجميلة التي نحرص أن تكون دائماً معنا في منازلنا؟ وماذا يعني لي منزل والدتي؟ وكيف تخلقين روح العائلة من خلال ديكورات المنزل؟
وللإجابة عن تلك الأسئلة طرحنها على مجموعة مختلفة من سيدات المجتمع وحصدت إجاباتهنَّ في بضعة أسطر.
بدأت وعد باجنيد، مهندسة ديكور، حديثها بإنَّ الروح الموجودة في منزل والدتي هي روح البساطة والمحبَّة والألفة والجو الخفيف غير المتكلف، الذي يبعث على الترحيب والاحتضان للجميع صغاراً وكباراً، ويمكن جعل ذلك ممكناً من خلال توظيف الألوان الباردة الفاتحة وما يصحب ذلك من ترحيب وخفة وأمان، فالألوان الفاتحة من ألوان الطبيعة المسالمة التي تجعل الكل سعيداً، كما أنَّ اختيار الأثاث البسيط غير المتكلف والغريب المبتكر يبعث على الاستمتاع والمرح لكل الأعمار.
ويمكن خلق روح العائلة في المنزل من خلال مشاركة الجميع برأيهم في الديكور ومعرفة الألوان المحبَّبة لديهم وأشكال الديكور، سواء أكانت هندسيَّة أو إبداعيَّة كالرسم على الجدار وغيره، ومن ثم توظيفها في المنزل في فراغ تجمع العائلة، خاصةً في غرف المعيشة وتخصيص مكان تجمع صور العائلة وذكرياتها وإنجازاتها لخلق جو من الانتماء والألفة والمحبَّة.
فيما تقول لمياء مطبقاني، سيدة أعمال، إنَّ والدتي تحرص على التجديد الدائم في ديكور المنزل كالتجديد مثلاً في الستائر وتنجيد الكنب بألوانٍ مختلفة وإعادة تنسيق غرف الجلوس والنوم من حينٍ إلى حين، وتجديد مستلزمات الضيافة من أكواب وأوانٍ وغيرهما لتكون أنيقةً دائماً ما يعكس مدى اهتمامها بمنزلها وظهورها بحلةٍ جميلة ورائعة أمام ضيوفها، وبالتالي يخلق شعوراً من التجديد في حياتنا مع إضافة روح المرح والسعادة.
وأضافت لمياء: أنَّ منزل والدتي هو مكان راحتي الذي يتوفر لي فيه كل شيء من طعامٍ أشتهيه إلى حضنٍ دافئٍ يعيد لي ثقتي بنفسي حين ضعفي، إنَّه المكان الذي يجلجل فيه صوت الأذان والنَّاس نيام وخطبة الجمعة التي لا تفوت من المسجد الحرام.
أما سمر زهران، فنانة تشكيليَّة، تقول: منزل والدتي هو منزلي سابقاً بكل ما بثت فيه أمي من نظامٍ وترتيبٍ وتنسيق، فأنا أعشق الألوان الدافئة والأضواء الخافتة التي أثارت هواية الديكور في نفسي وجعلت مني فنانة تشكيليَّة، فأسلوب والدتي وإنعكاس روحها كان له تأثير خاص في نفسي، وهدوء الألوان لعب دوراً كبيراً في حياتي ما كان له أكبر أثر على نفسي وسكونها.
إنَّ إختلاف الطراز في المنزل الواحد أو الغرفة الواحدة يعطي للشخص روح السعادة ومواكبة العصر.
وأفادت زكيَّة عطار، مصممة أزياء، إنَّ روح أمي في المنزل أثار داخلي الشعور النفسي بالأمان والاطمئنان، فقد كنت سعيدةً بما منحني به والديّ من حريَّةٍ في تصميم الغرفة الخاصة بي، والآن أنا أحرص في منزلي على تلبية متطلبات أفراد أسرتي وتهيئة الديكور والجو العام للغرفة المستهلكة ومن ثمّ مساعدتي في أعباء المنزل بروحٍ صافية، فبيتي هو مملكتي الرائعة التي أعيش داخلها وأحتويها وتحتويني، هذه روح أمي التي نقلتها لمنزلي ، كما أنَّني أعتبر أجمل مساحة في منزل أمي هو المطبخ فقد تعلمت منها فن الطبخ وحب المشاركة وروح الأسرة، ففي سفر والدى كانت أمي تحرص هي وعمتي وجدتي على طهي الطعام وتنسيق السفرة ونتحلى بروح الألفة والمودة، وبالتالي أصبح مطبخي أجمل مكانٍ لدي.
أما نهله مجلد، مهندسة ديكور، فتقول: روح الحياة وحنانها ودفئها المعكوس في كل جوانب المنزل عن طريق الألوان والأثاث المتناسق يبعث الشعور بالأمان والاستقرار والراحة والسرور.
يمكنني خلق روح العائلة في المنزل في كل جانب من البيت فلكل قطعة ذكرى مميَّزة تنشر بها سعادة خاصة وهذا ما يجعل البيت الموجود فيه أم مفعماً بالحياة.
وأضافت رفيف زهران، رئيسة خريجات دار الحنان قائلةً: أنا أفضل أن أكون مثل والدتي في سرعتها أثناء تحضير الطعام وتزيين طاولة المعيشة وإحضار أجمل الأواني المنزليَّة والألوان الرائعة والأثاث المتناسق المطعم بالوسادات ذات الألوان الصاخبة، كل ذلك أدى إلى تجديد روح الحياة والحبِّ والتعاون في المنزل.