اكتشاف جديد جنوب القاهرة: مقابر أثرية ومومياوات وأقنعة ذهبية

20241001082947.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

أعلنت مصر أول من أمس اكتشاف عدد كبير من المقابر الأثرية والمومياوات التي تعود إلى العصرين البطلمي والروماني في محافظة المنيا جنوب القاهرة.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري إن بعثة أثرية إسبانية نجحت في الكشف عن عدد من المقابر تعود للعصرين البطلمي والروماني، وذلك خلال أعمال حفائرها بمنطقة البهنسا الأثرية بمحافظة المنيا.
وبدأ العصر البطلمي في العام 332 وانتهى في العام 30 قبل الميلاد، حين بدأ العصر الروماني الذي امتد حتى العام 395 ميلاديا.
وأوضح وزيري في بيان أنه تم العثور على هذه المقابر في الناحية الشرقية من الجبانة العليا بالبهنسا، وهي مقابر ذات نمط جديد من الدفن، حيث تتكون من حفرة محفورة في الصخر الطبيعي في باطن الأرض.
كما تم العثور لأول مرة في منطقة البهنسا علي تماثيل التراكوتا تصور المعبودة إيزيس أفروديت، وهي تضع علي رأسها إكليلا نباتيا يعلوه تاج، وفقا لوزيري.
من جانبه، قال رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطي عادل عكاشة إن البعثة عثرت أيضا على أجزاء من البردي داخل ختم من الطين، بالإضافة إلى عدد كبير من المومياوات الملفوفة بلفائف ملونة غُطى وجه بعض منها بأقنعة جنائزية مذهبة وملونة.
وأشار عكاشة إلى العثور بداخل فم اثنتين من هذه المومياوات على لسان من الذهب، وهي شعيرة معروفة من العصر الروماني في البهنسا للحفاظ على المتوفّى. بينما قال مدير عام آثار مصر الوسطي جمال السمسطاوي إن التصميم المعماري للمقابر في هذا الموقع عبارة عن بئر من الحجر ينتهي بباب مغلق بالطوب اللبن يؤدي إلى حفرة كبيرة عثر بداخلها على مجموعة من التوابيت الفارغة وأخرى مغلقة بداخلها مومياوات مغطاة بالكارتوناج الملون.
وأكد أنه تم العثور على 23 مومياء محنطة خارج التوابيت وأربعة توابيت ذات شكل آدمي يوجد بداخل إحداها مومياوين وقنينات عطور نذرية صغيرة.
بدوره، قال الخبير الأثري الدكتور أحمد عامر إن مدينة البهنسا التي شهدت الكشف الأثري اليوم تعد واحدة من أقدم المدن الأثرية في مصر، حيث تم العثور فيها على الكثير من البرديات التي ترجع إلى العصر اليوناني الروماني، فضلا عن آثار من مختلف العصور التاريخية.
وأضاف عامر، وهو كبير مفتشين بوزارة السياحة والآثار ومتخصص في علم المصريات، لوكالة أنباء (شينخوا) أن مدينة البهسنا عرفت في الفترة الرومانية باسم "بيمازيت"، واستمرت عاصمة الإقليم حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي.
وعلق عامر على العثور على لسان من الذهب داخل فم المومياء، قائلا إن المصريين القدماء كانوا يضعون في أفواه الموتى تمائم من رقائق الذهب على شكل ألسنة لكي يتمكنوا من التحدث أمام محكمة الإله أوزير في الحياة الأخرى، بحسب اعتقادهم. وأشار إلى أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون أن الإله أوزير هو سيد العالم السفلي وقاضي الموتى، لافتا إلى أن هذا الكشف الأثري تضمن مقابر ذات نمط جديد من الدفن والعثور لأول مرة في البهنسا على تماثيل التراكوتا للمعبودة إيزيس أفروديت، ما سيتيح معرفة أسرار جديدة عن هذه المنطقة التي لا تزال تحمل الكثير من الأسرار.