آكشن إيد": نزوح كبير إلى رفح في ظل أوضاع إنسانية كارثية

1000403852-1705150959.jpg.webp
حجم الخط

وكالة خبر

 قالت منظمة "آكشن إيد" الدولية، إن الأوضاع الإنسانية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وصلت إلى نقطة الانهيار، حيث يتجمع فيها ما يزيد على مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية، مع قدوم المزيد منهم كل يوم، بمساحة تقدر بنحو 32 كيلومترا مربعا. 

وأوضحت المنظمة في بيان، صدر اليوم السبت، أن مئات الآلاف من الأشخاص ينامون في العراء، دون ملابس كافية ومأوى ضد البرد والمطر، بسبب اكتظاظ مراكز الإيواء، وتجاوز قدرتها الاستيعابية.

وأشارت إلى أنه يتقاسم الخيمة ما يزيد على 20 شخصا، وكل يوم يمثل كفاحا للمواطنين، للعثور على الغذاء والماء، حيث يواجه جميع سكان قطاع غزة الآن مستويات من الجوع، مع خطر المجاعة الذي يزداد يوما بعد يوم.

وتطرّق عبد الحكيم عوض، وهو عضو في مجموعة شبابية لمؤسسة شريكة لـ"آكشن إيد"/ فلسطين، إلى الظروف الإنسانية الكارثية التي يواجهها الناس في رفح، قائلا: "نحن نعيش في وضع لا يمكن أن نصفه بالإنساني، فلا توجد صحة ولا طعام، ولا مقومات الحياة الأساسية، ولا خيم كافية يمكنها استيعاب جميع الأشخاص الذين جاءوا من المنطقة الوسطى في قطاع غزة، فهم ينامون في العراء، ويجب أن يكون لديك 3000 شيقل (ما يعادل 635 جنيهًا إسترلينيًا) لكي تتمكن من شراء خيمة. وأضاف: إذا أردت شراء أي شيء، كطعام في الصباح، أو بعد الظهر، أو الليل، فيجب أن تكون وجبة واحدة، قد تحصل عليها في منتصف النهار، وتبلغ تكلفة هذه الوجبة 50 شيقلا على الأقل (10.58 جنيه إسترليني).

 أما عن الوضع الصحي، أشار إلى أن من يصاب، فعليه أن يبقى في منزله، لأنه لا يوجد مكان لاستقباله على الإطلاق، فلا يوجد كهرباء، والطاقة الشمسية أو الخلايا الشمسية تستخدم للشحن في الأيام العادية، ويجب الانتظار ثلاثة أيام حتى تحصل على الشحن، وهناك طوابير للمياه العذبة، وأخرى للمياه المالحة، وللطعام، وللشرب، وكل شيء له طابور".

وأوضحت "اليونيسف" عن وجود ما يقارب 3200 حالة جديدة من حالات الإسهال بالمتوسط كل يوم بين الأطفال دون سن الخامسة، وفي أسبوع واحد من شهر كانون الأول، في حين وصلت حالات الاسهال المسجلة عادة قبل السابع من تشرين الأول ما يقارب 2000 حالة في هذه الفئة العمرية كل شهر، والحفاظ على مستويات النظافة يكاد يكون مستحيلا، بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، حيث يضطر مئات الأشخاص إلى استخدام مرحاض، أو حمام واحد للاستحمام.

وحسب "آكشن ايد"، فالصورة مماثلة في أماكن أخرى جنوب ووسط قطاع غزة، حيث تم تكثيف الغارات الجوية في الأيام الأخيرة، وقد نزح أكثر من 85% من السكان –حوالي 1.9 مليون شخص– من منازلهم عدة مرات، ويواجهون صراعا يوميا لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

المواطنة ليلى نزحت من منزلها، وتقيم الآن في خيمة مع أطفالها وعائلتها الممتدة في مخيم يقع جنوب غزة، والذي تقول إنه موطن لـ100,000 شخص.

قالت: "نحن نعيش في الخيام، فلا يوجد أي من مقومات الحياة التي نعيشها، نتضور جوعا ونواجه معاناة في إيجاد الماء والطعام، لقد غمرتنا المياه خلال الليالي التي أمطرت علينا، فأطفالنا ليس لديهم أي وسيلة لتدفئتهم. لا توجد أغطية، لا شيء، ووالدتنا مريضة بالربو، وهي أيضًا مصابة بحادث سير أثناء الحرب، وأختي أيضًا على وشك الولادة، وليست لدينا بطانيات أو أشياء لتدفئتها أو لتدفئة أطفالنا بها".

وحالة إنسانية أخرى للمواطنة أميرة، التي نزحت من منزلها في الشمال، وتعيش حاليًا في خيمة مع أطفالها الأربعة، أصغرهم يبلغ من العمر عامًا ونصف العام في خان يونس، بينما لا يزال زوجها في الشمال.

وتتحدث قائلة: "الحمد لله وجدنا ما يسمى بـ"المأوى"، لكن بصراحة بالنسبة لي ولأطفالي وعائلتي، فهو ليس مأوى. هنا أعاني من البرد، لأنني وأطفالي لا نجد ما يكفي من الأغطية. نعاني كثيرًا عندما نريد الذهاب إلى الحمام. نقف في الطابور لفترة طويلة والحمامات بعيدة. لقد عانينا من التهاب المعدة والأمعاء أكثر من مرة. أطفالي كلهم أصيبوا بالمرض على التوالي وتعافوا مرة أخرى... ليس لدي مأوى، ولا أملك دخلا أو مالا أصرفه أو أشتري به أي شيء".

ونوهت المنظمة الدولية في تقريرها، إلى أن كمية المساعدات التي تدخل غزة لا تزال غير كافية على الإطلاق، لتغطية هذا المستوى الهائل من الاحتياجات، حيث يدخل حاليًا ما يقارب 200 شاحنة تحمل المواد الغذائية، والأدوية، وغيرها من الإمدادات يوميًا في المتوسط.

وعلى الرغم من التحديات الهائلة، تدعم المنظمة وشركاؤها المحليون، مثل: جمعية الوفاق لرعاية المرأة والطفل، من خلال توفير المساعدات الغذائية، ومستلزمات النظافة، و"مستلزمات الشتاء" التي تحتوي على الملابس الدافئة، والبطانيات، والفرش، فضلا عن تزويد عدد من بمساعدات نقدية، لتمكينهم من شراء المواد الأساسية.

وتعمل المنظمة بالشراكة مع جمعية "وفاق" أيضا على بناء 60 من الوحدات الصحية للنساء والفتيات في رفح، ما يمنحهن مساحة خاصة، للحفاظ على نظافتهن بكرامة.

من جهتها، تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في "آكشن إيد"/ فلسطين رهام جعفري: "إن الظروف التي يواجهها الناس في رفح لا تصدق، حيث تنهار البنية التحتية، تحت ضغط تلبية احتياجات السكان، بما يقرب من أربعة أضعاف طاقتها المعتادة، وتتدفق المساعدات بوتيرة بطيئة مؤلمة لقد سمعنا قصصًا بائسة عن 20 فردًا من أفراد الأسرة، الذين اضطروا للتكدس في خيمة واحدة، واضطر الناس إلى الوقوف في طوابير لساعات لاستخدام المرحاض، والآباء لا يتناولون حصتهم من الوجبة تلو الأخرى حتى يتمكنوا على الأقل من إعطاء أطفالهم شيئا ليأكلوه.

ومن المرجح أن الوضع سيزداد سوءا ومع نزوح المزيد من الأشخاص من المنطقة الوسطى، ومناطق أخرى في جنوب غزة، مع تكثيف الغارات الجوية.

وأكدت أن وقف إطلاق النار الفوري والدائم هو وحده الذي سيوقف ارتفاع عدد القتلى، ويسمح بدخول ما يكفي من المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة، وتقديم بعض الراحة لأولئك الذين يصارعون من أجل البقاء في رفح، وأماكن أخرى من قطاع غزة".