أكدت تقارير أجهزة الشرطة والمنظمة الدولية للطيران المدني أن إطلاق شعاع الليزر باتجاه الطائرات عند الإقلاع أو الهبوط أو حتى التحليق على علو منخفض، يعد مصدر خطر، وكاد يتسبب في بعض الحالات في حوادث مروعة.
وشهدت بريطانيا الاثنين حلقة جديدة من مسلسل "أزمة الليزر"، إذ قالت الشرطة البريطانية إن طائرة بريطانية عادت أدراجها بعيد إقلاعها من مطار هيثرو في لندن، بعدما وُجه إليه شعاع ليزر.
وبحسب تسجيلات الرحلة، فإن طاقم الطائرة أخطر برج المراقبة بأن أحد الطيارين عانى من مشكلات صحية، نجمت عن الليزر الذي يسبب العمى المؤقت.
وبين تقرير "لسكاي نيوز" أن بريطانيا سجلت، في السنوات الستة الأخيرة، ارتفاعا كبيرا في استخدام شعاع الليزر الذي يوجه أفراد صوب الطائرات، وأشار إلى وقوع 9 آلاف حادث من هذا النوع.
وبين عامي 2008 و2015، وقع نحو 8998 حادث توجيه شعاع ليزر تجاه طائرات مدنية أثناء هبوطها وإقلاعها، وفق أرقام سلطة الطيران المدني، في حين وقع 414 حادثا مماثلا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2015.
وكانت المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" قد أطلقت مرارا تحذيرات من خطورة توجيه شعاع الليزر إلى الطائرات، مؤكدة أنه يشكل خطورة على الطيارين، إذ يؤدي إلى إصابتهم العمى المؤقت.
ويوضح الأمين العام لرابطة طياري الخطوط الجوية البريطانية، جيم ماكوسلان، أن لأجهزة الإشعاع الجديدة القدرة على التسبب بالعمى المؤقت، كما أنها تشكل إلهاءً كبيرا للطيارين وتشتت تركيزهم، في وقت هم بأمس الحاجة إلى التركيز خاصة عند الإقلاع والهبوط.
وأضاف ماكوسلان أن الليزر يعرض الطائرة وركبها للخطر.
وتسعى الرابطة إلى الضغط على الحكومة البريطانية لتنصيف هذا الإجراء (تصويب الليزر على الطائرات) عملا عدائيا، ما يمنح الشرطة سلطة أكبر لاعتقال الذي يملكون أجهزة الاشعاع.
وتقول المنظمة الدولية للطيران إنه يجب محاربة هذه الظاهرة قبل أن تتفاقم، وأصدرت توصيات تشمل تعديل القوانين وفرض عقوبات على المتورطين.
ودعت أيضا لتدريب الطيارين على التعامل مع هجمات الليزر، واستخدام تكنولوجيا تحمي الزجاج الأمامي للطائرات، والتنسيق بين المطارات والشرطة والأجهزة الحكومية، ورفع الوعي بين المواطنين لتوضيح خطورة هذه الأشعة.