غالباً ما يكون من الصعب على الآباء التعامل مع الطفل العدواني الذي يمتلك ردة فعل عصبية أشبه بالانفجار، لكن فهم سبب تصرفاته يمكن أن يساعد. فغالباً ما تحدث مشكلات الغضب لدى الأطفال لأنهم لا يعرفون كيفية التعامل مع إحباطهم أو مشاعرهم غير المستقرة. فهم لم يتعلموا بعد مهارات حل المشكلات من دون الانزعاج.
في بعض الأحيان تكون مشاكل الغضب لدى الأطفال ناجمة عن مشكلة أخرى تحتاج إلى علاج. يمكن أن يكون هذا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو القلق أو صعوبات التعلم أو مشكلات المعالجة الحسية أو التوحد، وهي كلها مشاكل تستوجب منك ردة فعل معينة.
الأسباب المحتملة للسلوك العدواني
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يشعر الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالإحباط بسهولة، خاصة في مواقف معينة، مثل عندما يفترض بهم أداء واجباتهم المدرسية أو الذهاب إلى السرير.
القلق
قد يخفي الطفل القَلِق مخاوفه، ثم يهاجم ويصبح عدوانياً عندما تضع عليه متطلبات المدرسة أو المنزل ضغطاً لا يستطيع التعامل معه. في كثير من الأحيان، فإن الطفل الذي "يحافظ على تماسكه" في المدرسة يفقده مع أحد والديه أو كليهما.
تعرفي إلى المزيد: كيفية التعامل مع الطفل العدواني
صعوبات التعلم غير المشخصة
عندما يتصرف طفلك بشكل متكرر في المدرسة أو أثناء وقت الواجب المنزلي، فقد يكون ذلك بسبب أن العمل صعب للغاية بالنسبة له.
مشاكل المعالجة الحسية
يواجه بعض الأطفال صعوبة في معالجة المعلومات التي يتلقونها من خلال حواسهم. أشياء مثل الكثير من الضوضاء والحشود وحتى الملابس "الخشنة" يمكن أن تجعلهم قلقين أو غير مرتاحين أو مرهقين. يمكن أن يؤدي ذلك إلى أفعال تجعلهم في حيرة من أمرهم فيلجأون للعدوان.
التوحد
غالباً ما يكون الأطفال في جميع أنواع التوحد عرضة للانهيارات الكبرى عندما يشعرون بالإحباط أو عندما يواجهون تغييراً غير متوقع. كما أنهم غالباً ما يعانون من مشاكل حسية تجعلهم قلقين ومضطربين.
استراتيجيات للتعامل مع الطفل العدواني
وهناك استراتيجيات يمكن للوالدين استخدامها لمساعدة الأطفال على تحسين سلوكهم. أحد أهم الأشياء هو التزام الهدوء عندما ينزعجون. قد يكون هذا تحدياً، لكنه طريقة رائعة لنموذج السلوك الجيد. امدحيهم عندما يعبرون عن مشاعرهم بهدوء أو يهدئون أنفسهم بعد حدوث انفجار. ولا تستسلمي لمطالبهم، فعندما ينهار الطفل - حتى لو كان طفلاً صغيراً - ويصبح عدوانياً، فإنه يمكن أن يشكل خطراً جسيماً على نفسه وعلى الآخرين، بما في ذلك الوالدان والأشقاء. حيث يبدأ بالصراخ والشتائم، أو رمي الأشياء الخطرة، أو الضرب والعض. يمكن أن تكون تجربة مخيفة ومرهقة لك ولطفلك أيضاً. غالباً ما يشعر الأطفال بالأسف بعد أن أرهقوا أنفسهم وهدأوا، فما الذي يمكنك فعله؟
اعلمي، الطفل الذي يشعر بالإرهاق الشديد لدرجة أنه يهاجم، هو طفل حزين. ليست لديه المهارة لإدارة مشاعره والتعبير عنها بطريقة أكثر نضجاً. قد يفتقر إلى اللغة أو التحكم في الانفعالات أو القدرة على حل المشكلات.
ابقي هادئة ولا تستسلمي
لا تصرخي فبهذا تكون فرصتك للتحكم بطفلك أقل. وبدلاً من ذلك، فإنك ستجعلينه أكثر عدوانية وتحدياً، إذا تمكنت من الحفاظ على هدوئك والتحكم في عواطفك، فيمكنك أن تكوني نموذجاً لطفلك وتعلميه أن يفعل الشيء نفسه. ولا تشجعيه على الاستمرار في هذا السلوك من خلال الموافقة على ما يريد من أجل إيقافه.
ساعديه على ممارسة مهارات حل المشكلات
عندما لا يكون طفلك منزعجاً، فهذا هو الوقت المناسب لمساعدته على تجربة تعبير الطفل عن مشاعره والتوصل إلى حلول للصراعات قبل أن تتصاعد إلى النوبات والعدوانية. يمكنك أن تسأليه عن شعوره، وكيف يعتقد أنك قد تحلين مشكلة ما.
امدحيه على السلوك المناسب
عندما يهدأ، امدحيه لأنه استجمع قواه معاً. ولأنه عبر عن مشاعره بهدوء، أو حاول إيجاد حل وسط بشأن مجال الخلاف، واتبعي نظام المكافآت المعقول.
اتبعي أسلوب الوقت المستقطع
معظم الأطفال الذين يعانون من الانهيارات المتكررة يفعلون ذلك في أوقات يمكن التنبؤ بها للغاية، مثل وقت الواجب المنزلي، أو وقت النوم، وعادةً ما يُطلب منهم أن يفعلوا شيئاً لا يحبونه، أو التوقف عن فعل شيء يحبونه. قولي لطفلك "سنذهب للنوم مثلاً خلال 10 دقائق"، أو قسمي المهام إلى توجيهات من خطوة واحدة ("أولاً، ارتدي حذاءك" ثم ملابسك،
عليك مساعدته لتجنب نوبات الغضب العدوانية، لكن تأكدي من تحقيق التوازن بين استخدام الوقت المستقطع مع الكثير من الثناء على سلوكيات الأطفال الإيجابية. من المهم أيضاً إدارة التوتر لديك حتى يتمكن الأطفال من تعلم التنظيم العاطفي من مثالك الإيجابي.
طرق مباشرة لإدارة عدوانية الطفل
1 - إذا كان الطفل صغيراً (عادةً 7 سنوات أو أقل)، فحاولي وضعه على كرسي مريح.
2 - إذا لم يرغب في البقاء على الكرسي، فخذيه إلى منطقة احتياطية حيث يمكنه أن يهدأ بمفرده دون وجود أي شخص آخر في الغرفة.
3 - لا ينبغي أن يكون هناك أي ألعاب حولك لإرضائه فقط.
4 - يجب أن يبقى طفلك في تلك الغرفة لمدة دقيقة واحدة، ويجب أن يكون هادئاً قبل السماح له بالخروج.
5 - ثم أعيديه إلى الكرسي لقضاء بعض الوقت. فهذا يمنح طفلك إحساساً بالهدوء، ويوقف رغبته بالانفجار.
6 - إذا كان لديك طفل أكبر سناً يتصرف بعدوانية ولم تتمكني من حمله إلى منطقة معزولة لتهدئته، تجاهليه وابتعدي عنه. .
7 – يمكنك ممارسة بعض تمارين التنفس مع طفلك، إذا تكررت هذه النوبات، يمكنك متابعة طرقها عبر اليوتيوب.
ماذا أفعل عندما لا تكون الخطط السلوكية كافية؟
يتفق المحترفون على أنه كلما كان بإمكانك علاج طفل أصغر سناً، كان ذلك أفضل. ولكن ماذا عن الأطفال الأكبر سناً وحتى الأطفال الأصغر سناً الذين يشكلون خطراً كبيراً على أنفسهم وعلى الآخرين، بحيث لا تكون التقنيات السلوكية كافية للحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين من حولهم، لذلك لا بد من اللجوء إلى الطرق الآتية:
إعطاء الدواء
إن تناول الأدوية الخاصة بالحالات الأساسية مثل، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق، قد يجعل طفلك أكثر سهولة في التعامل معه وقابليته للتعليم. غالباً ما يتم علاج الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية شديدة باستخدام الأدوية المضادة للذهان، ولكن يجب أن تكون هذه الأدوية مصحوبة بتقنيات سلوكية تتضمن تدريب الوالدين تعلم كيفية استخدام الحجز الآمن للطفل حتى تتمكني من إبعاده أنت ونفسك عن الأذى.
الحاجة إلى مستشفى
قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من سلوكيات متطرفة إلى قضاء بعض الوقت في منشأة علاجية صحية، أحياناً، وهناك يتلقون العلاج السلوكي، وعلى الأرجح، العلاج الدوائي. حيث توفر المدارس الداخلية العلاجية العناية على مدار الساعة وسبعة أيام في الأسبوع. والهدف هو أن يستوعب الطفل ضبط النفس حتى يتمكن من العودة إلى المنزل بسلوك أكثر ملاءمة معك ومع العالم ككل.
العلاج المدرسي
يعيش الطفل الذي يعاني من مشاكل سلوكية شديدة في المنزل ولكنه يذهب إلى مدرسة ذات خطة سلوكية صارمة. وينبغي أن يكون لدى مثل هذه المدارس موظفون مدربون ومستعدون للتعامل بأمان مع حالات الأزمات.