180 مولود جديد كل يوم

مأساة النساء الحوامل في غزة.. ولادات في الخيام وغياب للعناية الصحية

Xv0po.png
حجم الخط

وكالة خبر

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا عن الأوضاع الصعبة التي تواجه النساء الحوامل في غزة، مشيرة إلى أنّ "الوضع الصحي سيئ والمؤسسات الصحية مثقلة بالأعباء ومعظمها خارج عن الخدمة" بسبب القصف الإسرائيلي والمداهمات للمستشفيات واعتقال عمال الصحة، ولهذا تضطر النساء للإنجاب في الخيم وبدون عناية صحية.

و ذكر التقرير أنّ بوادر الإنجاب أو الطلق بدأت عند نورا بعلوشة في مساء كانوني بارد ووسط جلجلة القصف التي ترددت أصداؤها حول البناية التي لجأت إليها في شمال غزة. ولم تكن هناك إشارة هاتف للاتصال بسيارة الإسعاف ومن الخطر الخروج إلى خارج البناية.

وتتذكر بعلوشة قائلة "شعرت بالخوف وعرفت أنني لن أصل إلى المستشفى، وخرج الماء وعرفت أنني سأنجب في أية لحظة"، وقالت بعلوشة التي ولد أبناؤها الأربعة الآخرون في المستشفى، وتذكرت في الحروب الأربعة التي شاهدتها طبيبا أشرف على عملية إنجاب في بيت "لم يكن لدي أي خيارات، وحاولت تذكر كل شيء". وساعدت زوجة شقيقها على الولادة باستخدام ملقط غسيل للإمساك بالحبل السري ومقص يستخدم في المطبخ لقصه.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، كانت هناك حوالي 50,000 امرأة حامل في غزة عندما بدأت الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ويعتبر معدل الولادة في غزة الأعلى في المنطقة. وتضع حوالي 180 امرأة مواليد في كل يوم، والكثير ينجبن اليوم بدون عناية طبية أو إشراف طبيب وأحيانًا في الخيام والملاجئ التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية، وفي مرات داخل الحمامات العامة، بحسب ما يقول عمال الصحة في الأمم المتحدة والسكان.

وقالت الصحيفة إنّ الإنجاب في الأوقات العامة يكون تجربة مؤلمة، ولكنها تتضاعف وتكون أكثر ضغطا وسط محور حرب، فالأمهات والأطفال الجدد هم عرضة للخطر من الحرب الدائرة حيث تدور المعارك في المناطق المدنية إلى جانب التعرض للمرض والتشرد ونقص الطعام والمياه. ولا تجد النساء اللاتي يتوقعن الولادة ويكنّ محظوظات بالوصول إلى المستشفى، العناية المطلوبة.

وأشار التقرير إلى أنّ عدد المستشفيات الذي يقدم الخدمات هو 13 من 36 مستشفى، وحتى تلك التي تقدم خدمات فهي تقدمها بشكل جزئي، وتعاني هذه من قلة الأطباء والممرضين ومثقلة بالأعباء والمرضى والجرحى.

ووفقا للتقرير، فإن عيادات الولادة لا تعتبر مهمة على قائمة الأولويات ولا تستقبل النساء في حالة المخاض. لافتةً إلى قيام قوات الاحتلال بعمليات حول المستشفيات وداهمت أخرى مثل مستشفى الشفاء. وأصبح الجزء الشمالي من القطاع مقطوعا ولا تصل إليه الإمدادات الطبية.

أما المستشفيات في الجنوب فتواجه طلبات متزايدة ولا يمكنها تقديم العناية المناسبة للحوامل. ولا يوجد سوى مستشفى واحد للولادة في قطاع غزة وهو المستشفى الإماراتي في رفح قرب الحدود مع مصر.

 ونظرا لوجود نصف سكان غزة - 1.3 مليون نسمة - في رفح فإن المستشفى "يستقبل يوميا 80 حالة ولادة" وبزيادة عن 15 حالة قبل الحرب بحسب صندوق السكان التابع للأمم المتحدة والذي يقدم للمستشفيات في غزة  مستلزمات الولادة. ومن تدخل المستشفى للإنجاب تخرج بعد ساعات من الولادة حتى لو كانت الولادة قيصرية, بالإضافة إلى النقص الكبير في المواد الطبية والمياه النظيفة في القطاع.

وذكر تقرير للأمم المتحدة أن عدة نساء أنجبن  بعمليات قيصرية بدون تخدير. وقالت مديرة صندوق السكان في الدول العربية ليلى بكر: "حاولنا تقديم مستلزمات الولادة للنساء ولكننا لا نستطيع إيصالها بالسرعة المطلوبة" و"توجد أغطية بلاستيكية نظيفة للأم ومقص معقم لقص الحبل السري وبطانية، وهي ليست كثيرة ولكنها يمكن أن تحدث فرقا بين الحياة والموت".

وتشكل النساء والأطفال غالبية الذين قتلوا منذ بداية الحرب، حيث زاد عدد الشهداء على الـ27,000 شخص. ولا توجد إحصائيات حول عدد حالات الإملاص (موت الجنين) ووفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة.

وبناءً على روايات من عمال الصحة ونسب من الحروب السابقة، فمن المتوقع أن الأرقام قد ارتفعت بشكل نسبي خلال الحرب الحالية. ويقول عمال الصحة إن الافتقار للعناية قبل الولادة وما بعدها يعني أن الأمهات والأطفال يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها.

ونقلت الصحيفة عن طبيبة التوليد البريطانية ديبورا هارينغتون التي قضت أسبوعين في مستشفى الأقصى قولها إنه "لا يتم العناية بالتعقيدات أثناء الحمل ولا يتم تشخيص حالات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو التسمم  فيما تنتشر حالات فقر الدم بين النساء ولا يحصلن عن مكملات الحديد الذي يحتجن إليه لمعالجته"

وأضافت إن "معظم النساء اللاتي عاينتهن يعانين من فقر الدم، وعادة ما ينجبن مبكرًا ويفقدن الكثير من الدم، وهذا يعني وفاتهن" و"كذلك الأطفال الخداج فإن من المحتمل وفاتهم".

وتستمر مشاكل النساء بعد الولادة حيث سوء التغذية التي تنتشر بين الأمهات والأطفال. وتعاني العائلات من مشاكل للحصول على حليب الأطفال أو الحفاظات وملابس دافئة للمولدين الجدد.

وأنجبت رزان غانم، (26عامًا) طفلًا معافى ولكن المشاكل بدأت عندما خرجت من المستشفى الإماراتي وعادت إلى ملجأ تابع للأمم المتحدة حيث الدخان المتصاعد من الطبخ، وبدأ الطفل بالسعال وأصبحت لديه حرارة كما تقول. ونصح الأطباء بنقله إلى المستشفى، وعندما شاهدت ازدحامه والأطفال المرضى في أروقته وغياب النظافة، فإنها قررت أخذه إلى حيث لجأت ومعالجته

وتتعرض النساء وأطفالهن الجدد للموت بسبب القصف حيث قالت هارينغتون الطبيبة البريطانية "لم يتم تسجيل الطفل كمولود" و"هناك أمر صعب في الحصول على شهادة وفاة قبل شهادة الولادة".

ترجمة "عربي21"