مواطن بغزة: عدت إلى حيّنا لأبحث عن منزلي فلم أجده

172FS.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

على أطلال منزله المدمر، يتجول الفلسطيني تامر كسكين وعلامات وجهه تعبر عن خيبة أمل وحزن شديدين على ما أصابه جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

وما أن شاهد كسكين (50 عاما) منزله مدمرا غمرته مشاعر الحسرة على خمسين عامًا من ذكرياته التي ذهبت هباءً، واغرورقت عيناه بالدموع.

ووسط مشاهد الدمار، يتساءل الرجل عن مستقبله ومقره وسط عدم اليقين الذي يحيط به بسبب الدمار الهائل الذي لحق بمنزله ومنازل وممتلكات المواطنين شمال قطاع غزة.

يحيط بمنزل كسكين في منطقة "أبراج المخابرات" شمال قطاع غزة، مئات المنازل والشوارع والبنية التحتية التي دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء توغله البري.

لم يبق للرجل وعائلته مكانًا يقيهم برد الشتاء بعد انهيار منزلهم الذي لطالما حلموا بأن يعودوا إليه بعد أن تضع الحرب أوزارها.

لكن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من شمال القطاع كشف حجم المأساة والدمار في المناطق السكنية، فراحت أحلام العائلة أدراج الرياح.

يقول كسكين: "اعتقدت أنني عندما أعود لمنزلي سأجد غرفة أجلس فيها، لكني لم أجد شيئا، ولم أستطع أن أوقف دموعي إلا بعدما شاهدت الدمار من حولي".

وأضاف: "منزل جيراني عائلة الغول لم يدمر لكنه محروق بالكامل، لا فائدة منه، فالباطون أصبع ضعيفا، والعائلة تخاف أن تمكث فيه لأنه أصبح مثل القطن والقش".

وتساءل مستنكرا: "لا يوجد لنا مأوى، ماذا نفعل؟"، وأردف: "آمل أن تنتهي الحرب، لكن بعد ذلك ماذا سنفعل بحالتنا؟ أريد المكوث بمدرسة لكنهم هدموا المدارس، أين أسكن؟ أنتوجه للمستشفيات، لا يوجد مستشفيات لم يبق شيء!".

وقال: "حياتي ضاعت، عملت 50 عامًا لكن كل شيء ضاع اليوم، ماذا أفعل؟ هل أنتظر الإعمار بعد 10 سنوات! متى يأتي دوري؟ يكون عمري قد انتهى، سنين العمر ذهبت بلحظة، كنت أبني مستقبلًا لأولادي لكن كل شيء دمرته "إسرائيل".

وحول توفر العلاج والطعام في شمال القطاع، قال كسكين: "لا يوجد علاج ولا طعام لأطفالنا حاليا، نحن نتحمل لدينا مناعة، لكن الأطفال مناعتهم ضعيفة، الاحتلال يحارب الأطفال والنساء".

ولفت الرجل إلى أنه لم يكن يعرف من هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واستدرك بالقول: "لكن حقده (نتنياهو) هو الذي عرفنا به".

وما أن وجد كسكين بيته مدمر، ذهب للمكوث في بنايات طور الإنشاء كانت تعكف على تشييدها مصر قبل الحرب في شمال قطاع غزة، لكنه تفاجأ بأن القصف والدمار طال تلك البنايات أيضاً.

وقال: "أنا تعبت، لا أعلم ماذا أفعل، أذهب إلى المدرسة أجدها مدمرة، أذهب إلى الأبراج المصرية أيضاً مدمرة".

وأضاف: "كنت أنوي أن أسكن في الأبراج المصرية وهي قيد الإنشاء ونضع قماشا ليحمينا، لكن تم تدميرها".

وبعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من شمال القطاع، بدأ في الظهور حجم الدمار الذي خلفه في الأبراج السكنية والبنية التحتية أثناء توغله.

المصدر: الأناضول