أعلنت جامعة النجاح الوطنية عن اطلاق مبادرة ستمكن طلبة جامعات غزة من استكمال تعليمهم الجامعي مجاناً في عدة جامعات بالتعاون مع اتحاد الجامعات المتوسطية (UNIMED) وصندوق دعم الطالب الفلسطيني (PSSF) وبالتنسيق مع الجامعات في قطاع غزة وستوفر الدعم التقني والتعليمي اللازم.
وتأتي هذه المبادرة في ظل الدمار غير المسبوق الذي يتعرض له القطاع والذي طال مناحي الحياة جميعها، وفي قلبها المشهد التعليمي المدمر، حيث هُدمت أو تضررت 70% من المدارس والجامعات في القطاع، وإدراكا من جامعة النجاح الوطنية في نابلس لضرورة استكمال التعليم وضمان عدم اضاعة هذا الحق لطلبة القطاع ، فإنها تعكف من خلال شراكة وثيقة مع اتحاد الجامعات المتوسطية (UNIMED) و مؤسسة صندوق المنح للطلبة الفلسطينيين (PSSF)، وبتنسيق مع الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة على تأسيس نظام تعليمي إلكتروني مبتكر مخصص للطلبة الجامعيين في القطاع، سيجري المباشرة بتنفيذه فور توفر الظروف الملائمة التي تتيح التحاق الطلبة في مساقاتهم الجامعية عن بُعد.
تؤكد المبادرة على أنه لن تكون هناك أي أعباء مالية على الطلبة، فالخطوة هي استجابة إنسانية حثيثة لمعاناة طلبة غزة وتقديم الدعم اللازم لهم للتخفيف من اعباء الحرب وآثارها المدمرة على مسيرتهم التعليمية وخلق مسارات وحلول تصب في هذا الاتجاه الذي تكفله المواثيق الدولية كافة، لا سيما أن الشعب الفلسطيني أثبت على مدار عقود طويلة أن التعليم رسالة مقدسة وشعلة صوب إقامة الدولة الفلسطينية.
تقوم المبادرة على الاستعانة بالرقمنة ومنصات التعلم الافتراضية والموارد المفتوحة/المشتركة، والدعم التقني والتعليمي، وصولاً إلى تشكيل لجنة من الخبراء في التعليم عن بُعد لتصميم الخطط الملائمة لتقديم الدعم المباشر لطلبة غزة لحين تعافي جامعاتهم في القطاع وقدرتها على استئناف المسيرة التعليمية لطلبتها.
ودعت جامعة النجاح وشركاؤها، الجامعات المحلية و الاقليمية والدولية المهتمة للانضمام الى المبادرة لتقديم الدعم التعليمي لطلبة القطاع للمشاركة بالخبرات، حيث شكلّت الجامعة لجنة من أفضل الخبراء في التعليم الأكاديمي عن بعد لوضع الخطط اللازمة للعمل على دعم الطلبة في غزة بشكل مباشر فور تهيئة الظروف اللازمة لضمان عدم حدوث أي فاقد تعليمي بسبب الحرب.
وطالت الحرب مناحي الحياة كافة في قطاع غزة، فمعظم جامعات ومدارس غزة سويت بالأرض، لذلك يُحرم نحو 608 آلاف طالب من حقهم في التعليم المدرسي، وأكثر من 90 ألف طالب جامعي، وفقد آلاف الطلبة أساتذتهم وزملائهم ومعلميهم، إذ استشهد 17 مدرساً جامعياً يحملون لقب بروفيسور، و59 مدرساً يحملون درجة الدكتوراه. واستشهد 18 طالباً من حملة درجة الماجستير، ما أدى إلى تدمير العمود الفقري الأكاديمي لجامعات غزة، كما يقدر صندوق النقد الدولي أن خسائر قطاع التعليم في غزة تزيد عن 720 مليون دولار.
لذلك فانّ جامعة النجاح ترى أن هذه المبادرة لإنقاذ قطاع التعليم في غزة تحمل بعدا تضامنيا وطنيا وإنسانيا نابعا من إدراكها بأن التعليم حق لا يمكن الاستغناء عنه، حتى في أحلك الظروف وأقساها.
وقالت الجامعة: "في هذه اللحظة الوطنية، نجدد العهد والولاء لفلسطين وشعبها، ونؤكد على أن التعليم هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات، وأن العلم والتعليم هما الطريق نحو بناء مستقبل أفضل لكل الأجيال"