قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إسرائيل وافقت على عدم القيام بأنشطة عسكرية في قطاع غزة خلال شهر رمضان المقبل، فيما كشفت مصادر مطلعة للجزيرة عن موافقة إسرائيل على بنود إطار أولي لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
وأضاف بايدن في حديث لمحطة "إن بي سي" الأميركية أن إسرائيل تخاطر بخسارة الدعم من كل أنحاء العالم إذا استمر الارتفاع في عدد الشهداء الفلسطينيين، واعتبر أن وقف إطلاق النار المؤقت في غزة قد يساعد باتجاه حل الدولتين.
وتابع "إذا نجحنا في تنفيذ وقف إطلاق النار المؤقت، فسنتمكن من التحرك في اتجاه يسمح لنا بتغيير الوضع. لن يتم تنفيذ حل الدولتين فورا بل سيكون هناك عملية (تدريجية) للوصول إلى حل الدولتين وضمان أمن إسرائيل واستقلال الفلسطينيين".
وأشار إلى أن إسرائيل تعهدت بإجلاء نسب كبيرة من سكان رفح قبل البدء في ما سماها بعملية للقضاء على من تبقى من حماس.
تفاصيل صفقة التبادل
وتأتي تصريحات بايدن في ظل مؤشرات على قرب التوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، إذ ذكرت مصادر مطلعة للجزيرة أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني بينهم عدد من أصحاب الأحكام العالية، مقابل الإفراج عن 40 أسيرا إسرائيليا من النساء وكبار السن.
وأفادت المصادر بأن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح الأسرى الذين اعتقلتهم بعد الإفراج عنهم في صفقة جلعاد شاليط عام 2011.
وذكرت أن إسرائيل اشترطت عودة تدريجية للنازحين إلى شمال القطاع باستثناء من هم في سن الخدمة العسكرية.
وأضافت المصادر أن إسرائيل قبلت طلب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زيادة دخول المساعدات والمنازل المؤقتة للقطاع وإدخال الآليات والمعدات الثقيلة، بالإضافة لإعادة تموضع قواتها العسكرية خارج المناطق المكتظة، ووقف الاستطلاع الجوي لمدة 8 ساعات يوميا.
من جانبها، نقتل رويترز عن مصادر قولها إن صفقة التبادل تتضمن أيضا بنودا تتعلق بإصلاح المستشفيات والمخابز في غزة وإدخال 500 شاحنة مساعدات إلى القطاع يوميا.
وقال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن إسرائيل طلبت أن تتضمن قائمة الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم أسماء 5 مجندات، مقابل الموافقة على خروج أسرى فلسطينيون من أصحاب الأحكام العالية، بشرط أن يتم إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية إلى دول مثل قطر وتركيا.
وأشار العمري إلى أن الوسطاء في المفاوضات بين المقاومة وإسرائيل يسعون إلى استثمار تفاهمات الفترة المقبلة للتوصل إلى اتفاق للوقف الدائم لإطلاق النار بعد نهاية المرحلة الأولى التي تمتد نحو 40 يوما.
خلافات حماس وإسرائيل
من جانب آخر، قال موقع أكسيوس إن التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى قد يكون ممكنا بحلول الاثنين المقبل على الأرجح بعد "معركة شاقة بسبب الفجوات الكبيرة بين إسرائيل وحماس في المفاوضات".
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الوسطاء القطريين أبلغوهم أن كبار مسؤولي حركة حماس يشعرون بخيبة أمل من الخطوط العريضة لصفقة إطلاق سراح الأسرى. وأكدوا أن هناك فجوة كبيرة بينها وبين مطالبهم.
وعقد ممثلون عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أمس الاثنين جولة أولى من المحادثات في الدوحة مع الوسطاء المصريين والقطريين، تناولت الجوانب الإنسانية لمقترح صفقة الأسرى. وقال مسؤولان إسرائيليان إنه من المتوقع أن تستمر هذه المحادثات اليوم الثلاثاء.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من مفاوضيه التشديد على عدم السماح بعودة بعض الأسرى الفلسطينيين (مثل أعضاء حماس الذين أدينوا بقتل إسرائيليين ويقضون أحكاما طويلة) إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية عندما يتم الإفراج عنهم بموجب صفقة التبادل المقترحة.
وتقدّر تل أبيب عدد المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة بنحو 134 إسرائيليا من بينهم جنود، في حين يحتجز الاحتلال الإسرائيلي في سجونه ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، وفق مصادر رسمية فلسطينية وإسرائيلية.
ونجحت وساطة قطرية -بدعم مصري أميركي- في التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستمرت أسبوعا تم خلاله إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، من بينهم نحو 80 إسرائيليا.
المصدر : الجزيرة