بقلم: عميره هاس
«من المحظور علينا التحدث معكِ»، قال الجنود، يوم الاثنين، وأظهروا ورقة مكتوبة باللغة العبرية باسم «القائد العسكري – منطقة بنيامين».
وفي مساء الاحد اقتحم الجيش الاسرائيلي أحد المنازل في قرية بيت عور التحتا جنوب غرب رام الله. وأمروا أبناء العائلة باخلاء المحتويات من الصالون، ووضعوا مرحاضا متحركا في ساحة المنزل وعلقوا علمين اسرائيليين على السطح. يسكن في ذلك البيت 11 شخصا، وهو يوجد فوق تلة في جنوب القرية. خمسة أو ستة جنود قاموا باغلاق الباب على أنفسهم في الصالون وبين الفينة والاخرى كانوا يصعدون الى السطح أو يخرجون الى الساحة.
وحسب رواية النساء فانه رغم وضع المرحاض المتحرك في الساحة، إلا أنهم يقومون بقضاء حاجاتهم من الشرفة. إن تحويل منزل فلسطيني الى موقع عسكري هو تثاؤب صحافي. فهم يخفون ذلك من خلال عدم التغطية وبسبب عدم اهتمام الجمهور. خوف الاولاد من البنادق، تشويش حياة العائلة، الاقتحام العنيف.
كل هذه الامور تحولت الى اشياء مفروغ منها في الطريقة التي يصنف كل شيء فيها حسب احتياجات المستوطنين. «أيها السكان الأعزاء، حدثت في الآونة الاخيرة محاولات للتعرض للمواطنين الاسرائيليين من قبل فتيان في منطقتكم»، جاء في الورقة التي قدمها الجنود. «وردا على ذلك تضطر قوات الجيش الى العمل في القرية لمنع استمرار التعرض لأمن المواطنين.
هدف النشاط العسكري للجيش في القرية هو تقليص عدد الحوادث العنيفة ضد المواطنين الاسرائيليين الذين يستخدمون الشوارع ويعيشون في المنطقة، والحفاظ على أمن المنطقة وليس التشويش على روتين حياتكم». الروتين هو: جيبات عسكرية تدخل الى المنطقة متى تشاء، قنابل الغاز والصوت، المواقع العسكرية في المحيط. شارع 443 الواسع الذي أنشئ على اراضي هذه القرية وقرى اخرى تابعة لرام الله ومن المحظور على الفلسطينيين السير فيه.
الشارع وتفرعاته التي تربط الساحل مع القدس ومستوطنات (جفعات زئيف ورموت وغيرها) يرسم منطقة واسعة داخل الضفة الغربية التي تحولت بالتدريج الى خالية من الفلسطينيين باستثناء العمال الذين يعملون في المستوطنات.
بهذه الطريقة يتم فصل التواصل الطبيعي بين رام الله وبين القرى شمال الشارع وجنوبه. الروتين: نحو 36 في المئة من أصل 5650 دونما تابعة للقرية تعتبر مناطق ب (حيث توجد صلاحيات للسلطة الفلسطينية للتخطيط والبناء) والباقي هي مناطق ج.
«دولة اسرائيل» كما يترجم ذلك في موقف الجنود السائد وبمنع البناء أو تعبيد الطرق واستصلاح الطرق الزراعية أو توسيع مخططات البناء. هذا الروتين السيئ تشوش، الخميس الماضي، لأن قوة مشتركة من الجيش والادارة المدنية ومعهم جرافة نجحوا في فرض قوانين خلال ساعتين: في الوادي الذي يقع جنوب القرية تم هدم بئر قديمة للمياه قامت وزارة الزراعة الفلسطينية باستصلاحها. وهدمت ايضا سلسلة مبنية من الحجارة.
وعلى تل مزروع بأشجار الزيتون في شمال القرية قاموا بهدم مبنى صغير وقديم استخدم لتخزين أدوات العمل. وعلى مدخل القرية قاموا بمصادرة كرفان استخدم كمكتب لمحل لقطع السيارات، وتم وضع التراب على خمس سيارات مشطوبة هناك. وصادروا ايضا جرافة متوقفة وكف جرافة وجدوه فوق التل.
ومن اجل التسلية قاموا بهدم بوابة حديدية وتخريب ساحة فارغة على جانب الطريق. «نؤمن أنكم تريدون العيش بهدوء، بدون أي نشاط عسكري في القرية وفي منازلكم»، أنهى القائد العسكري رسالته. «لهذا عليكم ابعاد من ينفذون العمليات الارهابية والعنف... بعمل مشترك يمنع النشاط الارهابي سننجح في التوصل الى السلام في المنطقة». لكن في قاموس السكان وقاموسي أنا، فان تدمير آبار المياه ومصادرة الارض ومصدر الرزق واقتحام المنازل هي عمليات ارهابية.
عن «هآرتس»