تغيرات دراماتيكية حملتها مكالمة بايدن الهاتفية الأخيرة مع نتنياهو، وهي المتعلقة بإدخال المساعدات فورا، حيث اعلن عن ادخال 500 شاحنة يوميا، وفتح معبر بيت حانون "ايريز" لأول مرة منذ الطوفان، وميناء اسدود الدولي.
في أحد خطاباته مؤخراً، أشار السيد حسن نصر الله أن أمريكا تستطيع وقف الحرب على غزة بجرة قلم، وتبين ان هذا صحيح جدا، فها هي تدخل المساعدات بمكالمة هاتفية، بل وتفتح "ايريز" ومعه ميناء اسدود الذي يغني عن الميناء الجديد والطريق البحري من قبرص الذي قررت أمريكا انشاءه مؤخرا ويصبح جاهزا خلال شهرين .
كانت المسألة تتطلب موافقة إسرائيل على ادخال المساعدات بدون اللف والدوران ، آلاف الشاحنات تنتظر عند معبر رفح منذ اشهر طويلة ، عدة مرات عرقل إسرائيليون دخول عدد محدود منها عند معبر كرم أبو سالم ، وعدة مرات قصفت الشاحنات بعد دخولها ، وعدة مرات قصفت الجائعين الذين كانوا ينتظرون وصولها في الميدانين النابلسي والكويتي في شارع الرشيد ، ومؤخرا قصفت عمال المطبخ العالمي من جنسيات أجنبية واستشهد منهم سبعة أشخاص .
في كل مرة تقريبا ، كانت إسرائيل الرسمية تلجأ الى الأكاذيب المختلقة والمكشوفة لتبرير جرائمها ، و كانت أمريكا في كل مرة تصدقها ، ابتدأت بالاونروا التي أخرجوها تقريبا من الخدمة ، بدعوى ان 12 من موظفيها شاركوا في الطوفان ، مرورا بأن الشاحنات قتلت المتدفقين والمتزاحمين في مجزرة دوار النابلسي التي راح ضحيتها نحو ألف جائع بين قتيل وجريح ، وانتهاء بسن قانون الجزيرة التي اتهمت أيضا بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر، ثم جاءت مجزرة عمال المطبخ ، وقالت بانه "خطأ فادح"، ليتبين انه قتل أسود مع سبق الإصرار والترصد ، ووفق الشاباك فانه نتيجة لعدم إلتزام قيادات عسكرية ميدانية بالإجراءات المعمول بها ، وأنه لا يستبعد تكرار ما حدث مع هيئات اغاثية أخرى. لكن نتنياهو قبل ان يذهب رئيس الأركان الى اقالة وتوبيخ عدد من القيادات المسؤولة ، صرح والابتسامة تغطي محياه بأن هذا يحدث في الحروب ، ما جعل مدير المطبخ يرفض الرد على مكالمته .
لم يكن التجويع الممنهج لشعب بأكمله على مدار نصف سنة ، أمام العالم قاطبة ، بما فيه العالم العربي ، الذي وقف فيه نظامه السياسي امام جماهيره ذليلا او عاجزا، شأنا حمساويا ، لكي تضعه على طاولة التفاوض القطرية والمصرية ، أكثر منه قطريا او مصريا او أي نظام عربي آخر، وبالتحديد ، تلك التي تقيم علاقات مع هذا الكيان المجرم ، لقد كانت المسألة التجويعية شأنا عالميا، رغم ان البعض الفلسطيني حمل مسؤولية كل ما يحدث في غزة بما في ذلك التجويع على كاهل حماس، فماذا يا سيد العالم الحر جو بايدن عن قتل الأطفال والنساء والأبرياء وعمال الإغاثة والأطباء والممرضين والصحفيين ، أليس هذا القتل الابادي اكثر خطورة من تدخيل المساعدات ، ام ان أمريكا تريد: اطعموهم ومن ثم اقتلوهم . علّ اطفالنا يقابلون وجه ربهم ببطون ممتلئة ، فيرضى عما تفعلون.