ايها الملتصقون بكراسي السلطة والمصالح !!

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم إبراهيم دعيبس

وأنا أمارس عادة قديمة بدأت امس بتفاهة ما اتابعه من اخبار وتعليقات من خلال الفضائيات الكثيرة، لا انتقاصا من اهمية وقيمة هذه المحطات ولكن من حيث الاخبار المتكررة والمواقف التي فقدت قيمتها ومفعولها.

 

نحن نتحدث عن عالم عربي شاسع المساحة ضخم الثروات غني بالتاريخ القديم وفيه مئات الملايين من السكان، ومع هذا يبدو عاجزا لا حول ولا قوة ، ونجد مثلا ان اليهود في اسرائيل يسيطرون على المنطقة وعددهم بقدر عدد سكان حي من احياء القاهرة ، كما ان يهود العالم وهم قلة صغيرة دوليا، يتحكمون في كثير من الدول والمواقف والسياسات العالمية.

 

ونحن في فلسطين نعاني اكثر من الجميع نتيجة هذه السياسات والمواقف. لقد كان اليهود اقلية صغيرة في بلادنا ومع مرور الوقت تزايدوا وسيطروا ونحن تشردنا ولجأنا وما نزال حتى اليوم والغد القريب، بلا وطن حقيقي وبلا وحدة وطنية، وفي هذه الاوقات تحديدا، نحن نعاني من الانقسام بين فتح وحماس، ونتائج ذلك بين غزة والضفة.

 

ويتساءل المواطنون الصادقون والمخلصون لارضهم ووطنهم لماذا هذا الانقسام ولماذا هذه التفاهة السياسية والركض وراء المصالح الفردية او الفئوية السخيفة، بينما الوطن يعاني، والكل يرى ذلك، والمستقبل يبدو مظلما ولو على المدى القريب، ونحن نردد الاناشيد والاقوال والمواقف التي عفى عليها الزمن وماتت اهميتها كما مات الذين قالوها.

 

وحتى لا يفهم احد هذا الكلام فهما خاطئا فهو ليس موجها الى احد من القيادات او المسؤولين او من يعنيهم الامر، وانما هو قول يفرضه الواقع والمطلوب فعله لعل من بيدهم القرار ان يتخذوا القرار الصحيح الذي يريده الشعب وهو في ابسط مظاهره ، اجراء انتخابات في كل المواقع الفلسطينية، حيث يختار الشعب من يريد ومن يثق به لقيادته، وبعد كل فترة تتم انتخابات جديدة ليقول الشعب كلمته.

 

ان التصاق من يصل الى القيادة بكرسي السلطة، والتحكم والمصالح من اكبر الجرائم بحق هذا الشعب وارادته ومستقبله، وهؤلاء الذين يرددون ويكررون الخطابات والتصريحات الجوفاء والتي لم يعد احد يستمع اليها او يهتم بها، صادروا جزءا من معاناة هذا الشعب والاهمال المطلق لمطالبه وحقوقه وبالتأكيد مستقبله..!!

 

اعرف ان هذا الكلام لن يعجب الكثيرين من اصحاب الكراسي والسلطة، وهذا لا يهمني ابدا ولا اهتم به او حتى افكر فيه، لاني اعرف ان اصحاب الكراسي لا يريدون سوى سماع من يمدحهم ويضخم مواقفهم التافهة.!

 

تبقى كلمة اخيرة وأشك في وصولها الى من يعنيهم الامر، وهي ان انتفاضة الشعب الصابر المكافح هي الحل وهذه الانتفاضة ليست ضد الاحتلال فقط ولكنها ضد هؤلاء الذين يخدمون الاحتلال من فوق الكراسي التي يتحكمون فيها ويلتصقون بها بينما مياه الاحتلال تكاد تجرف كل شيء، ما عدا التعداد السكاني الصابر الصامد والذي يظل نواة التحرك الحقيقي نحو المستقبل سواء طال الزمان ام قصر ..!!