ملفت للنظر والتوقف عنده، تصريح مهم لشخصية إسرائيلية لا تقل أهمية عن التصريح، من ان "تشبيه حماس بداعش خطأ". هذه الشخصية هي غيورا آيلاند مستشار الامن القومي الإسرائيلي السابق واحد جنرالات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي "الذي لا يقهر" و"الأكثر أخلاقا في العالم"، وقد قهر في السابع من أكتوبر الماضي والرابع عشر من نيسان الجاري، اما بالنسبة لأخلاقه ، فقد ثبت انها كانت كالملابس، خلعها في وحول غزة على مدار سبعة أشهر .
كان نتنياهو هو اول من أطلق هذا الوصف على حماس بعيد عمليتها في السابع من أكتوبر، حيث قتل الأطفال واغتصاب النساء واحراقهم ..الخ ، ثم قام الرئيس الأمريكي "الصهيوني" على حد وصفه لنفسه، بتكرار الوصف، وكرّت المسبحة، فلم يبق هناك من مسؤول غربي لم يذهب لتكرار الجملة.
أولا : ان اعتبار تشبيه حماس بداعش خطأ من وجهة المستشار أعلاه ، يعني انتفاء التهم التي نسبت لحماس يوم تنفيذ كتائبها طوفانهم، وهذا يتطلب تحقيقا من الدولة العميقة لمحاسبة من اختلق كل هذه الافتراءات والاكاذيب، التي وصلت بإحداهن ان تقول انها اغتصبت سبعين مرة، وبأحدهم يقول انه رأى ثمانية أطفال بدون رؤوس معلقين على حبل غسيل.
ثانيا : لو كان لدى الشعب الفلسطيني شك صغير ان كتائب القسام بقيادة محمد ضيف (محليا وفلسطينيا) وحسن نصر الله (إقليميا) ، قد قاموا بمثل تلك الممارسات المزعومة ، لكنا اول من يربأ بهم وبنضالهم الكاذب، ولاعتبرناهم قبل غيرنا دواعش يستحقون النبذ والمقاطعة والملاحقة.
ثالثا : اذا لم تكن حماس هي داعش، وفق المستشار أعلاه ، فمن هو الداعش؟ لندقق قليلا فيما فعلته داعش في المنطقة العربية ، وما فعلته إسرائيل في غزة وما زالت، قتل الأطفال تحت ردم منازلهم، والتجويع الشامل ، والإبادة الجماعية، وتصريحات وزراء مسؤولين، من "القنبلة الذرية" الى قطع الماء والغذاء والكهرباء وحتى الدواء ، وآخر ما حرره الوزير بن غفير لتفادي ازدحام السجون هو اعدام الاسرى الذين يعانون اليوم تعذيبا شديدا يموتون تحته، وتجويعا ممنهجا يعرضهم لامراض قادمة لا محالة .
رابعا : في تسلسلنا للمسألة الداعشية، فإن ايران ومعها موسكو وحزب الله الداعمين لحماس ، اسهموا اسهاما مباشرا في القضاء على داعش في العراق وسوريا (داعش تعني بالاختصار دولة العراق و الشام)، أما أمريكا الداعمة لإسرائيل، فقد صرحت وزيرة خارجيتها السابقة هيلاري كلينتون ان بلادها هي من اوجدت داعش. وحين تكون أمريكا هي التي أوجدت ، فإن إسرائيل تقوم بالاحتضان والدعم والتنسيق وحتى التطبيب في مستشفياتها . لقد حكم على الناشط الجولاني صدقي المقت 14 سنة لأنه نجح في التقاط صور لجرحى من جبهة النصرة يتعالجون في إسرائيل .