أظهر مقطع فيديو انهيار مئذنة أحد المساجد الكبرى بولاية تشانكيري وسط تركيا، بسبب الرياح القوية التي ضربت الولاية أمس السبت.
وظهر في الفيديو سقوط إحدى المئذنتين بمسجد "بادمليك" الواقع في شارع "طاش" بمنطقة "عبد الخالق رندا" بولاية تشانكيري بسبب الرياح الشديدة، إذ ألحقت القطع المنهارة من المئذنة أضرارا بالمحال التجارية والمركبات في المنطقة المحيطة.
وفيما لم تحدث خسائر في الأرواح أو إصابات في الحادثة، تسببت الرياح القوية في اقتلاع الأشجار، كما سحبت الخزائن والمتعلقات وحاويات القمامة بعيدا عن أماكنها، فيما تحطمت نوافذ بعض المنازل.
وأفادت صحف تركية محلية بأن فرق البلدية بدأت بإزالة أنقاض المئذنة المنهارة، فيما اتخذت قوات الأمن احتياطاتها في المنطقة التي وقع فيها انقطاع التيار الكهربائي.
من جانبه، قال عمدة تشانكيري إسماعيل حقي إيسن، للصحفيين بعد جولة أجراها في المنطقة، إن "المئذنة انهارت بسبب الرياح القوية. هناك أيضا مشكلة في المئذنة الأخرى، فهي تهتز، ولهذا السبب اتخذنا احتياطاتنا خوفا من أن تسقط عليهم أيضا، لا سمح الله".
وأكد إيسن إنهم توقعوا رياحا، لكنهم لم يتوقعوا أن تكون بهذه القوة، مضيفا "سقطت أشجارنا في المدينة. لقد أغلقنا الأماكن العامة والقلعة. جميع فرقنا في الميدان، تزيل الأشجار المتساقطة".
وحذر إيسن من تعرّض الهياكل، خاصة تلك الموجودة على الأسطح، للتفكيك أو الانهيار، قائلا "نحذر المواطنين من الخروج، هذه كارثة، أسأل الله أن يجيرنا من الأسوأ. جميع فرقنا موجودة في الميدان، ونحن نعمل من أجل سلامة حياة مواطنينا"
وفي منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قال "كنا في الميدان بـ46 سيارة وآلة عمل و152 فردا، وجميع مديري الوحدات. لقد وقفنا إلى جانب 439 من مواطنينا الذين تواصلوا معنا للتخفيف من شكاواهم".
وأضاف "أتقدم بأطيب تمنياتي لجميع المواطنين المتضررين من الكارثة التي تسببت في وقوع إصابات وأضرار مادية".
أبرز معالم ولاية تشانكري
وتعد تشانكري إحدى ولايات منطقة وسط الأناضول، وتتألف من 12 مدينة عاصمتها مدينة تشانكري، وتبلغ مساحة الولاية الإجمالية 7 آلاف و388 كيلومترا مربعا، بتعداد سكاني يقدر 200 ألف نسمة.
واحتضنت تشانكري العديد من الشعوب والحضارات، كالحضارة الحثّية، ومملكة بونتس، والإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية، وبعدهما الدولة السلجوقية، وفي عام 1417 تم ضمها إلى أراضي الدولة العثمانية.
وتضم الولاية العديد من المعالم التاريخية والأثرية البارزة، مثل بحيرة ألب صاري، التي تعد الأكبر في الولاية، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية قرابة 227 ألف متر مربع، وترتفع 890 مترا فوق سطح البحر.
وتوجد في الولاية أيضا شجرة السنديان الضخمة الشهيرة باسم "كوجا ميشه"، وتقع في قرية "كاراجا أوزو" التابعة لمدينة "يبرقلي"، ويبلغ ارتفاعها مع أغصانها قرابة 15 مترا.
ويرجح أن عمر الشجرة نحو 500 سنة، وأنها أقدم شجرة سنديان في العالم، وتم إعلانها تحت الحماية عام 2006، كما تستوعب 400 شخص بإمكانه الجلوس تحت ظلالها.
كما تضم الولاية بحيرة السمك "باليك غول" التي تقع في قرية "إليبنار" التابعة لمدينة "أتكاراجالار"، ومغارة الملح "توز مغارة سيه" التي تحوي الكثير من الصواعد والهوابط الملحية والكلسية، وأكبر احتياطي ملح صخري في تركيا، بالإضافة إلى أنها تعد مصدرا لشفاء كثير من الأمراض، خاصة مرض الربو.
ومن أبرز معالم الولاية جسر بيرم أورن التاريخي الخشبي فوق نهر "ميلان"، ويقدر عمره بنحو 250 سنة، ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر.
بني الجسر من الخشب، وهو بطول 4.4 أمتار وعرض 3.9 أمتار، وتم ترميمه سنة 2002.
أيضا هناك متحف تشانكري الذي فتح أبوابه للزوار منذ عام 1983، وتعرض فيه آلاف القطع الأثرية والتاريخية والتراثية، وأيضا هناك قلعة تشانكري التي لم يبقَ منها سوى بعض الآثار كالأسوار المبنية من أحجار المولوز والطوب.
ويوجد بداخل القلعة ضريح القائد السلجوقي المشهور "كاراتكين" الذي فتح ولايات تشانكري وكاستامونو وسينوب، وتوجد في الولاية أيضا مقابر سقالي الحجرية، وهي عبارة عن مقابر أثرية تعود إلى الحقبتين الرومانية والبيزنطية، كان القرويون يستخدمونها لأغراض مختلفة، وتقع في قرية "سقالي" التابعة لمدينة "أورطا".
كما تضم الولاية مقابر إنداغ الحجرية في مدينة "إلغاز" على أطراف قرية "إنكوي"، وهي عبارة عن مقابر محفورة داخل الصخور تعود إلى العهدين الروماني والبيزنطي، كما تحوي المنطقة أيضا بقايا أثرية تعود للحقبة البيزنطية مثل الكنائس والمغارات والمنازل.
المصدر : الجزيرة + الصحافة التركية + مواقع التواصل الاجتماعي