الحكومة التركية والحزب الحاكم التركي ينظرون إلى ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية بوجه خصوص بعدة عيون وليس بعين واحدة .
فأمامهم الحلم التركي القديم بعودة الامبراطورية العثمانية التي اندثرت على يد أتاتورك وتم تحويل تركيا إلى دولة علمانية خالصة .
ولكن في السنين الأخيرة عاد الشعب التركي لينتخب أحزاب إسلامية لتصل هذه الاحزاب الى سدة الحكم وكان اخرها لفترتين متتاليتين حزب رجب طيب أردوغان الذي يمر بحالة من الشوزوفربنبا "انفصام الشخصية" ، فله عين على الحلم القديم وعين على الاتحاد الاوروبي وعين على تكتل سني في المنطقة مقابل التكتل الشيعي ، فهو يعمل على عدة جبهات بالمقابل أعداء هذا النهج في تركيا لا يتركونه يقوم بالعمل على هذه الجبهات بدون منغصات والدليل على ذلك ، التفجيرات التى تحصل بين الفينة والاخرى في المدن التركية .
لذلك يمكن هنا ان نتسائل أي الاهداف الاهم الان للحزب الحاكم في تركيا .. هل عودة اسلمة المجتمع التركي مقابل التخلي عن الانضمام للاتحاد الاوروبي .. لان هذا الاتحاد من المستحيل ان يضم تركيا إلى الاتحاد طالما يوجد بها حزب حاكم مثل حزب اردوغان في السلطة .
سيكون من تبعيه هذا المنهج دخول تركي في صراعات عسكرية خارجية قد تكون روسيا طرفاً فيه إذا حاولت تركيا التدخل المباشر في سوريا .
أيضاً سيكون على تركيا خلق محور جديد يضمها مع السعودية ودول الخليج وقد تكون اسرائيل ولكن بطريقة غير مباشرة وذلك لمواجهة المعسكر الشيعي الذي يتزعمه ايران وحزب الله ونظام الاسد وبعض القوي الاخرى المحسوبة على محور المقاومة اللبنانية وهذا الاتجاه لا يمكن لتركيا العمل به طالما لم تأخذ ضوءاً أخضراً من امريكا .. !
هذا على الجانب السوري .. أما الجانب العراقي فتركيا تواجه محورين مهمين وهما حزب العمال الكردستاني الذي يتبني نهج الكفاح المسلح ضد تركيا .. والحكومة الشيعية العراقية .. التي تتهم تركيا بأنها تتدخل في شئونها الداخلية وذلك عن طريق دعم السنة المتمثل في الاحزاب الدينية مثل داعش والنصرة وبقايا الحزب الحاكم البعثي ضد الحكومة الشيعية في العراق ؟
خلاصة القول ، هل ما يحدث في تركيا داخلياً وخارجياً بعيداً عن محور التحالفات التى تمر بها المنطقة وخصوصاً بعد التدخل الروسي المباشر في المنطقة .. ؟
وهل تركيا ستنجح في مسعاها لأسلمة المحور التركي وما دور القوى الاخرى الموجودة في المنطقة التي كانت محسوبة على التيار الديمقراطي .. أما ان هذا التيار قد مات ويحتاج إلى غرفة انعاش .
الأهم من كل ما سبق أين القضية الفلسطينية من كل ما يحدث على تخوم فلسطين الشرقية والغربية ... هل ستحاول تركيا خلق منفذ لها من خلال غزة نحو افريقيا .. ؟
كل هذه الاسئلة سيتم الاجابة عليها حسب الدور الذي تقوم به روسيا في سوريا .. !!