النرجسية هي الإفراط في حب الذات والاهتمام بالمظهر الخارجي، والتفاصيل الجمالية. ومن أعراضها الغرور والتكبر والتفاخر الزائف، والإعجاب بالنفس حد العشق، والتمركز على الذات .
جاءت تسمية (النرجسية) من أسطورة يونانية تحكي قصة الصياد «نرسيس»، الذي وقع في حب نفسه بعد أن رأى انعكاس وجهه الجميل على صفحة الماء، فظن أنه شخص آخر وظل يناجيه ويغازله، ويحدق فيه ويحاول الوصول إليه حتى غرق، ومات في النهر. ومن هنا جاءت تسمية زهرة النرجس التي تشير الأسطورة بأنها نبتت على النهر بعد موت «نرسيس»؛ لذا نراها تتجه دائماً نحو الضوء.
حذرت دراسة أجرتها مؤخراً الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية National Academy of Sciences أولياء الأمور من عواقب التعامل مع الطفل بطريقة تشعره بأنه استثنائي ومميز، ولا مثيل له، وأنه أفضل من أقرانه؛ لأن هذا السلوك كما تقول الدراسة يمكن أن يشجع الطفل على أن يكون أنانياً ونرجسياً في المستقبل
أنتم قدوة
اعتمدت الدراسة المصدقة، والمنشورة في مجلة US journal على عينة من 565 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً خضعوا مع أولياء أمورهم لتجارب واختبارات وجلسات مطولة على مدى سنة ونصف، وخلصت إلى أن الأطفال الذين يصفهم أولياء أمورهم بأنهم «فلتة زمانهم»، وأفضل من غيرهم، ويستحقون أشياء إضافية في الحياة أكثر من أقرانهم قد حصلوا على نقاط أكثر في اختبار الأنانية، مقارنة بالأطفال الذين تربوا في كنف عوائل لا تكرر أمامهم عبارة «أنتم استثنائيون وأفضل من غيركم». و«أنتم قدوة ومثال رائع وعلى بقية الأطفال اتباعكم والسير خلفكم».
تضخيم الأنا
يضيف البروفيسور: ثمة خيط رفيع بين التشجيع، والتعامل بدفء مع أطفال العائلة وتقوية الثقة بالنفس، واحترام الذات والإطراء العقلاني، وبين تضخيم الأنا وإذكاء الغرور، وحب الذات المفرط (الإيغو)، والأنانية والنرجسية. فالطفل الواثق من نفسه والمحترِم لذاته لا يرى نفسه أفضل من الآخرين، ولا يميز نفسه عن الجماعة، ويكون سعيداً في حياته؛ لأنه يحب نفسه كما هي، أما الطفل الأناني والنرجسي فإنه يجهد نفسه، ويتعب عقله من أجل أن يكون مختلفاً ومتميزاً واستثنائياً، حتى لو خسر كثيراً من الأصدقاء والرفاق.
لستم ملومون
هذه الدراسة لا تضع المسؤولية بشكل كامل على أولياء الأمور، وترى أنهم ليسوا وحدهم الملومين في هذا الجانب؛ لأن الأنانية والنرجسية هي من الصفات الشخصية، التي تتكون لدى الإنسان نتيجة عوامل متعددة، منها البيئية والوراثة، لكن سلوك أولياء الأمور السلبي يمكن أن يفاقم من هذه الصفات. وبدلاً من رفع درجة احترام الذات لدى الطفل فإنهم يساهمون دون قصد في رفع درجة الأنانية .
أسباب حتمية
في هذا الصدد عدد البروفيسور «براند بشمان» المختص في علم النفس والعلاقات العامة في جامعة أوهايو Ohio State University والذي قاد هذه الدراسة، نتائج قولك ذلك لطفلك:
-قد يصدق الطفل ما تقولينه له، وتدخل كلمات الإطراء المبالغ بها إلى عقله.
- تؤثر على حياته سلبياً في المستقبل؛ لأنها تجعل منه شخصاً أنانياً ونرجسياً لا يساهم كثيراً في النشاطات الاجتماعية.
- لن ينجح أحياناً في العلاقات العاطفية والحياة العائلية.
- قد يميل في بعض الأحيان للعنف حين يصادف من يقلل من شأنه، أو يناقش مسألة تميزه