رأى محللون سياسيون، أن حركة حماس ستتبع استراتيجية جديدة في التعامل مع الرهائن المحتجزين لديها، بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة التي أدت لتحرير 4 منهم في مخيم النصيرات.
وتمكنت إسرائيل في عملية عسكرية كاسحة وصفت بـ "المعقدة" من تحرير 4 رهائن، شارك فيها الجيش والشاباك والشرطة، خلفت مئات القتلى والجرحى الفلسطينيين.
وردًا على ذلك، أكدت حماس أن "ما أعلنه الجيش الإسرائيلي لن يغير فشله الاستراتيجي، وأنها ما تزال تحتفظ بالعدد الأكبر من الأسرى والمحتجزين، وهي قادرة على زيادة عددهم"، مبينة أن ذلك سيدفعها لاتخاذ إجراءات قاسية.
وذكرت الحركة، أن العملية الإسرائيلية ذاتها "قتلت 3 أسرى أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية".
استراتيجية جديدة
ورأى المحلل السياسي يونس الزريعي، أن "العملية الإسرائيلية أحرجت حماس أمام حلفائها وأمام الجمهور الفلسطيني"، لافتًا إلى أن ذلك يجبر الحركة على اتباع استراتيجية جديدة بشأن الرهائن.
وقال الزريعي لـ"إرم نيوز"، إن "المحتجزين الإسرائيليين في غزة تحولوا لعبء ثقيل جدًا على الجناح المسلح لحماس، خاصة وأن عناصره غير قادرين على تأمينهم، حيث إن هذه هي المرة الثانية التي تتمكن إسرائيل من الوصول لرهائن".
وأوضح أن "الاستراتيجية الجديدة التي ستتبعها حماس تتمثل في نقل الأسرى لأماكن ترى أنها أكثر أمانًا، كما أنها ستعمد لعدم إبقائهم بنفس المكان لفترة طويلة من الزمن، وهو الأمر الذي سيزيد من الأعباء الأمنية على الحركة".
وأضاف: "بتقديري حماس تواجه مأزقًا كبيرًا للغاية فيما يتعلق بتأمين الرهائن وضمان عدم وصول أجهزة الأمن الإسرائيلية إليهم، كما أن تكلفة تحرير أي منهم عالية جدًا بالنسبة للفلسطينيين، حيث إنها تؤدي لسقوط عدد كبير من الضحايا في كل مرة".
خيارات محدودة
بدوره، رأى المحلل السياسي علي الجرباوي، أن "عملية تحرير الرهائن وضعت حماس أمام خيارات محدودة للغاية، خاصة وأنها لن تتمكن من الاحتفاظ بهم لفترة أطول من ذلك، نظرًا لعددهم الكبير وطبيعة الحرب الدائرة في غزة منذ أشهر".
وقال الجرباوي لـ"إرم نيوز"، إن "حماس ستكون مضطرة لتقديم تنازلات كبيرة للغاية خلال مفاوضات التهدئة أمام تعنت إسرائيل، التي ترغب بزيادة الضغط العسكري على الحركة لتحرير المحتجزين"، مبينًا أن الحركة "ستقبل بثمن قليل جدًا مقابل الصفقة المحتملة لتبادل الأسرى".
وأوضح أن "المعطيات الجديدة التي فرضتها العملية العسكرية بوسط القطاع ستدفع حماس للتجاوب مع مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تبادل الأسرى؛ إلا أن إسرائيل ستظهر مواقف متشددة بالمفاوضات".
وأشار إلى "إمكانية تكرار العملية ذاتها وتحرير مزيد من الرهائن".
وحسب المحلل السياسي، فإن "السياسة المعقدة التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زادت من أعباء الحركة، وجعلت من ملف الأسرى الملف الأكثر إرهاقًا لحماس، والحركة تواجه صعوبة في تأمين الرهائن، ومنع سقوط عدد كبير من الضحايا في أي عملية لتحريرهم"