انتهى زمن الدول العظمى .. وأعظم دولة تلك التي تحترم مواطنيها

تنزيل (19).jpg
حجم الخط

بقلم  د. ناصر اللحام

 




في عصر الذكاء الاصطناعي سقطت الأقنعة وصارت المعلومة الدقيقة الصحيحة بين يدي الناس وفي الوقت المناسب . وليس سوى الحمقى يشترون كذب الحكومات ورياء مثقفي البطالة وفتاوى شيوخ السي أي ايه !!


باعتراف الولايات المتحدة انها لم تخض قتالا حقيقيا منذ الحرب العالمية الثانية كما يحدث على سواحل اليمن . اما البحرية الإسرائيلية " المدللة " بالزي الموحد والميزانيات الضخمة والدعم الفرنسي والغواصات النووية الألمانية . فقد بدت في هذه الحرب مثل كلب " شيواوا " لا تجرؤ على الدخول في حرب مع أي قارب مسلح ، ولا بطولات عندها سوى اغراق قوارب الصيادين العزل على شواطئ غزة .
نستمع الى ما يقوله قادة أمريكا فلا نعرف هل هم دولة عظمى ام مراسلون يعملون في شبكة سكاي نيوز . حتى وزير الدفاع الأمريكي لا ينجح في تجميع ثلاث عبارات مترابطة مثل رئيسه المندهش دائما!!.
روسيا صرنا نسمع عنها ولا نراها في الشرق الأوسط ، أخرجت نفسها من المشهد في هذه الحرب ، وليس مثل حرب 1982 في لبنان حيث كانت حاضرة في كل نشرات الاخبار . اما الصين فهي مشغولة بتجارتها ومشهورة بسور صمتها " العظيم " .
في هذه الحرب عادت جميع الاحجام الى طبيعتها . وكل دولة وكل تنظيم حصل على مقاسات حجمه ، وعرفنا حجم كل امير وكل غني وكل مفكر وكل محلل وكل جهاز وكل عائلة وكل وسيلة اعلام وكل بنك وكل رجل اعمال وكل مؤسسة وكل جالية وكل معارض وكل موالي وكل فرد من الافراد اخذ حجمه الطبيعي الذي يستحقه وظهرت الوجوه من دون ماكياج .

في يوم قريب ان شاء الله تتوقف الحرب .. وننسى كل الم ونحمل الذكريات القاسية معنا طول العمر ، ولكننا لا ننسى الاحجام الطبيعية التي اكتشفناها في اصعب الأيام ، الاحجام الحقيقية للدول والأنظمة وللأحزاب وللأفراد وللأفكار أيضا .
كل عام وغزة بخير واهل غزة بخير .
يا اهل غزة لا أحد يستحق الخير والعيد مثلكم.
ونحن أيضا لسنا بخير .