عقَّب عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني؛ على مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر شابًا فلسطينيًا مصابًا يُستخدم كدرع بشري مربوطًا في مقدمة مركبة عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين.
وقال دلياني؛ في تصريح وصل وكالة"خبر": "إن هذا المشهد المؤلم يوضح نمطًا إجراميًا من انتهاكات حقوق الإنسان التي يعاني منها شعبنا بشكل دائم على يد دولة الاحتلال الإسرائيلي"؛ مُضيفاً: "هذه الجرائم الوحشية ليست حوادث معزولة بل جزءًا أساسيًا من سياسة احتلالية إسرائيلية مُنظمة تهدف إلى قمع شعبنا الفلسطيني وتجريده من إنسانيته".
وأضاف دلياني: "منذ النكبة في عام 1948، بما في ذلك احتلال غزة في عامي 1956-1957، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا المدنيين من أبناء شعبنا كدروع بشرية لحماية نشاطاتها العسكرية العدوانية، بما في ذلك استخدام الأطفال الأبرياء.
وكشفت تقارير دولية موثقة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية في أكثر من 1200 حالة في الانتفاضة الثانية فقط، بما في ذلك ربط طفل عمره 13 عامًا بمركبة مدرعة وإجبار المدنيين على القيام بمهام عسكرية خطيرة".
وأشار إلى أنه رغم إنذار المحكمة العليا الإسرائيلية لجيش الاحتلال في عام 2002 والحكم الصادر في عام 2005 الذي يحظر هذه الممارسة اللاإنسانية، فقد استمر جيش الاحتلال في ارتكاب جريمة الحرب هذه دون انقطاع.
ولفت إلى أن منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش قد أبرزتا هذه الانتهاكات في العديد من التقارير التي اثبتت انه في عام 2002، لم يكن استخدام القوات الإسرائيلية للدروع البشرية خلال معركة جنين حالة استثنائية أو حوادث جانبية، بل كان تكتيكًا عسكريًا معتمدًا من قبل قيادة الاحتلال.
وأوضح دلياني؛ أنه في السنوات الأخيرة لم تشهد هذه الممارسات الوحشية أي تراجع. مضيفاً أنه خلال عدوان دولة الاحتلال على غزة في عام 2008-2009 وعدوان عام 2014 وحتى حادث مايو 2022 الأخير الذي شمل فتاة عمرها 16 عامًا في جنين، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل منتظم المدنيين من أهلنا، بما في ذلك الأطفال، كدروع بشرية أثناء العمليات العسكرية.
وختم دلياني حديثه؛ بالقول: "إن جرائم الحرب الإسرائيلية هذه لا تُعد مجرد انتهاكات للقانون الدولي، بل هي إهانة للإنسانية"؛ مُشيراً إلى تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة وثّق بالأدلة خمس حالات تم خلالها استخدام أطفالنا كدروع بشرية في عمليات عسكرية عدوانية في الضفة الغربية المحتلة خلال الثمانية أشهر الماضية فقط.