بعد مرور 278 على الحرب العدوانية الشاملة ضد فلسطين، كيانا وشعبا وهوية، خاصة في جنوبها حيث تمارس الفاشية اليهودية كل مظاهر الإبادة الجماعية وجرائم حرب، يثير موقف إعلام "الرسمية الفلسطينية"، بكل مكوناتها منظمة وسلطة، الحيرة السياسية خاصة في تعامله مع مسارها وكأنها "أحداث" يتم نقلها ضمن "مواصفات خاصة"، خالية من روح الانتماء الوطني.
لعل الإذاعة والتلفزيون لهما حضور باللغة العربية في التغطية قدر ما يمكنهما الوصول، في ظل مقيدات العمل الخاصة، رغم ما تمتلك المؤسسة العامة من "إمكانيات" متوفرة لا تستخدم بكامل طاقتها في المشاركة العملية لخدمة الرواية الفلسطينية.
من أبرز الملاحظات التي تثير علامات الاستفهام، غياب مؤتمر صحفي يومي بكل اللغات حول مجريات الحرب الشاملة، وربطها في سياق خلق رؤية سياسية لما تقوم به دول الفاشية اليهودية، نحو تدمير المشروع الوطني والكيانية وطمس الهوية مقابل مشروع تهويدي عام، مؤتمر يومي ليس لتعداد الأرقام وتفاصيل الحرب بل لاستخدامها سياسيا في سياق هدف محدد.
كيف يمكن أن تختفي المؤتمرات الإعلامية اليومية، باللغات غير العربية، كي تكون الرسالة مباشرة من فلسطين إلى العالم برؤية فلسطينية، وليس نقلا للأحداث عالميا برؤية حزبية أو غير فلسطينية، كما هو مع غالبية وسائل الإعلام الأجنبية، بل والعربية، خاصة من لها "حسابات عداء مع الوطنية الفلسطينية"، وتخدم مشروعا تضليلا منذ زمن، كما كانت يوما أداة لخدمة مشروع الظلام الأمريكي.
كيف يمكن لتنفيذية منظمة التحرير، المفترض أنها ممثلا شرعيا وحيدا كاملة الأركان لا وجود لها مطلقا بالمساحة الإعلامية، حول ما يحدث فوق أرض الوطن جنوبا وشمالا ووسطا، منظمة خالية من أي بصمة للتأثير على مسار الأحداث تمنح المتابع ما يمكن اعتباره موقفا مميزا، ليس تائها، وهي التي كانت حاضرة بأشكال مختلفة، والغريب أنها لا تمتلك قسما إعلاميا لها، مكتفية بما يقرر لها من مكتب الرئيس عباس كمساحة في المؤسسة الملحقة به.
وبالتبعية، غياب كامل للمجلس الوطني الفلسطيني، رغم أنه قد يكون الأكثر قدرة على التفاعل والتأثير لو تم التعامل معه كبرلمان وطني عام، من خلال رئاسة ولجان، ولكنه اختزل دوره وحضوره عبر بيانات متفرقه بين حين وآخر، وتعليقات غالبا لا يتم الانتباه لها وسط بيانات الكلام العديدة.
قبل سنوات وخاصة في زمن السلطة الأول، ما بين 1994 – 2004، كانت الحركة الإعلامية الفلسطينية العامة يرتبط مسارها ومضمونها وفق رؤية وطنية عامة، رغم انتشار الروايات الحزبية والخاصة ورواية البدائل، لكن التفاعل أساس مرتبط بأصل الحكاية وليس هوامشها، وهو ما بدأ الآن متعاكسا تماما، فالرسمية وإعلامها بات هامشي جدا في التأثير على مسار الرواية الفلسطينية، ليس بلغات أجنبية فقط، بل باللغة الأم، لأنه يتعامل مع أخطر حرب العدوان بـ "طريقة الشوكة والسكين"، وليس أصل الرواية كفدائي مقاتل.
ربما، لا زال الإعلام الخارجي للثورة الفلسطينية علامة بارزة من علامات الكفاح الوطني، كان تأثيره يفوق جدا قدرته الخاصة، دون الحديث عن "إمكانيات" بل كان الدافع مرتبطا بالهوية الوطنية ودوافع الفعل الثوري، ما يفرض ضرورة مناقشة الدور والمهمة، ومعنى الحضور اليومي بلغات متعددة، وبتكامل بين الحدث والموقف، بين أركان المنظومة السياسية كاملة.
إمكانيات إعلام الرسمية يفوق كثيرا ما لوسائل إعلامية لها تأثير أضعاف مضاعفة عنه، لكن الفرق في الهدف والدور والمهام، هل هو لخدمة الوطن العام أم لخدمة رغبة فريق خاص وشخص خاص، التفكير فيما يجب أن يكون من دور ومهام وحضور للإعلام الرسمي الفلسطيني ليس ترفا في وقت ضائع، بل هو الضرورة في الزمن الأخطر على مستقبل المشروع الوطني، أرضا وهوية وكيان.
ملاحظة: مكالمة رئيس فرنسا الشاكية لدعم وزراء حكومة الفاشية اليهودية لفاشيي فرنسا بتسوى حقها مصاري سياسية كتيرة لو كان في ناس قادرة تستفيد منها..الهدايا السياسية تتناثر حول الرسمية الفلسطينية لكنها مصرة أن تبقى في "إجازة وطنية" و"النوم بالبصل"..ما حدا يشتمها مش مستاهلة.
تنويه خاص: عيب جدا بل عار جدا على كل فلسطيني أو مدع انه فلسطيني تبرير جرايم البعض الحمساوي في غزة بالاعتداء على الناس ضربا فاشيا وسرقة أملاك الناس وأموال بنوك.. قال مش وقت الحساب..طيب يا "متذاكين" اطلبوا منهم يبطلوا الفضايح..التبرير فعل مسموم في جسد الوطنية بدون فذلكات مرتبطة بمصالح مفضوحة.