يدل اختيار السنوار بإجماع الأصوات على أن الهدف الأساسي من اغتيال هنية لم يتحقق، وهو ردع حماس.
السؤال الأول: من الرجل القوي في حماس بعد اغتيال إسماعيل هنية؟ الجواب الذي لا خلاف كبيرا عليه يحيى السنوار، وهذا يعني أنه يستحق والقرار شرعي.
السؤال الثاني: هل التراتبية التنظيمية واللوائح الداخلية تسمح له بتولي هذا المنصب؟ الجواب نعم، كونه نائب هنية مسؤول قطاع غزة، ولأن نائب هنية كان الشهيد صالح العاروري.
السؤال الثالث: هل نمر في مرحلة حرب أم سلام أم حرب مفتوحة على صفقة قريبة؟ الجواب نمر في مرحلة حرب القول فيها للميدان، ولن نكون أمام صفقة إلا بعد حدوث متغيرات، أهمها كسر إرادة حكومة نتنياهو تحت ضغوط داخلية وخارجية، وهي حتى الآن غير كافية، ومن غير المرجح أن تصبح كافية بسرعة، وإذا حدث ما هو غير متوقع فعندها لكل حادث حديث، وتحت تأثير استمرار صمود المقاومة وتصاعدها وتكبيدها الاحتلال خسائر أكبر لا تقوى إسرائيل على تحملها، وهذا بحاجة إلى وقت.
ليس من الصحيح أن الصقور ورجال الحرب لا يصلحون أو لا يقدرون على صنع السلام، بل برهنت التجارب عبر التاريخ على اختلافها أن الصقور أقدر على صنع السلام، وأن الحمائم عاجزون على الأغلب عن الدخول في حرب وصنع السلام.
السؤال الرابع: هل يستطيع السنوار وهو في الأنفاق قيادة حماس؟
الجواب هناك مسائل يستطيع اتخاذ قرار بها، وهناك مسائل وقضايا يمكن أن يقوم بها نوابه وبقية أعضاء المكتب السياسي.
هناك محللون يريدون أن يبقوا في المنطقة الآمنة (safe side)، ويقولون الشيء وعكسه، في الوقت نفسه، عند تفسير أحداث حاصلة أو يمكن أن تحصل، والذين يرددون يمكن أن تحدث حرب إقليمية ويمكن ألا تحدث، أو أن اختيار السنوار انتحار ويغلق باب المفاوضات ثم يقولون بعد ذلك مباشرة أنه قادر على الحسم واتخاذ قرار بالمفاوضات بخصوص إتمام الصفقة.
نعم، يجب رؤية كل العوامل الثابتة والمتغيرة والسيناريوهات المختلفة، بما فيها سيناريو البطة السوداء، ولكن يجب توزين كل سيناريو، وتحديد هل هو مرجح أو مستبعد أو محتمل أو غير محتمل، ورؤية المتغيرات عندما تحصل، وتأثيرها في احتمالية كل سيناريو خاصة المتغيرات غير المتوقعة.