يعد ستيفن كاري نجم فريق غولدن ستايت ووريورز المنتمي للدوري الأميركي للمحترفين لكرة السلة أحد الرياضيين الأكثر نجاحا وتسويقا في الولايات المتحدة الأميركية.
وأسهم إشعاع الأميركي كاري صاحب الموهبة الفذة وأفضل الرياضيين في العالم، في جلب صفقات رعاية مربحة لعلامة تجارية عالمية والتسبب بطريقة غير مباشرة أيضا في خسارة أخرى لمليارات الدولارات.
إن التعاقد الحصري مع الرياضيين الكبار والحفاظ عليهم أمر مهم للغاية بالنسبة لهذه العلامات التجارية، لكن شركة "نايكي" الأميركية لم تراع هذا في إحدى المرات، وتسبب لها هذا الخطأ الفادح في خسارة مالية ضخمة.
وترعى "نايكي" نجوما عالميين أمثال لاعبي السلة الأميركية ليبرون جيمس كيفن دورانت ونجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو الفائز بالكرة الذهبية 5 مرات، وبطل الغولف تايغر وودز، لكنها تخلت عن ستيفن كاري وذلك بسبب غباء المسؤولين مثلما وصفته صحيفة ماركا الإسبانية.
خطأ مكلف للغاية
كان كاري صاحب المركز السابع في قائمة أفضل اللاعبين في الدوري الأميركي للمحترفين، يرتدي أحذية نايكي طوال مسيرته الجامعية، لذلك أبرمت معه نايكي عقدا لمدة 4 سنوات استمر حتى عام 2013، وهو العام الذي شهد صعود كاري إلى النجومية.
في ذلك العام، سجل كاري 54 نقطة في ماديسون سكوير غاردن وهو أعلى عدد من النقاط في مسيرته المهنية. كما سجل الرقم القياسي لعدد الرميات الثلاثية في موسم واحد، وكل ذلك وهو يرتدي أحذية نايكي.
ولتجديد العقد، التقى كاري ووالده ديل اللاعب السابق مسؤولين في "نايكي"؛ لكنهم قدموا له عقدا بقيمة 2.5 مليون دولار سنويا لأنه من منظورهم ليس أحد أكبر الرياضيين لديها رغم أنه أصبح نجما.
اعتبر والده كاري أن العرض المقدم لم يحترم صورة ابنه التي تستحق أكثر من ذلك بكثير، لذلك اختار الذهاب في اتجاه آخر. في تلك اللحظة عرضت شركة "أندر آرمر" على اللاعب توقيع عقد سنوي بقيمة 4 ملايين دولار. وكان لدى نايكي في ذلك الوقت الحق في تقديم نفس قيمة العرض، لكنها لم تفعل.
أندر آرمر.. المخاطرة المربحة
في البداية واجهت شركة "أندر آرمر" للمعدات الرياضية مخاطرة كبيرة، عندما تعاقدت مع كاري الذي لم يتمكن من الوصول إلى التصفيات، وخاض 26 مباراة في الموسم فقط بسبب الإصابة.
لكن بعد ذلك، أعطت تلك الخطوة ثمارها وتهاطلت ملايين الدولارات على الشركة خاصة بعد فوز ملك الرميات الثلاثية بلقب بطولة الدوري الأميركي للمحترفين مع غولدن ستايت (2015، 2017، 2018 و2022)، ليصبح أحد أكثر اللاعبين المحبوبين في الدوري.
ارتفعت قيمة سهم "أندر آرمر" من 47 دولارا إلى 120 دولارا، كما نجح كاري بمفرده في مضاعفة قيمة العلامة التجارية من 14 مليار دولار إلى 28 مليار دولار في غضون بضع سنوات.
هذا النجاح الباهر، ساعد في جذب نجوم رياضيين كبار آخرين مثل لاعب الغولف جوردان سبيث ونجم البيسبول برايس هاربر الذي وقع عقدا مع الشركة مدته 10 سنوات (من 2020 إلى 2030).
ونتيجة للتحالف الثنائي بين نجم كرة السلة وأندر آرمر، أصبحت أحذية كاري ثاني أكثر الأحذية الرياضية مبيعا في الولايات المتحدة، خلف العلامة التجارية "جوردان" نسبة لأسطورة كرة السلة الحية مايكل جوردان.
ولا بد أن مسؤولي التسويق في "نايكي" اليوم يعضون الأنامل غيضا لضياع 14 مليار دولار بعد أن رفضوا منح كاري عقدا قيمته 4 ملايين دولار في السنة. فعلا إنه أكبر خطأ في تاريخ التسويق.
المصدر : الصحافة الإسبانية