يُخيم الظلام على أروقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ولا تخرقه سوى أضواء خافتة من هواتف نقالة، أو أجهزة تعمل على ما تبقى من بطارياتها، في ظل نقص حاد في الوقود.
"كمال عدوان" المستشفى الوحيد الذي يُقدم خدمات الرعاية الطبية للأطفال الخُدج شمال القطاع
مدير التمريض الطبي في مستشفى كمال عدوان (شمال غزة) الدكتور عيد صبّاح، يقف أمام قسم الحضانة في المستشفى، ويتحدث بمرارة عن عديد التحذيرات والمناشدات التي أطلقها المُستشفى، لتزويده بكميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية، في ظل النقص الحاد بكميات الوقود اللازمة لتشغيل أقسام المُستشفى، لا سيّما قسم الحضانة، ويعتبر مستشفى كمال عدوان المستشفى الوحيد الذي يُقدم خدمات الرعاية الطبية للأطفال الخُدج شمال القطاع.
وأخرجت الحرب الإسرائيلية المُدمرة على قطاع غزة، والمتواصلة منذ نحو 11 شهراً العديد من مستشفيات القطاع المحاصر عن العمل، أما تلك التي بقيت قيد الخدمة فتقدم خدمات محدودة في ظل النقص الحاد في مختلف مستلزماتها.
المُستشفى دخل مرحلة إطفاء الأنوار وإغلاق الأقسام
ويقول صباح في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إن المُستشفى دخل مرحلة إطفاء الأنوار وإغلاق الأقسام، بعد نفاد كميات الوقود المتوفرة في خزانات المُستشفى، مشيراً إلى أن الكميات المُتوفرة بالكاد تكفي لتشغيل قسمي الحضانة والعناية المُركزة، بعد إغلاق كافة الأقسام الأخرى، ووقف العمليات الجراحية الطارئة والمُجدولة.
ويضيف: "الوضع يُنذر بوقوع كارثة"، ويشير إلى أن الأطفال في قسم الحضانة مهددون بتوقف القلب ومفارقة الحياة.
رغم المناشدات الاحتلال يمنع إدخال الوقود إلى المُنشآت الصحية شمال قطاع غزة
ورغم مناشدات إدارة المستشفى لتزويده بكميات الوقود اللازمة لتشغيل أقسامه خلال يوم واحد فقط، منع الاحتلال صباح أول أمس السبت، منظمتي الصحة العالمية وأوتشا، من إدخال كميات الوقود التي انتظرت طويلاً على حاجز نيتساريم العسكري الإسرائيلي، ويفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، يقول صبّاح.
ويؤكد أن حياة الأطفال الخُدج في قسم الحضانة، وحياة المرضى والجرحى في قسم العناية المُكثفة دخلت دائرة الخطر الشديد، وقد يتعرضون للموت، بسبب عدم قدرة المُستشفى على تشغيل محطة الأوكسجين.
كارثةٌ انسانية وموتٌ محتوم
ويشدد صبّاح على أن تعنت الاحتلال، ورفضه السماح بإدخال الوقود للمنشآت الصحية شمال قطاع غزة، وسياسة "التقطير" التي ينتهجها بإدخال كميات محدودة جداً من الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في أفضل الحالات، سيتسبب بكارثة انسانية وبموت محتوم، للمرضى والجرحى في قسم العناية الحثيثة، وللأطفال الخُدج في قسم الحضانة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، أعلنت "إسرائيل" تشديد حصارها المفروض منذ أعوام على قطاع غزة وقطعت إمدادات الكهرباء، وتوقفت محطة إنتاج الطاقة الكهربائية الوحيدة في غزة عن العمل.