بعيداً عن الأسباب الحقيقية المخفية التي دفعت حركة حماس لعملية
طوفان الاقصي،وإذا كان هناك أسرار عن دوافع وأسباب تلك العملية؟
سيكشفها التاريخ عاجلاً ام اجلاً،
ما لتاريخ سنتركه للتاريخ،ولكن ما هو متاح لدينا من تحليل لتلك للأسباب التي دفعت حركة حماس لهذه العملية،والتي نفذتها صبيحة يوم السابع من اكتوبر تشرين من العام
العام 2023،نقول بأن عملية طوفان الاقصي لا تعدوا سوي تقديرات خاطئة من قبل حركة حماس،وهذه التقديرات ناتجة عن قراءة مجموعة من الاحداث قراءة خاطئة،أبرزها بأن حركة حماس من الممكن ان تقوم بعملية هجومية استراتيجية، تراكم عليها تمهيداً لزوال اسرائيل وهذه التقديرات مرتبطة بعدة منطلقات أبرزها ايدلوجية دينية. وقليل منها سياسية،تقديرات حماس السياسية الخاطئة،كانت مرتبطة في تصاعد الصراع الروسي الاوكراني ومألاته، ومحكاة تجربة الوهم في الروس وقدراتهم،مقابل المنظومةالغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية،اضافة الي تصاعد حالة الصراع داخل المجتمع الاسرائيلي سياسياً وشعبياً، والتي عززت التقديرات الخاطئة لدي حماس بأن اسرائيل في تراجع استراتيجي، اضافة لتصاعد قوة المحور وتمدده، وتعادل ميزان الردع بين المحور واسرائيل، وتوقع دخول المحور على خط المواجهة،اضافة لتصدع العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية،في عهد بنيامين نتنياهو،اضافة لوضع حماس الداخلي وتراكم ازماتها.
وحالة التباين الكامنة داخل التنظيم، والتي ظهرت بطريقة او بأخرى، كل هذه الأسباب جعلت السنوار وفريقه يعطو تقديرات خاطئة، وان
الوقت مناسب لتوجيه ضربة، استراتيجية لاسرائيل،من الممكن ان تكون هذه الضربة بداية لاشعال المنطقة ومقدمة لحسم الصراع
مع إسرائيل والي الابد، النتيجة كانت معاكسة لكل التوقعات والتقديرات، المجتمع الاسرائيلي توحد يساراً ويميناً على تدمير غزة،
والمحور لم يتجاوز قواعد الاشتباك بل تراجع تراجعاً واضحاً، والولايات المتحدة برغم كل التباينات مع نتياهو دخلت بكل قوتها، لحماية اسرائيل وتوفير الغطاء السياسي لها، وروسيا وظفت احداث السابع من اكتوبر لحساباتها السياسية في صراعها مع أوكرانيا،وصولاً لاستغلال اسرائيل لما حدث في السابع من اكتوبر وجعلت منه فرصة استراتيجية لإعادة صياغة مفاهيمها وقواعد امنها القومي سيما بعدما
سقطت منظومة امنها القومي في صبيحة يوم السابع من اكتوبر.
من خلال اعادة ترتيب العناصر الأساسية في نظرية الامن القومي . التي تبدأ بالحسم الكامل، كخطورة اولي، وكما هو حاصل الان،والحسم يأتي تلقائيا بالردع، ومن ثم تعزيز. الإنذار المبكر من خلال توجيه ضربات استباقية، بمجرد الاستشعار بأي خطر يهدد اسرائيل من اي جهة كانت سواء إقليمية، او دولية، اضافة لإرساء ثلاث عناصر جديدة لنظرية الامن القومي التي وضع أساساتها الزعيم الصهيوني زئيف جابوتنسكي اكثر الزعماء الصهاينة المتأثر بهم نتياهو،والتي قام بارسائها تباعاً بن جوريون. العناصر الجديدة التي تتحدث عنها مراكز الدراسات الاستراتيجية في دولة الاحتلال تبدأ، بالاستيطان الكامل على مساحة ارض فلسطين التاريخية، سواء في الجليل، والجولان وغور الأردن، والنقب، ومصادرة اكبر مساحات من الأراضي التي تحيط بالتجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية والقدس، والتي تبدأ من تجمع مستوطنات معالي ادوميم شرقاً،الي تجمع مستوطنات آرائيل غرباً، والعمل على فصل شمال الضفة عن جنوبها، ومحاصرة
كل مدينة بحواجز عسكرية ومحاصرة السكان وخلق حالة ضغط على السكان ،لدفع السكان الي الهجرة من الضفة الغربية والقدس ،اضافة
الي العمل على تفريغ السلطة الفلسطينية من محتواها السياسي والوطني،وتحويلها لسلطة خدمات امنية ومدنية، العنصر الثاني" دور المواطنين في دولة الاحتلال بالدفاع عن الدولة . من خلال تسليح المواطنين والعمل على استكمال مشروع ايتمار بن جفير،بإنشاء الحرس الوطني .
العنصر الثالث " تعزيز الاستقلال الأمني والعسكري وعدم الاعتماد علي الحلفاء في جمع المعلومات، الاستخباراتية، وتوريدالسلاح
والذخائر ،لان الاعتماد حتي على الحلفاء في توريد المعلومات، وتوريد السلاح والذخائر ،يؤثر على حرية اتخاذ القرار في الدولة، لذلك يجب الاعتماد علي مصادر المعلومات الاستخباراتية والعمل على انتاج المقدات العسكرية ذاتياً
"اليوم التالي من الحرب في غزة"
هناك قرار إستراتيجي ثابت لدي اسرائيل بالعمل على هزيمة حماس هزيمة واضحة،وتفكيكها بشكل كامل وهذا القرار ينسجم مع نظرية الامن القومي الجديدة التي يتحدث عنها الخبراء الاستراتيجيين في دولة الاحتلال،اما الخطوة التالية بعد التفكيك،يتم وضع قطاع غزة تحت ادارة عسكرية اسرائيلية ،لمدة زمنية بحدها الادني اربع سنوات الي ست سنوات بالحد الاقصي، لتتمكن اسرائيل من معالجة
ما خلفته من دمار وقتل،بعد كي الوعي الذي احدثته لدي الفلسطينيين من خلال الإفراط في القتل والدمار،وهدم البيوت والمشافي والمساجد والمدارس والجامعات ،وآبار المياه، ومحطات التحلية والمراكز الصحية،والمنشأت الرياضية،والمؤسسات الحكومية ،
والبنية التحتية.واستكمالاً لكي الوعي الذي احدثته اسرائيل، ستعمل على تفعيل العملية التعليمية في قطاع غزة ولكنها ستقوم برهن تفعيل تلك العملية باعتماد برامج تعليمية جديدة تعيد إنتاج ثقافة المجتمع في قطاع غزة،بمفاهيم جديدة وهذا يحتاج لعشر سنوات اي ما يعادل جيل كامل.
"مستقبل القضية الفلسطينية"
لاشك ان هناك تفكير سياسي لدي الاسرائيلين بالعمل على حل مشكلة الفلسطينيين، ولكن يجب ان يكون الامن هو الأساس والركيزة الاستراتجية ليكون الحل السياسي يتناسب مع الحل الأمني لاسرائيل، وهناك عدة مقترحات أبرزها إعطاء الفلسطينيين هيئة حاكمة بسيادة جزئية علي مواطنيها في قطاع غزة، محاطة بجميع الجهات من إسرائيل، بدون جيش وبدون مجال جوي، وبدون سيادة بحرية .وهناك أمثلة كثيرة مطروحة أبرزها نموذج الفاتيكان،وبعد انتهاء اسرائيل من خطتها الممتدة لعشر سنوات بالحد الاقصي، ستعمل الإدارة الأمريكية تباعاً على إنشاء تحالف دولي لإنشاء ادارة فلسطينية تدير قطاع غزة . وفق رؤية اسرائيل الأمنية على ان تكون هذه الإدارة غير مرتبطة بمنظمة التحرير ولا بالسلطة التي ستكون خالية من الدسم السياسي والوطني في الضفة الغربية، وستكون سلطة غزة لها استقلالية بناء على الوقائع التي ستفرضها اسرائيل، ومن ضمن هذه الوقائع، حرية العمل الأمني والعسكري الكامل في غزة، في اي وقت تشعر اسرائيل باي خطر يهددها.
"الأسباب التي من الممكن "
"ان تفشل خطة اسرائيل"
الأسباب التي من شأنها تفشل خطة اسرائيل القادمة ،رغبة نتياهو في حسم الصراع سواء شمالاً مع لبنان، او مع ايران،وفي حال استئناف نتياهو للمواجهة مع المحور سيشعل المنطقة من جديد وفي حال اشتعال المنطقة من الممكن ان تتغير المعادلة،بحسب التطورات الميدانية اضافة لعامل آخر هو الوضع الداخلي الاسرائيلي وتصاعد الاشتباك الداخلي في اسرائيل،في ظل حالة الاستزلام التي يمارسها نتياهو وعائلته وتقويض مؤسسات الدولة سيما القضاء وتقزيم دور الجيش والأمن،لحساب السلطة السياسية، سيما سلطة نتياهو المطلقة والتي ستكون على حساب مؤسسات الدولة.