يعلون: حريتنا للعمل في سوريا محفوظة

حلمي موسى
حجم الخط

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أنه لا يرى في الأفق أي وقف لإطلاق النار في سوريا، وأن حكومته ستُجَمّل في الأسابيع القريبة المقبلة مذكرة التفاهم بشأن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل في العقد المقبل. وجاءت أقوال يعلون على هامش مشاركته أمس في مناورات «جونيفر كوبرا» السنوية للدفاع الجوي مع القيادة الأوروبية للجيش الأميركي. ومعروف أن هذه المناورة السنوية تجري منذ العام 2001، لكنها في العامين الماضيين صارت تتعامل مع متطلبات ما يجري على الساحة السورية.


وأثناء جولة له في ميناء حيفا على ظهر السفينة الحربية الأميركية «يو إس إس ـ كارني» USS –CARNEY التي تشارك في مناورة «جونيفر كوبرا 16»، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المفاوضات الجارية بين حكومته والإدارة الأميركية بشأن المساعدات العسكرية، معرباً عن تقديره بأنه «في الأسابيع المقبلة سنصل إلى اتفاقات». وبحسب كلامه، فإن إسرائيل «أدارت في الأشهر الماضية مباحثات للحفاظ على تفوقها النوعي في الشرق الأوسط بهدف تحديد الميزانية للعقد المقبل». وكان يعلون قد وصل إلى السفينة ضيفاً على السفير الأميركي في إسرائيل دان شابيرو الذي كان في استقباله.
وعلق يعلون على الوضع في سوريا، مشدداً على أن إسرائيل لا تتدخل في ما يجري هناك أو في لبنان، وأنها «تعمل فقط من منطلق مبدأ واحد، وهو الدفاع عن نفسها وعن مصالحها». وبحسب كلامه، «فإن هذا معروف لدى الولايات المتحدة وروسيا العاملتين في سوريا. إن حريتنا في العمل محفوظة». وأضاف أنه في ما يتعلق بالمفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة وروسيا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، «يتعذر علي رؤية وقف إطلاق نار مستقر تتجاوب معه كل الأطراف، وقف نار عام لا يبدو في الأفق».


وتطرق يعلون أيضاً إلى تسلح حركة «حماس» في غزة، فقال إنه «صار أصعب على هذا التنظيم إنتاج صواريخ، لكنه لا يزال يحاول». وأضاف أن حماس «تعاني من نقص، ولذلك نلحظ إجراءهم الكثير من تجارب إطلاق الصواريخ باتجاه البحر». وتطرق إلى احتمالات التصعيد في الجنوب، قائلاً «إننا بالتوازي، نستعد لاحتمال بأنه سيكون في وقت ما، ونأمل أن يكون أبعد ما يكون، ستفتح مرة أخرى جبهة من الجنوب، وسنضطر للتعامل مع ذلك. إننا لا نكل ولا نهدأ، لا في اتجاه الوسائل الدفاعية ولا في اتجاه وسائلنا الهجومية».


وقال يعلون إن المناورة تشكل «نموذجاً إضافياً للعلاقات الخاصة والعميقة جداً بين أميركا، صديقتنا الكبرى، وإسرائيل. إنها مناورة تهتم بالدفاع عن دولة إسرائيل في مواجهة إطلاق الصواريخ».


من جهته، أشار شابيرو إلى بعد آخر في التعاون بين الدولتين، وتحدث عن النشاط المشترك ضد الأنفاق. وقال إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان سوياً لإيجاد تكنولوجيا لاكتشاف الأنفاق وتدميرها. أما قائد شعبة النظرية والتدريب في الجيش الأميركي الجنرال مارك لوبن، فقال إن «دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، يشكل جزءاً من السياسة الأميركية».
ومعروف أنه خلال مناورة «جونيفر كوبرا» السنوية يتم إشراك كل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، بما فيها، للمرة الأولى في هذه المناورة، الكتيبة المسؤولة عن بطاريات «عصا الساحر»، بعدما تم تدريب عشرات الجنود على تشغيلها. وتهدف المناورة إلى التدرب على سيناريوهات متطرفة، يتم خلالها تحريك بطاريات من مكان إلى آخر لاختبار مرونتها، وكذلك التدرب على التصدي لصليات صواريخ برؤوس حربية كبيرة من جهات عدة دفعة واحدة.


كما يتم في المناورة اختبار قدرة التصدي للصواريخ التي تملكها «حماس» و «حزب الله» وسوريا وإيران، خصوصاً ما وصل إلى الشرق الأوسط مؤخراً. وتتعاون منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية بهدف زيادة القدرة على اكتشاف واعتراض الصواريخ. ويشارك في المناورة «رادار X» التابع للجيش الأميركي والمقام في النقب.
وتتسم مناورة «جونيفر كوبرا» هذه المرة بأهمية خاصة، نظراً لتطورات الحرب في سوريا وتعميق

المشاركة الروسية فيها، سواء بنصب رادارات ومنظومات صواريخ متطورة أو بنشر طائرات حربية متقدمة فيها. وأشارت أوساط أميركية إلى أن المناورة تعبر عن الشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل وأميركا. وكان قد وصل إلى إسرائيل حوالي 1700 جندي أميركي مع منظومات دفاع جوي للمشاركة في المناورة. وتستخدم في المناورة أجهزة محاكاة متطورة يتدرب عليها إسرائيليون وأميركيون لمواجهة سيناريوهات تعرّض اسرائيل إلى صواريخ من كل الأصناف وكل الجبهات.


وخلال المناورة، تقع تحركات كبيرة للجيش الإسرائيلي في جميع المناطق. وقال قائد الدفاع الجوي الإسرائيلي العميد تسبيكا حاييموفيتش إن «المناورة تمثل معلماً مركزياً في العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين، وهو تحالف لا مثيل له بين الدول في العالم. والتعاون هذا يعبر عن التزام بالدفاع عن أرواح المدنيين، وكذلك تقدير عميق للجيش الإسرائيلي وسلاحه الجوي ومنظومة الدفاع الجوي».