نعت نقابات وفصائل فسطينية حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الذي تم اغتيالهم في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت.
فقد، نعت نقابة المحامين إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي اغتالته بالأمس قوات الاحتلال الصهيوني مع ثلة من إخوانه القادة في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وقالت النقابة في بيان له "اذ تنعى نقابة المحامين قائداً عربيا من الطراز الرفيع كان عنوانا للكرامة والوحدة القومية خلال مسيرة طويلة من النضال ومساندة قضية شعبنا العادلة، وتتقدم النقابة بأحر التعازي للشعب اللبناني الشقيق وأمتنا العربية والإسلامية سائلين المولى عز وجل أن يتغمده برحمته مع الشهداء الذين سبقوه على طريق القدس، وحدادا على أرواح الشهداء قرر مجلس النقابة تعليق العمل طيلة يوم غد الأحد الموافق ٢٩/٩/٢٠٢٤ أمام كافة المحاكم والنيابات المدنية والعسكرية، ويستثنى من ذلك الطلبات المستعجلة".
بدوره نعى حزب الشعب الفلسطيني إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني وشعوبنا العربية وأحرار العالم، القائد والمناضل الكبير حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي استشهد في جريمة الاغتيال الجبانة التي ارتكبتها دولة الاحتلال والإرهاب الصهيوني أمس الجمعة في العاصمة بيروت، ليلتحلق بكوكبة من قادة ومناضلي مقاومة الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني الذين قضوا في مجابهة عدوان الاحتلال الصهيوني - الأمريكي.
وقال في بيان له "وفي الوقت الذي يدين فيه وبأشد العبارات جريمة الاغتيال الجماعية التي اقترفها جيش الاحتلال، وراح ضحيتها نصر الله وعدد من قيادات وكوادر حزبه ومواطنين لبنانيين آخرين، يعبر حزب الشعب بكل هيئاته الحزبية وكوادره ورفيقاته ورفاقه وأنصاره، عن خالص التعازي والمواساة لأسر الشهداء وللشعب اللبناني الشقيق ولحزب الله، بالراحل نصر الله ورفاقه الذين استهدفوا معه في عملية الاغتيال".
وأضاف أن هذه الجريمة، ورغم قساوتها على الشعبين اللبناني والفلسطيني والشعوب العربية ومقاومتها المشروعة للاحتلال والعدوان، فإنها لن تنال من عزيمة وإرادة شعوبنا من أجل دحر الاحتلال والعدوان، وإن الشعبين اللبناني والفلسطيني والشعوب العربية وأحرار العالم، لا يمكن ان يستسلموا لهذا الانفلات العدواني الغاشم لدولة الاحتلال، وإنما سيزيد ذلك من التصميم على لجم الهيمنة الاستعمارية الأمريكية والصهيونية، ومن أجل تحقيق الحرية والاستقلال لفلسطين وحماية وتعزيز مصالح وسيادة شعوب ودول المنطقة.
من جهتها قال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "باسم أمينها العام ونائبه ومكتبها السياسي ولجنتها المركزية وجميع كوادرها وأعضائها في الوطن والشتات، تنعي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى جماهير شعبنا والأمة ومحور المقاومة وحركة التحرر قائد المقاومة وسيد الشهداء وملهم جيل بأكمله، السيد حسن نصرالله "أبو هادي"، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وثلة من القادة المقاومين الأبطال الذين استشهدوا في جريمة اغتيال صهيونية جبانة في الضاحية الجنوبية ببيروت، بتنسيق وتخطيط مع العدو الأمريكي المجرم".
وأضافت في بيان لها "وتعرب الجبهة عن تضامنها العميق مع الأخوة في حزب الله قيادةً وكوادر ومقاتلين، والأشقاء في الشعب اللبناني، ومحور المقاومة، في هذا المصاب الجلل والكبير، ونتوجه إليهم برسالة واضحة: " إن جرحكم هو جرحنا، ودماء قادتكم هي دماؤنا، وإن استشهاد سيد المقاومة، حسن نصرالله، يُمثل بداية لمرحلة جديدة من المقاومة، أكثر قوة وتصميماً على مواصلة ذات الطريق".
لقد فقدت فلسطين ولبنان والأمة جمعاء، بل والحركة التحررية العالمية بأسرها، قائداً استثنائياً ورمزاً من رموز المقاومة العربية والثورية في العالم؛ فقد كان الشهيد الكبير شخصية قيادية فذة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تمتع بمكانة رفيعة في الصراع ضد الاحتلال والعدو الامريكي، وتميز بثباته على مواقفه الداعمة لحقوق الشعوب العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. واتسم بشجاعة نادرة في مواجهة التهديدات، وبحنكة سياسية مكنته من استشراف التطورات الإقليمية والدولية، مما جعله قادراً على التعامل مع أعقد التحديات التي واجهت المقاومة، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي. كانت له بصمات واضحة في الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان، وعلى رأسها انتصار تموز ودحر الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان في العام 2000.
كرس الشهيد الكبير حياته لخدمة قضية المقاومة، وضحى بالغالي والنفيس، أبرزها فقدانه لابنه البكر، هادي، الذي استشهد في معركة بطولية ضد الاحتلال، مما شكل نموذجاً يُحتذى به في التضحية والوفاء للقضية.
لم يكن تأثير الشهيد نصرالله مقتصراً على الساحة اللبنانية فحسب، بل تجاوز الحدود ليصبح رمزاً للمقاومة في المنطقة بأسرها، وقائداً محورياً في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية، مقدماً لها كل ما تحتاجه من دعم لوجستي، وتدريبات عسكرية، وأسلحة. وكان لقراره التاريخي بإسناد المقاومة في غزة خلال معركة "طوفان الأقصى" الأثر الكبير في تعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية. ومنذ تأسيس الحزب، كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في عقيدته، وكان الشهيد يؤكد دائماً أن تحرير القدس هو واجب شرعي وأخلاقي. ومن خلال دوره في تطوير ترسانة الحزب من الصواريخ والأسلحة المتطورة، تمكن من خلق توازن رعب مع الكيان الصهيوني، ما ساهم في حماية لبنان من الهجمات المتكررة.
رحل سيد المقاومة ليلتحق برفاقه الشهداء، ولم يتخلَ يوماً عن موقعه في الصفوف الأمامية، مقاوماً حتى آخر لحظة؛ وإن كنا اليوم نشعر بمرارة الفقد، فإننا نقف شامخين في مواجهة هذا العدو الذي ظن أن استهدافه لقادة المقاومة وعلى رأسهم الشهيد الكبير حسن نصرالله ورفاقه القادة، سيكسر إرادة المقاومة.
إن استشهاد سيد المقاومة يمثل خسارة فادحة، لكنه لن يفت في عضد المقاومة ولن يضعف عزيمتها؛ بل على العكس، ستزداد صفوف المقاومة في لبنان وفي كل مكان إصراراً على مواصلة المواجهة مع هذا العدو الغاشم الذي لا يفهم إلا لغة القوة. وإن دماء هؤلاء الشهداء ستشكل وقوداً جديداً لنار المقاومة التي لن تخبو حتى تحرير فلسطين وكامل الأراضي العربية المحتلة.
نعاهد الشهيد القائد وكل المقاومين الأحرار بأن الرد على هذه الجريمة الصهيونية سيكون بحجم الجريمة نفسها، والمقاومة مستمرة وأقوى، ومتوحدة في كل جبهات الإسناد كالجسد الواحد، متسلحةً بإرادة الشعوب والتفافها حول خيار المقاومة المشروع في الدفاع عن أراضينا المحتلة وكرامتنا حتى تحقيق الانتصار على هذا الكيان الصهيوني الغاصب وأعوانه وأذنابه في المنطقة.
من جانبها نعت حركة حماس، السبت، الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي قتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية، الجمعة.
وقالت الحركة في بيان: " تنعى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والاسلامية وأحرار العالم استشهاد سماحة السيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ارتقى شهيداً مع ثلة من إخوانه القادة، في معركة طوفان الأقصى وعلى طريق القدس، وإسناد شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني".
وأضافت: "إننا في حركة حماس، وأمام هذه الجريمة والمجزرة الصهيونية، لنجدد تضامننا المطلق ووقوفنا صفا واحدا مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان".