نتنياهو يعتقد أن فوز ترامب الشهر القادم يخدم بقاءه في الحكم .. وهذا غير صحيح

تنزيل (19).jpg
حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

معروف لجميع المراقبين ان نتنياهو مدير مبيعات ناجح جدا ، فهو قادر على اقناع الزبون بأية بضاعة يريد تسويقها . ومن صفات نتنياهو انه يقنع الناخبين بمواصفات كثيرة ومغرية لدرجة ان الناخب لا يستطيع ان يرفض عرضه . ولكن في لحظة الجد لا يجد الناخب هذه المواصفات على ارض الواقع ، وحين تكتشف الحقيقة يكون قد فات موعد الندم وصوتوا له وفاز ولا عزاء للمغفلين .
نتنياهو وعد الجمهور الإسرائيلي بالأمن المطلق من دون مفاوضات ، ومن دون اية تنازلات سياسية او جغرافية ، ومن دون حاجة لمنظمة التحرير ، وان العرب جاهزون للتطبيع معه وان العواصم العربية ستفتح ذراعيها واطرافا أخرى امام الإسرائيليين مجانا ومن دون مقابل !!
الناخبون اشتروا العرض فورا ، وانتخبوه وفاز اكثر من مرة . ولكن على ارض الواقع لم يحدث أيا من هذا بل اندلعت الانتفاضات والحروب ووقعت العمليات وسال الدم في الشوارع .
نتنياهو لديه صفة ثانية غير الترويج لبضاعة غير موجودة ! وصفته الثانية انه لا يتحمل المسؤولية بل يسعى بكل الطرق الجهنمية لتحميلها لخصومه ولشركائه ولقادة الجيش ، وان لزم الامر تحميل المسؤولية للناخبين الذين انتخبوه . فهو لم ولن يتحمل اية مسؤولية ابدا عن سينما الاحلام التي باعها للجمهور .

لقد سقط نتنياهو عن الحكم في العام قبل ثلاث سنوات رغم كل ما قدمه له ترامب فترة ما قبل كورونا وما بعدها . ولم ينفعه الدعم الخارجي لان الوضع الداخلي الإسرائيلي كان في تدهور خطير .
ترامب رجل ذكي وليس ساذجا . ولديه مستشارون خطرون في كل المجالات . وقد وصف زيلنسكي بنفس صفات نتنياهو ( قال عنه انه مدير مبيعات ناجح بل هو اكثر مهارة مني فهو يبيع الوهم لإدارة بايدن ويغرف المليارات من أمريكا كل مرة يزور واشنطن ) وتوعد بإيقاف حرب أوكرانيا المجنونة التي تحولت الى "مفرمة لحم " .
لقد رمى نتنياهو " اليائس " كل ما يملك على طاولة القمار لفوز ترامب وهذا لا يدعو العرب والفلسطينيين الى القلق . فالرؤساء الامريكيون صهاينة ومن مخترعي الصهيونية ولا تنطلي عليهم طقوس الفهلوية التي يسوقها نتانياهو ، و يعرفون ان القتال الان ضد الصهيونية وليس ضد اليهودية كما يحاول أحزاب اليمين والليكود الترويج .
اقل من شهر وتخرج نتيجة الانتخابات الامريكية . واقل من شهر ويتضح لإسرائيل كم ابتعدت داخل صحراء الحروب والموت . واذا واصلت طريقها فنحو التيه ، واذا قررت العودة فان عودتها صعبة ومليئة بالألم والفواتير .