اتهم عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني؛ وسائل إعلام غربية سائدة بالتواطؤ مع دولة الاحتلال في تبرير، والتغطية على جرائم الإبادة الجماعية المستمرة بحق أبناء شعبنا في غزة، مُديناً ما وصفه بـ "الفشل الأخلاقي والمِهني الفاضح" الذي تعاني منه هذه الوسائل الإعلامية في تغطية جرائم الحرب الإسرائيلية.
وأكد دلياني؛ في تصريح وصل وكالة "خبر"؛ على أن تحقيقات حديثة، صادرة عن مصادر داخلية في شبكات مثل CNN وBBC، كشفت عن التعتيم المتعمد على معاناة شعبنا الفلسطيني والتلاعب الجسيم بالحقائق.
وتابع: "لم تعد وسائل الإعلام الغربية السائدة مجرد شاهد على التاريخ؛ بل أصبحت أداة فعّالة للتستر على الإبادة الجماعية الاسرائيلية في غزة".
وفي إدانته لتسييس العمل الصحفي لوسائل إعلام تدعي كذباً الحياد، أوضح دلياني؛ أن الانحياز الصحفي لجانب المُحتل المُجرم هو خيار متعمد من قِبل إدارات تلك الوسائل الإعلامية ورعاتها من الشركات الكبرى، بهدف حماية دولة الاحتلال من أي مساءلة على الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها.
وقال: "إن التلاعب بالسرديات الإعلامية، مثلما تفعل CNN عندما ترفض الإشارة إلى أي قصف إسرائيلي إلا بعد تأكيده من مصادر إسرائيلية، يُعدّ تشويهاً متعمداً للحقيقة لخدمة أجندات سياسية مريبة".
وأشار إلى أن هذا الانحياز الإعلامي بات أكثر وضوحاً مع رفض تلك المنصات التشكيك في الادعاءات الإسرائيلية غير الموثقة، في حين يتم تشريح كل كلمة تصدر عن الضحايا الفلسطينيين.
وضرب مثالاً على ذلك بتقرير CNN حول مستشفى الرنتيسي للأطفال، الذي استند إلى دعاية الاحتلال رغم وجود أدلة دامغة تفند هذه المزاعم؛ لافتاً إلى أن سياسات التحرير الداخلية في BBC تعكس نفس التحامل المنهجي، من خلال تركيزها المفرط على التدقيق في الضيوف الفلسطينيين مقابل السماح للمسؤولين الإسرائيليين بطرح مزاعم غير موثقة دون مساءلة.
وأردف دلياني: "إن صمت وسائل الإعلام الغربية عن الأصوات الفلسطينية، وسماحها بتمرير الأكاذيب الإسرائيلية دون تدقيق، يُعزز السردية التي تميز بين الضحايا على أساس استعماري عنصري، مما يجعل الضحايا الفلسطينية أقل قيمة في عيون متابعي هذه الوسائل الإعلامية".
واختتم دلياني؛ بالتأكيد على أن هذه الممارسات الإعلامية المتحيزة تفضح زيف الحيادية التي تدعيها تلك المنصات، مشيراً إلى أنه ومع تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين عشرات الآلاف، بات من الواضح أن هذه المؤسسات لم تعد تراقب السلطة المُحتلة لشعب، بل أصبحت أدوات مسيّرة لخدمتها في ذبح هذا الشعب، ومتواطئة في تجريد الكل الفلسطيني من إنسانيته.
وأكمل: "ما نشهده الآن هو تدمير للحقيقة ذاتها، حيث يناضل شعبنا ليس فقط من أجل البقاء، بل للحفاظ على سجل تاريخي صادق لنضاله".