طالبت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"؛ بتدخل دولي وعربي عاجل لإنقاذ سكان شمال غزة من جرائم الإبادة بالغة الوحشية والتطهير العرقي والحصار والتهجير القسري.
وأدانت في بيانٍ وصل وكالة "خبر"؛ بشدة جرائم القتل والتطهير العرقي والتهجير القسري والتجويع والحصار المستمر على مناطق شمال قطاع غزة المتواصلة لليوم العاشر على التوالي في شمال غزة والذي يتركز في مناطق بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم وبلدة جباليا، حيث أعلن جيش الاحتلال عن عملية حربية بتاريخ 6 أكتوبر في منطقة شمال غزة، والتي تعد العملية البرية الثالثة منذ بدء حرب الإبادة، حيث طلبت قوات الاحتلال الإسرائيلي كل سكان شمال القطاع بالإخلاء القسري، و الذي ترافق معه قصف مستمر من سلاح المدفعية والطيران الحربي وتفجير ونسف وحرق الأحياء السكنية عبر القصف والتفخيخ بالمتفجرات واستخدام الريبورتات المتفجرة، واستهداف مراكز الإيواء ومنازل المواطنين بالقصف العشوائي والممنهج ودونما سابق إنذار، مع فرض الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية وتطويق وعزل مناطق الشمال عن مدينة غزة، فيما تتواصل وتتصاعد الهجمات العسكرية الشرسة والغارات الوحشية على سكان محافظة شمال غزة المدنيين والتي تعد الأعنف منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، والتي تأتي وفقاً لتصريحات المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيلين في إطار تطبيق خطة الجنرالات الهادفة إلى محاصرة وتهجير وإفراغ شمال غزة من السكان، حيث توظف قوات الاحتلال مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، وكافة السياسيات والأدوات الإجرامية من مجازر وتجويع واستهداف للمرافق الصحية وتسوية المباني في الأرض؛ وقد تسببت هذه الجرائم في قتل أكثر من 300 شهيداً، ومئات المصابين معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لا تزال جثامين قرابة 100 من الشهداء على الأرض، حيث تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني لإجلائها، عدا عن استهداف الطائرات المسيرة "الكود كابتر" لكل شيء يتحرك، بما في ذلك استهداف قوافل النازحين قسراً خلال مرورهم في الشوراع إلى مدينة غزة.
وجاء في بيان "حشد": "إن أكثر من 200 ألف مواطن يواجهون خطر الموت إما بالقصف الإسرائيلي أو الجوع و العطش في ظل الحصار الخانق والمترافق الذي فرضته إسرائيل مع توسيع الهجوم الحربي على شمال غزة، مع إجراءات بالغة الوحشية تمثلت بمنع إدخال الطعام والدواء والمياه والوقود اللازم للمستشفيات لاستمرار عملها، حيث يحاصر الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات المتبقية في الشمال وهي 'كمال عدوان والعودة والإندونيسي" ويستمر في طلب إخلائها من المرضى والجرحى والأطقم الطبية تمهيداً لاستهدافها يما يعني وقف كل الخدمات الصحية ما يهدد حياة الجرحى والمرضى جراء عدم توفر الإمكانيات والخدمات الطبية وتوقف سيارات الإسعاف والدفاع المدني، فضلاً عن استهداف مخبز الشلفوح وهو المخبز الوحيد العامل في شمال غزة؛ وتدمير ما تبقى من آبار مياه ومرافق خدماتية بما يجعل شمال القطاع منطقة محروقة وغير صالحة للحياة.
واستنكرت "حشد"؛ مواصلة ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي المجازر بحق المدنيين التي كان أخطرها تعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف ملعب للأطفال في مخيم الشاطئ ، بتاريخ 13-10-2024، ما أدى إلى مقتل واستشهاد 5 أطفال كان يلعبون كرة القدم وإصابة آخرين، وفي ذات اليوم قصفت قوات الاحتلال مدرسة المفتي للنازحين في مخيم التصيرات ما أدى إلى مقتل 22 شهيد بينهم 15 طفل وامرأة، إضافة إلى إصابة 80 آخرين بجراح مختلفة، وفي فجر اليوم استهدفت طائرات الاحتلال خيام النازحين في مستشفي شهداء الأقصى الأمر الذي أدى إلى مقتل واستشهاد 3 من النازحين وإصابة 40 مواطن بجراح متفاوتة، فيما تواصلت المجازر الوحشية في مختلف مناطق القطاع بحق عشرات العائلات التي قضت جراء قصف منازلهم فوق رؤسهم دونما سابق إنذار، وكنمط ثابت من جرائم الإبادة الجماعية المتواصلة لليوم 374 على التوالي.
واعتبرت أن ما يفعله الاحتلال يعد الشكل الأكثر بشاعة في جريمة الإبادة الجماعية التي مضى على ارتكابها أكثر من عام، عدا عن كونها تشكل انتهاكات جسيمة وفاضحة لقواعد القانون الدولي الإنساني وأحكام اتفاقية جنيف و اتفاقية لاهاي، و ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية و باقي معايير حقوق الإنسان، وخرق فاضح لقرارات مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة وتدابير محكمة العدل الدولية.
وجددت التأكيد على إدانة الدعم الأمريكي والشراكة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب أبشع جريمة إبادة في التاريخ الإنساني؛ مستنكرةً استمرار ازدواجية المعايير وحالة الصمت والعجز الدولي عن وقف جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية. كما طالبت المجتمع الدولي ودول وأحرار العالم بالعمل على كل المستويات لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل لأكثر من عام، داعيةً لتدخل إنساني واستخدام القوة الجبرية لوقف جرائم الإبادة والمجازر الوحشية والتطهير العرقي والحصار والعقوبات الجماعية؛ وبما يساهم في إنقاذ سكان القطاع؛ ويمنع تطبيق مخططات التهجير، وإفراغ الشمال من سكانه، يحد من معاناة المدنيين والكوراث والجحيم الذي يعشونه.
وطالبت بإنفاذ تدابير محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، وفتح ممرات إنسانية وإنفاذ المساعدات الإغاثية والوقود والمستلزمات الطبية إلى شمال قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين، ومقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليها ومحاسبة قادتها وجنودها أمام القضاء الدولي.
ودعت الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف وشعوب العالم للقيام بواجباتهم الأخلاقية والقانونية والإنسانية وتصعيد فعاليات التضامن والتحركات الشعبية للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي لحث المنظمات الدولية والحكومات على مواصلة الضغظ من أجل حماية المدنيين من جرائم الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.