كم كنت أود ان تكون هذه الرسالة الى شخصكم الكريم ، مغلقة ، غير مفتوحة ، و لكن حينها ، سيتم اعتقالي ، بلائحة اتهام طويلة عريضة ، و لتكن مفتوحة اذن و علنية ، و سأحاول من خلالها ان أوصل اليك ما يجول في خاطر الكثيرين من أبناء و بنات هذه الامة ، في نقاط :
أولا : تعلم ، بالتأكيد ، أنك تورثت ارثا غاليا و مهيبا ، قد لا تجده في التاريخ الحديث و ربما السحيق ؛ خليفة حسن نصر الله ، لم تكن مصداقيته الرفيعة هي التي نخاف على افتقادها ، و لا فكره الثاقب و علمه الواسع و وعيه المتقد ، لا ولا الكثير من سجايا الشجاعة و الإرادة و التواضع .
ثانيا : ليس كل ما ذكر يا سماحة الشيخ ، كي لا تذهب للبحث عنها و التسلح بها ، لكي نقول ان ها هو الأمين العام الجديد يسير خطوة بخطوة على هدي الأمين الراحل . و بصراحة ، ليس هذا مطلوبا ، و لا منطقيا ، فلكل شخصيته و فرادته ، و بهذا نكون قد خففنا عنك حمل التقمص و التشبه ، و بالتالي التخلص من صعوبة إشغال هذا المنصب الكبير و المركب العسير ، بل ربما يعطيك ما لم يأخذه هو ممن سبقه "عباس موسوي" قبل أكثر من ثلاثين سنة ، ثقة أخوانك بك ان تكون خليفة السيد .
ثالثا : تريد ان تكون حسن نصر الله جديد ، و ان تلتف حولك شعوب هذه الامة ، و معنا كل أحرار العالم في كل مكان ، و بدون لف او مواربة ، فعليك ان تنتصر ، ان تحقق الانتصار ، النصر هو الذي سيختصر المسافة لمئة سنة قادمة ، ليس فقط لأن أمتك بحاجة لأن تنتصر مرة واحدة بعد سلسلة طويلة ممتدة من الهزائم و الخيبات و النكبات و النكسات و قرون من بساطير القمع و الذل و التخلف فوق رؤوسنا و رقابنا و مقدراتنا . بل أيضا النصر على مرقة مرتزقة أفاكين هاربين من جحور التاريخ "اختارهم الله" ليفتكوا بنا و شعوبنا و من ضمنهم أطفالنا و قادتنا الحفيفيين ، و على الرأس منهم سماحة السيد ، تخيل فقط ان يقف شخص كبن غفير ليقول : نحن من قتلنا نصر الله ، او ليقول ان الله نصرنا على حزب الله ، او ان الله تخلى عن نصر الله .
رابعا : أن ليست هزيمة حزب الله الذي تضطلع اليوم بقيادته ، هي الكفيلة بعدم قيام قيامتنا ، بل انتكاسة ، أي نوع من الانتكاسات ، بما فيها "بيجرز جديد"، او حتى اغتيالك لا سمح الله ، ستشكل ضربة أخرى على الرأس الذي ما عاد يحتمل ، و لدى الكثير من العربان ، لا يريد ان يحتمل ، سيتخلون عنك، و عن حزب الله و حتى عن نصر الله ، ألم يتخلوا عن علي يوم قالوا له : قلوبنا معك و سيوفنا عليك ، أما قتلة الحسين فكان احدهم ابن الخليفة الخامس معاوية، و الثاني ابن سعد ابي وقاص ، أحد المبشرين العشرة بالجنة .