قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني؛ إن التصعيد المستمر لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تنفذها دولة الاحتلال في شمال غزة منذ ثلاثون يوماً في إطار "خطة الجنرالات" يجسد بوضوح مخططاً متعمداً يستهدف اقتلاع شعبنا وإجباره على النزوح القسري من خلال ارتكاب المذابح والتجويع والحصار الخانق، معتبراً أن هذا النهج ليس إلا امتداداً تاريخياً لسياسات مدروسة وممنهجة تهدف إلى اجتثاث وجودنا الفلسطيني وتفكيك نسيجنا الوطني والاجتماعي.
وأضاف دلياني؛ في تصريح وصل وكالة "خبر": "إن خطة الجنرالات التي تبنتها حكومة نتنياهو، تعيد إلى الأذهان شبح نكبة عام 1948، النكبة التي شكلت جرحاً غائراً في الذاكرة الفلسطينية لا يزال نزيفه مستمراً وشاهداً على مأساة التهجير الجماعي التي عاشها أجدادنا وما زال أبناء شعبنا يعايشونها اليوم بمختلف صورها وأشكالها.
وأشار إلى أن أكثر من 400,000 مدني فلسطيني في شمال غزة يقعون ضحايا لسياسات الإرهاب والتهجير القسري التي تنتهجها دولة الاحتلال، والتي تهدف إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين ضمن استراتيجية ديمغرافية مدروسة لفرض واقع جديد يتنكر لحقوق شعبنا الثابتة في أرضه وتراثه.
وأوضح أن دولة الاحتلال تعتمد أسلوب التضليل الإعلامي بشكل روتيني، إذ تروج كذباً أن عمليات التهجير "طوعية"، بينما الحقيقة تكشف عن تهجير قسري صارخ من خلال قمع يؤدي إلى تمزيق الأُسَر، واعتقال المدنيين، واقتيادهم قسراً إلى أماكن مجهولة، تحت غطاء إعلامي دولي متواطئ ومتخاذل.
وفي ختام حديثه؛ أكد دلياني على ثبات شعبنا الفلسطيني في مواجهة هذه السياسات الوحشية، قائلاً: "إن عزيمتنا لا تعرف الانكسار، وأصواتنا ستظل تردد أصداء حقنا الأصيل؛ فمعركتنا ليست من أجل البقاء فقط، بل هي نضال من أجل الكرامة، وحق تقرير المصير بما في ذلك حقنا في العودة إلى الديار التي هُجرنا منها قسراً عام 1948. إن حقوقنا راسخة، لا يطالها النسيان ولا تخضع للمساومة".