الكاتب: د. نايف جراد
1. اختبار
ها أنت يا بعل تدخل في الاختبار
بعلة البيت في الانتظار
أنت في قلب الأتون
والطقس لا يعرف السكون
فإما أن تكون أو تكون
عليك عليك الأنظار
بيدك الإبحار
ودون هذا الجدار
هي حياة لا منون
فإما أن تكون أو تكون
2. متاهة
هل دخلنا المتاهة؟
يسأل ابن البلد
كيف لي يا الهي أن أسافر في السديم؟
كيف لي أن أتلمس طريقي، ولا أسقط في هوة سحيقة؟
وأنّى لي في هذه العتمة من دليل؟
أنا لست يا سيدي بقابيل
أنا حارس أخي
لا أريد أن يسقط وجهي
لا أريد أن أكون ملعونا في الأرض المباركة
ولا أريد أن أكون القتيل
لكني سأقدم قرابين العشق لمحبوبتي
ليصرخ دمي من جوف الأرض يلاحق القتلة
يتدفق كالنبع الحار
مشتعلا بالنار
ويزهر دحنونا وجلنار
3. ذكرى
أغمض عينيك أيها المسافر
دع قلبك يهديك سواء السبيل
دع نبضه يختار المسالك
انه لا يعرف المستحيل
كنت هناك
تذكّر جيدا أنك كنت هناك
أو لم تدخل المتاهة سابقا؟
دع عقلك يستحضر المسافة التي قطعت
دعه يسترجع وحوش الطريق والوديان السحيقة
دعه يمر كشريط سينمائي
واعتلي خشبة المسرح
يا الهي كم أنت جميل!
من أين أتتك تلك البراءة والنقاء؟
من أمدك بتلك الشجاعة؟
كم أتقنت اللعبة وحرفة التمثيل!!!
ألا تذكر أن رأسك وضع هناك على المقصلة ذات أيار غابر؟
ألا تذكر أن اسمك محي من السجلات ولم يسعفك صوتك المخنوق؟
أولا تذكر كم مرة انزلقت أقدامك وسقطت في الوحل والمستنقعات؟
أولا تتذكر كم مرة حرقوك وكنت تقوم كالفينيق من تحت الرماد؟
ألا تذكر كم متاهة دخلت، وكم طريقا مظلما سلكت، وكنت تعود إلى النور من جديد؟؟؟
4. مشهد العرس
ها أنت في كامل بهاك
تمتشق النور
تحل كملاك
تخرج من النفق
تعتلي سماك
تطل ذات فجر في كانون
تمتطي الريح
عاصفا وحنون
تحط في مرفأ الأمل
تقبل النون
ثوبك من عز الدين
جسورا
مجازفا
شجاعا
وأمين
عينك على حطين
تحاكي صلاح الدين
كم كنت جميلا
تليق بفلسطين!!!
5. عودة إلى الذات
انها الثورة في قلبك
لا في الكلام
بيدك بندقية
وبيدك السلام
فانبش عن جذرك في الأرض
اكتشف ذاتك كي تعيش
عد كما كنت قردا
تقفز بين أغصان الشجر
تتسلق الشعاب
تلعب على حبال السيرك العجيب
وكن قطا بسبعة أرواح
وعد ما تبقى لديك
استعد رهبتك
وكن المهيب
لملم أشلاءك المبعثرة
التحم ببعل القرية
وابن أعمدة لمدينة واقفة
ادجن في الندى والمطر والريح
ستهبك الأرض حبها
وتعود كالعاصفة