مع غرق خيام النازحين علي شواطئ غزة ودخول الشتاء مبكرا ببرده القارص وحصار شبه كامل علي المواد الغذائية وبالمشهد الاخر غزة بمقاومتها تكبد العدو خسائر في حرب استنزاف يدفع ثمنها الاحتلال لاحتلاله , وصبر لا يتحمله بشر علي وضع كارثي لهذه الحرب وهي ضريبة يدفعها الشعب الفلسطيني في غزة وربما في المستقبل في الضفة نتيجة تمسكه بأرضه ومطلبه الانساني والوطني بأن يعيش في حرية واستقلال وسيادة علي ارضه ولو جزء قليل منها, هكذا هو المشهد في غزة . مع هذا المشهد تتسرب انباء من تل ابيب وبيروت عن الوصول لاتفاق لوقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل وشيك في خلال 36 ساعه , ونذكر ان من يقود المفاوضات بوكالة عن حزب الله وقوى لبنانية وطنية هو نبيه برى رئيس حركة امل . وقد يتسأل البعض او الغالبية عن وحدة الساحات هذا الشعار الذي تردد دائما منذ السابع من اكتوبر وحالة التراشق بين حزب الله وما يسمي اسرائيل في الشمال الفلسطيني المحتل تحت تفسيرات وتعليلات بحرب استنزاف , ارادت اسرائيل لها ان تستمر وخاصة ان مازالت قوات حزب الله وقوات الرضوان تشكل خطر ما يسمي قومي علي دولة اسرائيل , وبالتالي صعدت اسرائيل هجماتها بسلاح الجو سبقتها اغتيالات للرأس الهرمي لحزب الله وربما قيادات الصف الثاني ايضا وسبقها ايضا التفجيرات في اجهزة الاتصال , من المعلوم ان تواجد حزب الله في الجنوب اللبناني بل في لبنان كلها هو خطر استراتيجي علي اسرائيل وخاصة وبدون مواربة عندما اعلن رئيس حزب الله السيد حسن نصر الله انه جزء من الجمهورية الايرانية وهو ذراعها الاقوى في المنطقة , نختصر بعد ان حقق الجيش الاسرائيلي غزواً برياً لغزة ودمر 90% من بينتها التحتية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية كان من المؤكد ان تنتقل الفرق العسكرية الاسرائيلية للشمال لاجتياح يرى لما يسمي المنطقة الامنة لاسرائيل وحدودها لنهر الليطاني بالتاكيد لنعطي كل حق حقه هذا الاجتياح البرى لم يكن للتنزه بل واجه مقاومة شرسة من قوة الرضوان وغيرها بالاضافة الي سلاح الصواريخ التي اصبحت الحياة تكاد ان تكون معدومة في حيفا والجليل بأكمله ورشقات مؤثرة علي تل ابيب تحت معادلة الردع (تل أبيب مقابل بيروت) .. هذا هو المشهد الآخر إذا ما أضفنا له الاسناد اليمني والعراقي واللتان تعرضتا لعدوان امريكي بريطاني مقابل هذا الاسناد وتهديد للحكومة العراقية بشن غارات جوية من قبل سلاح الجو الاسرائيلي علي العراق اذا لم توقف الصواريخ من أراضيه. منذ السابع من اكتوبر وبعدها باسبوع وتحرك جبهة الاسناد كانت هناك محاولات حثيثة لفصل المسارات علي كل الجبهات اي فصل حلف الاسناد عن غزة ونذكر ان نتنياهو في اخر حديث له قال: نحن نتعامل مع لبنان الدولة بغير ما نتعامل مع حماس) وامام المسار السياسي بين لبنان واسرائيل بقيادة امريكية صرح نتنياهو ليلة امس في تحذير لاهل غزة ان يختارو (بين الحياة والموت) اي يعني ليست القصه حماس وحدها ولكن الطلوب رفع الرايات البيضاء والتنازل عن كل شيئ في الوطنية الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني مقابل (رغيف الخبز والعمل) هكذا تجرأ نتنياهو الذي ادين بالابادة الجماعية وجرائم الحرب فمن الاجدر الان ان يؤخذ هذا التصريح بصوته وصورته ليقدم لمحكمة العدل الدولة والجنائية الدولية , فهذا التصريح يعني ابادة شعب بالتجويع او بالقنابل الامريكية الفتاكة . السريبات التي ظهرت الان حول اتفاق وشيك بين لبنان واسرائيل تعني شيئ واحد ان السياسة الامريكية نجحت في فصل المسارات وتركت جبهة الاسناد غزة وشعبها ومقاومتها فلا خيارات اما غزة الا الصمود او الاستسلام .. في جردة حساب لهذا الاتفاق وما سرب عنه وان صحت الاخبار مع حذر امريكي من وزارة الخارجية الامريكية بنفي سرعة الوصول لاتفاق وان كان هناك ايجابيات , مازال التصعيد قائم في الجبهة الجنوبية والشمالية ولكن سنورد ما اتي من تسريبات حول هذا الاتفاق التي قالت وسائل امنية اسرائيلية بأن نتنياهو وافق علي الاتفاق في انتظار تصديق الكابينيت المصغر .. بنود الاتفاق : 1- التزام الطرفين بقرار مجلس الامن الدولي بالاتفاق التي تم برقم 1701 حول هذا الاتفاق اسرائيل لم تنفذ بنود منه بسحب قواتها من اراضي لبنانبة مازالت محتلة في شبعا والغجر . 2- تعهد امريكي برفع الحظر عن بعض الاسلحة لاسرائيل لضمان قدرتها علي ردء كل التهديدات والخروقات في الجنوب . 3- الاتفاق تحت رقابة دولية بقيادة امريكا ودول خمس منها فرنسا . 4- سحب قوات حزب الله الي شمال الليطاني . 5- تحجيم قدرات حزب الله في الاسلحة الثقيلة . 6- سحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في غضون 60 يوم 7- وقف اطلاق النار خلال 36 ساعة . في حين ان بعض الانباء تحدثت عن ان هناك تعديلات اسرائيلية اخرى وفي جردة حسابات حل هذا الاتفاق ان تم فان هذا يعني انه انتصار سياسي اسرائيلي تحققه اسرائيل والولايات المتحدة لم تحققه في نتائج حاسمة في الحرب (كالعادة في كل الحروب) ولذلك نستطيع القول ان جبهة الاسناد لغزة لم تؤتي بثمارها ولو ب 10% ولم تخفف الضغط عن غزة , واعتبر ان الوصول لهذا الاتفاق هو هزيمة لحلف الموقاومة واذركة ايران في المنطقة اي ان غزة بمقاومتها المشروعة واهدافها لا بكاء علي موقفها ولكن البكاء علي من اعتقدت غزة انهم حلفاء في معركة استراتيجية تخص القدس وفلسطين وان موقف حزب الله الحالي يتناقض مع التزامات الشهيد حسن نصر الله نحو القضية الفلسطينية في معركة مصيرية ووجودية , وهذا الاتفاق ينقذ نتنياهو من مسألات دولية وداخلية ويعطيه اشارة النصر من الجبهة الداخلية الاسرائيلية بصرف النظر عن معارضة بنغفير وسموروتيتش الذي يطمع في اراضي الجنوب اما المطلب اللبناني من الوصول لهذا الاتفاق ان تنسحب اسرائيل من الاراضي اللبنانية منذ 2006 ولكن هناك تساؤل اخر هل امريكا لتي زودت اسرائيل بكل ادوات الفتك في غزة والضاحية وسوريا هل هي وسيط امين في ظل تعهدها بأنها ستقف مع اسرائيل اما اي خرقات التي يمكن ان تكون وتحت اي مبرر او حجة اسرائيلية؟!
اذا ما تم الاتفاق بصورته الحالية يعني هزيمة سياسية لحلف المقاومة ومبرر اخر لعدم الرد الايراني علي القصف الاسرائيلي للدفاعات الجوية الايرانية في ايران واعتقد في حال وجود هذا الاتفاق فانه سينعكس علي المعادلات الداخلية اللبنانية التي تطالب بالتنحي عن التزامتها نحو القضية الفلسطينية اما غزة وكما قلت فان جبهة الاسناد هذه لم تكن بالفاعلية والتفاعل للتأثير علي مجريات الاحداث في غزة فكان بالامكان لجبهة الاسناد هذه اذا كانت تعتقد كما اعتقدت غزة بأنها حرب استراتيجية بامكان هذه الجبهة بامتلاكها صواريخ بعيدة المدي وخاصة حزب الله وامتلاكه اسلحة دقيقة وطويلة المدي ان يضرب في الساعات الاولي من الاجتياح البرى لغزة القوات المهاجمة في غلافها واذا ما كان هناك تكتيك سابقا حول الاتسنزاف فلماذا لم توجه الصواريخ الان للقواعد الارتكازية لجيش الاحتلال في نتساريم وفلادلفيا وشمال غزة الذي يتعرض للابادة ولكي اختمم , وبعد هذه الخسارة التي خسرتها لبنان ماذا حقق من مكاسب ؟! ملاحظة : قد اجمل بأن خسارة اسرائيل منذ عام وبتقارير دولية 126 مليار دولار وفي غزة وحدها اكثر من 1200 ناقلة ودبابة وحوالي 14000 جريح و7000 قتيل ومازالت اسرائيل تفقد في غزة رتبها العسكرية العالية والمجندين وقوات النخبة هذا غزة التي تركت وحيدة اما معادلات اقليمية ومصالح وتشابكات اخرى.